الأجانب يعتقلون “نساء شبوة”.. هل يتكرر سيناريو اغتصاب العراقيات “في اليمن”
المساء برس – المحرر السياسي/ لا يزال الشارع اليمني مصدوماً مما حدث في مدينة عتق محافظة شبوة مساء أمس الأول من اعتقال طال مواطناً يمنياً هو وأسرته “نساء وفتيات وأطفال” وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة عبر مروحية لا يعرف حتى اللحظة ما إذا كانت تابعة للقوات الأمريكية المعلن عن وجودها في شبوة رسمياً، أم أنها تابعة للقوات الإماراتية؟.
ولا يزال الشارع اليمني والجنوبي بالأخص غير مستوعب لهذا الحدث، ويتساءل: هل حدث هذا بالفعل في اليمن؟ وأين في اليمن؟.. في شبوة “بلاد العوالق”؟!، البعض الآخر أشار إلى أن ما حدث في عتق بحق “نساء شبوة” يعيد إلى الأذهان ما حدث للنساء العراقيات من قبل القوات الأمريكية بداية احتلال العراق عام 2003م وتطورت الجرائم شيئاً فشيئاً طيلة فترة الاحتلال.
حين دخلت القوات الأمريكية العراق عام 2003م دخلتها بحجة امتلاك نظام الرئيس الراحل صدام حسين لأسلحة دمار شامل، وكانت تلك مجرد ذريعة لاحتلال العراق فقط، في حين لم يكن صدام حسين يمتلك أي سلاح دمار شامل، بدليل نتائج تفتيش الفريق الدولي للعراق في كل مكان بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل التي زعمت أمريكا أنها موجودة آنذاك، وأظهرت نتائج البحث والتفتيش عدم امتلاك العلاق لأسلحة دمار شامل.
ومع ذلك أصرت الولايات المتحدة على رأيها ودخلت العراق، وارتكبت أبشع الجرائم بحق الإنسانية ووقف الشعب العراقي عاجزاً عن الدفاع عن نسائه التي تم اغتصابهن أمام أعين أزواجهن وآبائهن وإخوانهن، في بعض الأحيان.
واليوم في اليمن ها هي القوات الأمريكية تدخل بنفس الطريقة التي دخلتها دولة العراق، بالذرائع الواهية والكاذبة، ففي العراق قالت إنها دخلت من أجل تدمير أسلحة الدمار الشامل، وفي اليمن قالت إنها دخلت من أجل محاربة تنظيم القاعدة.
وفي العراق تبين لاحقاً أن دخول القوات الأمريكية كان من أجل البترول والثروات العراقية من الذهب الأسود، وفي اليمن لم تلبث القوات الأمريكية أن تطأ قدمها على الأراضي اليمنية في محافظة شبوة إلا وأعينها متوجهة نحو النفط والغاز ومنشئاتهما الصناعية، وها هي ذا في بلحاف وعين بامعبد في شبوة والمسيلة في حضرموت وكلها مناطق تواجد الغاز والبترول.
في العراق كان يتم اعتقال الفتيات العراقيات في الشارع واقتيادهن إلى السجون واغتصابهن من قبل الجنود الأمريكيين “اغتصاب فردي وجماعي”، وفي اليمن أول عملية اعتقال للنساء وقعت مساء أمس الأول حيث اعتقل ناصر العولقي (تاجر من شبوة) مع عائلته “خمس نساء مع الأطفال”، تم إعادة الأطفال وفق رواية السكان المحليين، لكن لم يتم إعادة النساء.
وتم نقل المعتقلين (ناصر العولقي وأخيه والنساء) إلى مكان مجهول عبر طائرة مروحية قيل أنها تابعة للقوات الإماراتية، ولا أحد يعرف فعلاً هل هي تابعة للقوات الإماراتية أم تابعة للقوات الأمريكية.
لا أحد في محافظة شبوة بقبائلها ومثقفيها ونخبتها ورجالها ونساءها يعرف ما مصير النساء اللاتي تم اعتقالهن وهل هن الآن بيد القوات الإماراتية أم بيد القوات الأمريكية، وهل – لا سمح الله – يواجهن نفس المصير الذي واجهته النساء والفتيات العراقيات اللاتي كان يتم اعتقالهن من قبل القوات الأمريكية طيلة فترة احتلال العراق؟.
لا يزال الشارع اليمني يتساءل لماذا يسكت أبناء شبوة عن اعتقال الأجنبي لنسائهم، هل انعدمت فيهم النخوة اليمنية العربية والرجولة إلى هذه الدرجة، أم أنهم لا يصدقون كل ما يقال وينشر ويعلن رسمياً في وسائل الإعلام في الداخل والخارج عمّا حدث في محافظتهم ويعتبرون كل ذلك مجرد “دعايات إعلامية”.
يتساءل البعض: ألم يسمع أبناء شبوة ما أعلنته دولة الإمارات رسمياً في كل وسائلها الإعلامية الرسمية وغير الرسمية من أن قواتها العسكرية وبمشاركة قوات أمريكية وقوات سودانية دخلت محافظة شبوة وتنفذ عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة، ألم يسمع أبناء شبوة ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية أمس الأول من أن قواتها العسكرية تشارك في عملية عسكرية في محافظة شبوة اليمنية ضد تنظيم القاعدة؟!! من المحتمل أن هذه الأخبار لم تصل إلى أبناء محافظة شبوة.
سيقول البعض إن من تم اعتقاله “ناصر العولقي” يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة كونه أحد أقرباء “أنور العولقي” زعيم تنظيم القاعدة في اليمن سابقاً والذي قُتل في العام 2011م بغارة جوية لطائرة بدون طيار، وقد أعلنت الولايات المتحدة ذلك في حينه، ولكن.. لنفترض أن ناصر العولقي مشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة فهل يعتبر هذا مبرراً لأن يتم اعتقال نسائه وأطفاله من قبل الجندي الإماراتي أو الأمريكي، هل هذا ما تنص عليه الأعراف القبلية اليمنية العربية الأصيلة؟، أن تُعتقل النساء من قبل الرجال؟، وأي رجال؟.. رجال أغراب.. ليسوا حتى يمنيين.. هل هناك يمني واحد يقبل أن يعتقل الجندي الخليجي أو الأمريكي زوجته وابنته وكريمته؟!.
هل يعقل أن يحدث هذا في اليمن؟!! وأين.. في شبوة “بلاد العوالق”؟!!!.