المؤتمر يعلن موقف جديد بشأن ميناء الحديدة.. شعور بالخطر أم تهدئة؟
المساء برس – خاص/ اعتبرت مصادر سياسية في صنعاء إن ما نشره موقع “المؤتمر نت” من تصريحات على لسان عضو الوفد الوطني المفاوض عن حزب المؤتمر “يحيى دويد” بشأن موقف الحزب من مبادرة اسماعيل ولد الشيخ، يأتي في إطار التهدئة الإعلامية بعد أن شعرت قيادات المؤتمر بالخطر بسبب الخلافات التي عصفت بين طرفي التحالف في صنعاء (أنصار الله والمؤتمر) على خلفية وقوف الأخير وتأييده ضمنياً لمبادرة ولد الشيخ.
وكانت النخبة السياسية في صنعاء قد فسرت المبادرة التي تقدم بها مجلس النواب لإنهاء ما وصفتها المبادرة البرلمانية بـ”النزاع في اليمن”، فسرتها على أنها موافقة مبدئية وضمنية من قبل حزب المؤتمر على المبادرة التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ والتي أعلن عنها في جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن اليمن، والتي طرح فيها مقترح تسليم ميناء الحديدة مقابل تسليم رواتب موظفي الدولة، في حين كانت المبادرة التي تقدم بها البرلمان الذي يحظى حزب المؤتمر بأغلبية ساحقة فيه، تتحدث عن وضع كافة الموانئ اليمني بما فيها تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة الموالية للرياض تحت إشراف الأمم المتحدة “الوصاية الأممية”، مقابل إيقاف الحرب وتسليم الرواتب والعودة لطاولة المفاوضات، الأمر الذي اعتبرته أطراف سياسية أبرزها حركة أنصار الله تنازلاً ضمنياً عن السيادة الكاملة للموانئ البحرية والجوية اليمنية، وخيانة لدماء الشهداء الذين راحوا مدافعين عن هذه السيادة منذ بداية الحرب.
وبالعودة إلى تصريحات “دويد”، نقل موقع “المؤتمر نت” عن عضو الوفد المفاوض قوله إن مبادرة المبعوث الأممي تعد محاولة للانقلاب على أجندة الجولات السابقة للحوار وأنه “لن يتم التعاطي معها أو الالتفات إليها كون طرح وتسويق مبادرة جزئية تتعلق بميناء الحديدة محاولة عبثية وفاشلة”.
وأضاف دويد، في حديثه لـ”المؤتمر نت” إن “أهداف المبادرة مكشوفة ومعروفة سلفاً ولن يتعاطى المؤتمر إلا مع الحل الشامل والكامل والعادل”.
وكان اللافت في تصريح “يحيى دويد” هو إشارته إلى “عدم وجود أي حوارات جانبية يخوضها حزب المؤتمر في الخارج، سواء في ألمانيا أو برعايتها أو في أي بلد آخر ورعاية بلد آخر على الإطلاق”، ما يؤكد تعمّد حزب المؤتمر نشر التصريح لغرض إيصال هذه المعلومة الأخيرة لطرف سياسي داخلي، ومن غير المستبعد أن يكون هذا الطرف هي حركة أنصار الله، وفقاً لمراقبين.
وكانت وسائل إعلامية أوروبية قد نشرت أكثر من مرة عن وجود مفاوضات غير معلنة بين الإمارات من جهة وقيادات من حزب المؤتمر من جهة ثانية هدفها التوصل إلى تفاهم بشأن إنهاء الصراع في اليمن والاتفاق على صيغة سياسية يكون فيها حزب المؤتمر مشاركاً فاعلاً في المرحلة المستقبلية مقابل التخلي عن أنصار الله والقبول بالإملاءات الإماراتية التي من بينها عدم التدخل بالشأن الجنوبي مع ضمان أبوظبي للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عدم عودة الجناح السياسي للإخوان المسلمين إلى اليمن ومشاركتهم مستقبلاً.
ولم يصدر عن حزب المؤتمر موقف واضح ينفي أو يؤكد صحة تلك التسريبات التي تناقلتها وسائل إعلامية غربية معروفة وتحظى بقدر كبير من المصداقية في الوسط السياسي والمجتمعي.