125 شهيداً في المخا.. تقرير موسع لمسار الأحداث وردّ صنعاء

المساء برس – خاص/ في الـ24 من يوليو عام 2015م شن طيران التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن غارات جوية على سكن عمال محطة المخا الكهروحرارية، ودمرت الغارات المحطة بالكامل وسكن الموظفين والعمال وقتلت صواريخ السعودية حينها 125 شهيداً من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.

لاقت الجريمة التي ارتكبها طيران التحالف انتقادات واسعة وإدانات من منظمات دولية ومحلية ولفتت تلك الجريمة أنظار العالم إلى ما يرتكبه طيران التحالف من جرائم إنسانية بحق المدنيين في اليمن بذريعة دعم الشرعية.

واليوم نظمت أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء، وقفة إحتجاجية لأهالي شهداء مجزرة طيران التحالف بمدينة العمال بالمخا بمحافظة تعز بمناسبة الذكرى الثانية للمجزرة التي راح ضحيتها 125 شهيدا وأكثر من 100 جريح.

وشاركت في الوقفة التي نظمتها الدائرة الحقوقية والقانونية بالمجلس السياسي لأنصار الله، منظمات المجتمع المدني التي استنكرت “إستمرار تحالف العدوان في إستهداف المدنيين وإرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في اليمن”.

وقد ندد المحتجون بصمت الأمم المتحدة على جريمة إستهداف مدينة العمال بالمخا ولم يصدر عنها أي إجراءات لتحقيق المسائلة في هذه الجريمة التي مر عليها عامين، مطالبة بتحقيق دولي مستقل في إعدام الأسرى بمديرية موزع بتعز من قبل مرتزقة العدوان بحماية إماراتية.

“هل ينسى اليمنيون مجازر التحالف بحق المدنيين”

في كل مرة يرتكب فيها التحالف مجزرة دموية بحق الشعب اليمني ترتقي إلى جرائم الإبادة الجماعة المحرمة دولياً، نشهد تصعيداً في العمليات العسكرية للقوات الموالية لأنصار الله والمؤتمر في صنعاء.

فبعد جريمة مجزرة سكن عمال محطة كهرباء المخا شهدت الجبهات الحدودية حينها تصعيداً من قبل قوات الجيش اليمني تمثلت بعمليات توغل في الأراضي السعودية واقتحام للمواقع والحاميات العسكرية في القرى والمناطق الحدودية كما أنه بدأ بقصف مناطق عسكرية بالصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى استهدفت منشئات عسكرية مهمة.

وقبل أيام استهدفت القوة الصاروخية في الجيش اليمني منشأة نفطية في مدينة ينبع السعودية وهي ثاني أكبر منطقة نفطية في السعودية، وتبعد عن الحدود اليمنية السعودية 1000 كيلو متر، وقالت وزارة الدفاع اليمنية التابعة لتحالف صنعاء إن العملية تأتي رداً على ما ارتكبه التحالف من جريمة بحق الأسرى الذين وقعوا في أيدي المقاتلين الموالين للتحالف في مديرية موزع الذين تم ذبحهم وتصوير عملية الذبح وهو حدث أثار جدلاً واسعاً في الشارع اليمني الذي استنكر قيام قوات التحالف بهذا العمل الذي وصفوه بـ”الشنيع”.

وبالتزامن مع ضرب مدينة ينبع الصناعية والنفطية تشهد الجبهات الحدودية عمليات عسكرية هي الأعنف هذا العام، في توجه عسكري لقوات صنعاء يبدو وكأنه يأتي انتقاماً لما حدث للصيادين المدنيين الذين قتلوا الجمعة الماضية أثناء ممارستهم الصيد في السواحل اليمنية بالقرب من جزيرة حنيش بنيران قوات التحالف المتمركزة في الجزيرة، وانتقاماً أيضاً لما حدث للأسرى من مقاتلي صنعاء من قبل الجماعات المسلحة المقاتلة في صفوف التحالف بموزع في تعز.

“مجزرة المخا في الصحافة الأمريكية الرسمية”

بعد وقوع الجريمة بـ(3) أيام وصفت وكالة “اسوشيتد برس” الأمريكية، القصف السعودي بأنه أعنف هجوم على المدنيين منذ بدء الحملة العسكرية من قبل دول التحالف على اليمن في 26 مارس 2015.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمنيين ومنظمات دولية مثل “منظمة أطباء بلا حدود” قولهم إن الغارات الجوية استهدفت مساكن عمال محطة كهرباء المخا، وسوت بعض المباني بالأرض، واندلع حريق في المنطقة، وتفحمت العديد من الجثث، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.

وأشارت الوكالة، أن الضربات الجوية أثارت قلقا متزايدا بسبب الاستهداف المتزايد للمدنيين من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.

وجاء في تقرير الوكالة على لسان “حسن بوسنان” من منظمة “أطباء بلا حدود” في جنيف، إن الضربات الجوية غيرت مسار أهدافها الى استهداف المنازل والأسواق، أو اي شيء.

واوردت الوكالة، أن منظمات حقوق الانسان مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية أعربت عن قلقها من أن “التحالف الذي تقوده السعودية ينتهك قوانين الحرب وعدم قيامه بما يكفي لمنع أو تقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.

“المخا بعد عام ونصف من مجزرة سكان محطة الكهرباء”

في يناير من العام الجاري شنت قوات التحالف عملية عسكرية برية وبحرية وجوية هدفت للاستيلاء على ميناء ومدينة المخا والمديريات المجاورة بهدف استكمال السيطرة على باب المندب وإبعاد قوات صنعاء من المناطق العسكرية والمرتفعات الحاكمة التي تسمح ببقاء باب المندب تحت نيران قوات صنعاء.

وقد دفعت العمليات الحربية في مديرية المخا خاصة في الأطراف القريبة من باب المندب كمدينة ذوباب وميون والقرى المجاورة، دفعت بالأهالي إلى النزوح خارج المدينة، وقالت وسائل إعلام جنوبية حينها إن قوات التحالف ارتكبت جرائم حرب داخل ذوباب، حيث قامت بعمليات قتل و”ذبح” وإخفاء بحق مواطنين محليين كانوا قد رفضوا الخروج من منازلهم وإخلاء المنطقة قبل دخول قوات التحالف، وقالت المصادر حينها أن الاتصالات والكهرباء والإنترنت انقطعت عن المدينة ولم يعد التواصل بالمواطنين المحاصرين في ذوباب ممكناً.

“قاعدة عسكرية يجري إنشاؤها في ذوباب”

وبعد أن أصبحت ذوباب ومدينة المخا وميناءها – المناطق القريبة من الساحل – بيد قوات التحالف وتحديداً القوات الإماراتية، بقيت تلك المناطق مواقع عسكرية يتمركز فيها الإماراتيون والقوات السودانية التي تقاتل تحت إشراف قيادة القوات الإماراتية المتواجدة جنوب اليمن من دون أي سبب يبرر بقاء تلك القوات في المناطق المذكورة.

وتؤكد مصادر محلية لـ”المساء برس” إن القوات الإماراتية تعمل حالياً على ردم ساحل المدينة بالأحجار الكبيرة والتراب تمهيداً لإنشاء قاعدة عسكرية كتلك التي أقيمت في المخا.

“المخا اليوم: النازحون.. لا أمل للعودة”

ولا يزال السكان المحليون يعانون من بقاء القوات العسكرية للتحالف التي تفرض عمليات تفتيش على المواطنين بالإضافة إلى منع دخول القادمين إلى المخا ممن لا يملكون تصاريح دخول أو هوية تثبت أنهم من أبناء المحافظات الجنوبية.

ويقول أحد أبناء المخا إن معظم المنازل ما تزال تحت سيطرة قوات “التحالف” منذ خمسة أشهر، مؤكداً أنه ما يزال نازحاً في مدينة تعز منذ دخول “الشرعية” المخا، وأنه لا يستطيع العودة إلى منزله كون القوات الإماراتية لم تسمح بذلك حتى الآن، مرجعاً السبب – بحسب ما أخبره أحد عناصر الحزام الأمني بالمخا – أن القوات الإماراتية منعت عودة السكان حتى استقرار المدينة وتأمينها بالكامل وحتى ذلك الحين سيتم إبلاغ كافة المواطنين بالعودة، مشيراً إلى أن هذا الكلام كان قبل خمسة أشهر وحتى اليوم لم يحدث شيء – حد قوله -.

وأدت عملية قوات التحالف للسيطرة على مدينة المخا ومينائها إلى إجبار قرابة الـ(1000) مواطن من السكان المحليين على مغادرة منازلهم والنزوح إلى محافظة تعز والقرى التابعة لمديرية المخا، ولا تزال معاناة أبناء المخا مستمرة حتى اليوم.

قد يعجبك ايضا