حينما تقرر صنعاء التصعيد العسكري.. لماذا الآن؟ “تقرير موسّع”

المساء برس – خاص/ لم تمضِ سوى ساعات على أكبر عملية سيطرة ميدانية للجيش اليمني واللجان الشعبية الموالية له داخل الأراضي السعودية إلا والأنباء ترد بعملية بحرية لقوات الدفاع الساحلي بمساندة من مقاتلي اللجان الشعبية التابعة لحكومة صنعاء بتدمير بارجة إماراتية قبالة سواحل المخا غربي اليمن.

البارجة ووفقاً لوسائل إعلام صنعاء “كانت تقوم بأعمال عدائية قبالة المخا، تم استهدافها بسلاح مناسب”، فيما لم تتفق وسائل إعلام التحالف على نتائج العملية التي قالت إن “الحوثيين استهدفوا سفناً بميناء المخا بزورق متفجر، أدت إلى العملية إلى خسائر بشرية ومادية”، في حين قالت أخرى تابعة للتحالف أيضاً “إن عملية الاستهداف لم ينتج عنها أي خسائر”.

وباستهداف البارجة الإماراتية يرتفع عدد السفن والبوارج الحربية التابعة للتحالف والتي تم استهدافها من قبل قوات صنعاء إلى 11 قطعة بحرية منذ بدء العمليات الحربية في مارس 2015م.

ومنذ أكثر من أسبوع تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية للجيش اليمني التابع لحكومة الإنقاذ بصنعاء، وهو تصعيد يعد الأسرع والأقوى عسكرياً منذ أن شن التحالف حرباً ضد اليمن، فقبل استهداف البارجة الإماراتية كان اليمنيون المهتمون بالشأن العسكري وتطورات العمليات العسكرية في الجبهات الحدودية منشغلون بعملية الاقتحام والسيطرة اليمنية على معسكر الجابري الاستراتيجي السعودي ومواقع عسكرية بالغة الأهمية أبرزها موقعي ملحمة وموقع الفريضة في منطقة جيزان.

محلل عسكري في صنعاء قال في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن موقعي ملحمة والفريضة وسقوط معسكر الجابري يعني أن المدن السعودية في جيزان باتت في مرمى النيران اليمنية كون “المواقع الاستراتيجية التي تمت السيطرة عليها مرتفعة وتطل على مواقع عسكرية أخرى أقل انخفاضاً تليها مدن جيزان.

وسبق عملية معسكر الجابري أن أطلق الجيش 6 صواريخ – وفق مصدر بوزارة الدفاع – باليستية متوسطة المدى من نوع بركان 1 على قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف، وفيما قال التحالف إنه اعترض صاروخاً باليستياً في سماء الطائف، أكدت القوة الصاروخية في بيان لها إن الصواريخ التي تم إطلاقها أصابت أهدافها بدقة وأدت إلى خسائر مادية وبشرية داخل القاعدة الجوية التي تعد ثاني أهم قاعدة داخل المملكة.

وقبلها بأيام أعلنت وزارة الدفاع اليمنية إن القوة الصاروخية أطلقت صاروخاً هو الأول من نوعه محلي الصنع من نوع بركان H-2 على مصفاة ينبع النفطية، التي تبعد عن الحدود اليمنية مسافة 1000 كيلو متر تقريباً، وفيما لم تعترف السعودية باستهداف المصفاة بصاروخ باليستي طويل المدى واكتفت بالقول إن حريقاً شبّ في مولد كهرباء الساعة التاسعة و20 دقيقة ليلاً بسبب ارتفاع حرارة الطقس، بعد أن انتشرت تغريدات ومنشورات ناشطي المواقع الاجتماعية في السعودية بوقوع انفجار باتجاه مدينة ينبع الصناعية هز المنطقة ووصل صوت الانفجار على بعد 200 كيلو متر، بالإضافة إلى ذلك صرح ضباط في وزارة الدفاع الأمريكية لقناة CNN الناطقة بالإنجليزية بأن “الحوثيين أطلقوا صاروخاً من نوع سكود طار مسافة 930 كيلو متر فوق السعودية وسقط في ينبع الواقعة على سواحل البحر الأحمر، وقالت إن هذا مؤشر خطير”.

هذا التصعيد المفاجئ في العمليات العسكرية لقوات صنعاء يرى فيه محللون أنه يأتي رداً على التصعيد العسكري من قبل التحالف في المخا وموزع ومحاولة تحقيق تقدم عسكري لصالح المسلحين الموالين للتحالف باتجاه معسكر خالد، حيث كانت القوات الموالية للتحالف وتحديداً الإمارات، قد تمكنت من الوصول إلى البوابة الشمالية للمعسكر والدخول إلى التباب المحيطة بالبوابة والوصول إلى ميدان الرماية الذي لا يبعد كثيراً من البوابة الشمالية، غير أن قيام قوات صنعاء بزرع الألغام في محيط البوابة والتباب المجاورة لها حال دون تقدم التحالف وأدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف دفع في نهاية المطاف إلى الانسحاب “التكتيكي” وفقاً لوسائل إعلامية موالية للتحالف.

فيما يرى آخرون أن هذا التصعيد المتسارع يأتي ترجمة للخطاب الأخير لزعيم حركة أنصار الله، بمناسبة “الصرخة في وجه الطغاة” والذي بدى فيه عبدالملك الحوثي متحكماً بمجريات الأمور ومتحدثاً من موقع قوة استناداً إلى ما وصلت إليه القوات العسكرية اليمنية الموالية لتحالف صنعاء من قوة وخبرة عسكرية وقتالية وتمكنها من تطوير صواريخ محلية الصنع حداً يسمح لها بالسيطرة على مختلف العمليات الحربية في مختلف الجبهات سواءً الحدودية أو الداخلية أو الساحلية.

رغم ذلك يبقى الرأي الأكثر إجماعاً هو إشعار السعودية أن الجيش اليمني يمكنه تحقيق مكاسب عسكرية لصالحه وقلب موازين المعركة في وقت قياسي وأن الخاسر الوحيد ستكون السعودية، وأن القدرات العسكرية اليمنية باتت أكثر وأقوى من أي وقت مضى وهي وحدها من تستطيع اتخاذ قرار التصعيد عسكرياً أو التهدئة، وفقاً لتصريحات مصادر سياسية في صنعاء.

وربما أرادت قوات صنعاء أن تقول لدول التحالف أن محاولاتها حسم الوضع عسكرياً لن تنجح ولن تؤدي إلا إلى إظهارها أمام العالم أنها باتت مهزومة رغم ما تمتلكه من أسلحة وعتاد عسكري، خلافاً لما سيلحق بها من خسائر مادية وبشرية، وأن الحل الوحيد لإخراجها من المستنقع الذي وقعت فيه بتدخلها عسكرياً في اليمن لن يتحقق إلا عن طريق الاتفاق السياسي نداً لند والتعاطي مع أصحاب القرار ومن يملكون الأرض.

للاطلاع على معلومات أكثر حول الموضوع راجع التقارير التالية:
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2017/07/28/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a-%d9%88%d9%85%d8%ba%d8%b1%d8%af%d9%88%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d8%a8%d8%b9%d8%af/

https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2017/07/25/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%ab%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%ad-%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-%d9%82%d9%88%d8%a9-%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d9%8a%d8%b7%d9%88%d8%b1/

قد يعجبك ايضا