معركة إعلامية بالتزامن مع اشتعال معارك الجبهات
المساء برس – خاص/ يحاول إعلام دول التحالف والمواقع الإلكترونية الموالية للشرعية تسليط الضوء على مجريات العمليات القتالية الدائرة في مختلف الجبهات، والتي اشتدت خلال اليومين الماضيين بالتزامن مع سحب القوات العسكرية من عدن وتوزيعها على عدة جبهات.
وكان من اللافت عناوين الصحف الخليجية الصادرة اليوم التي سلطت الضوء على العمليات العسكرية التي تنفذها قوات هادي والتحالف في اليمن، وتتحدث عن تحقيق انتصارات كبيرة لصالحها، بالتزامن مع التغطية الإعلامية الواسعة للقنوات الإخبارية السعودية والإماراتية التي استفاضت في تغطية خبر نقل الألوية العسكرية من عدن إلى جبهات القتال.
ولوحظ وجود تخبط في نقل المعلومات ونشرها بين قنوات أبوظبي والرياض ففي الوقت الذي أعلنت فيه قناة سكاي نيوز أن عدد الألوية التي وجه الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي بنقلها إلى خارج عدن عددها 12 لواءً، قالت قناة العربية إن عدد الألوية 9 فقط، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه حملة إعلامية هدفها الترويج لعمليات عسكرية واسعة تأتي في إطار الحرب النفسية أكثر من كونها نقلاً لمعلومات الخبر بدليل تضارب تلك المعلومات لدى الوسائل المروجة لها.
قناة سكاي نيوز الإماراتية تتحدث بشكل موسع عن خطة عسكرية جديدة ستقلب موازين القوى وتحول الكفة العسكرية في الجبهات لصالح قوات التحالف متخذة من خبر نقل الألوية العسكرية من عدن غطاء لهذا الترويج.
أما الصحف الخليجية فهي الأخرى خصصت مساحات واسعة لتغطية أخبار الجبهات وبث ما يشبه الشائعات بوجود تقدم عسكري في مختلف الجبهات، وتتضمن أخبار هذه الصحف مثل “عكاظ” و”الرياض” السعوديتين و”البيان” الإماراتية رسائل ضمنية موجهة إلى المواطنين اليمنيين المتواجدين في النطاق الجغرافي الذي تسيطر عليه قوات صنعاء، تدعوهم إلى التعاون مع قوات “الشرعية” وعدم التعامل والتحالف مع من وصفتهم تلك الأخبار بـ”المتمردين الحوثيين وقوات صالح” محذرة إياهم تعرضهم للخطر والأذى لعدم مساندتهم الشرعية.
وفيما يبدو فإن الانتصارات التي تتحدث عنها وسائل إعلام التحالف لا توجد إلا في الصحف والقنوات الخليجية فقط في حين تحكي جبهات المعارك ما يحدث على أرض الواقع عكس ذلك تماماً.
ففي الوقت الذي أرادت فيه قوات هادي والتحالف تحقيق تقدم في جبهة عسيلان، تفاجأت بهجوم عنيف شنته قوات تحالف صنعاء انتهى بسيطرة الأخيرة على مواقع ومناطق تابعة للشرعية أبرزها السيطرة على بيت صبيح القريبة من مركز مديرية عسيلان شرق اليمن، يأتي ذلك بعد معارك عنيفة شهدتها عسيلان خلال أقل من 48 ساعة فقط بالتزامن مع تحليق وقصف جوي مكثف وزحوفات نفذتها قوات الشرعية لكنها فشلت وتراجعت، بحسب ما أفادت به وكالة الأناضول التركية نقلاً عن مصدر عسكري موالي لهادي والتحالف.
وتستخدم قوات التحالف وسائل الإعلام في التأثير على الرأي العام والإيحاء بتحقيق انتصارات عسكرية في حين تحكي جبهات المعارك واقعاً مغايراً تماماً لما تروج له تلك الوسائل، وقد برز هذا الأسلوب أثناء تغطيتها بشكل مكثف معارك نهم التي قالت إن قوات التحالف تحقق انتصارات وتمكنت من السيطرة على مواقع استراتيجية فيما كشفت المعلومات الميدانية أن ما تحدثت عنه قنوات الرياض وأبوظبي كان مجرد إشاعات وانتصارات إعلامية فقط.