انقلاب في عدن تقوده الإمارات وتوجه لإعلان مجلس عسكري

المساء برس – خاص/ عاد الوضع إلى التوتر في مدينة عدن من جديد بعد هدوء حذر ليلة البارحة عقب القرارات الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي والتي عصفت بالشارع الجنوبي.

حيث أكدت مصادر خاصة لـ”المساء برس” أن هناك توجهات لقيادات في الحراك الجنوبي في عدن والمحافظات الجنوبية لإعلان مجلس عسكري لإدارة السلطة بغرض إبطال قرارات هادي.

المصادر لم يتسنّ لها معرفة ما إذا كان هذا المجلس سيكون في إطار محافظة عدن فقط أم متوسع ليشمل أكثر من محافظة جنوب اليمن، لكنها أضافت أن الإمارات قد تؤجل إعلان مجلس عسكري أو ما شابه لحين ترتيب أوراقها في الجنوب وربما التواصل مع السعودية بشكل مباشر.

يتزامن هذا الحديث مع أنباء مؤكدة بوصول الوزير المقال من حكومة هادي هاني بن بريك إلى مطار عدن والذي أحيل للتحقيق حسب القرار الذي نشرته وكالة سبأ التابعة لما يسمى “الشرعية”.

“غضب في شوارع مدن الجنوب”

وفي الأثناء تظاهر المئات من الجنوبيين مساء اليوم دعما لعيدروس الزبيدي، وطاف المتظاهرون الشارع الرئيسي بمديرية المعلا ورددوا هتافات مؤيدة للزبيدي وطالبوا هادي إعادة النظر في قرار إقالة الأخير، حسب ما أفاد به مصدر لموقع عدن الغد.

كما اعتبرت قيادات في الحراك الجنوبي بلودر محافظة أبين إن قرار إقالة الزبيدي مستفز للجنوبيين كون توقيته متعمّد لمصاحبته ذكرى إعلان الحرب على الجنوبي التي اندلعت في 27 أبريل، لافتة إلى أنها – أي القرارات – تدعم تحالف حرب 7 يوليو.

وفي مدينة جعار خرجت مسيرة حاشدة بعد صلاة المغرب اليوم تأييداً لعيدروس الزبيدي وترفض القرارات التي أصدرها هادي، ورفع المتظاهرون العلم الجنوبي وصور عيدروس الزبيدي ورددوا شعارات وزوامل جنوبية.

وانتهت احتجاجات جعار التي ألقيت فيها كلمات لعدد من قيادات الحراك في خنفر وجعار رفضت قرارات الرئيس هادي، بإعلان المحتجين الزحف نحو مدينة عدن يوم غداً السبت.

وفي مسقط رأس “هادي” مديرية الوضع اعتبر الحراك الجنوبي لما يسمى تحرير واستقلال الجنوب في المديرية قرارات هادي بأنها قرارات حزب الإصلاح التكفيري المفروضة على الرئيس، حسب ما وصفه قيادي في الحراك السلمي بالمديرية.

إلى ذلك دعا ما يسمى بـ”المجلس الأعلى للحراك الجنوبي” اليوم محافظ عدن السابق “اللواء عيدروس الزبيدي” إلى رفض قرار إقالته واستمرار ممارسة مهامه استناداً إلى شرعية أبناء الجنوب صاحب القرار، وفق ما يستخلص من بيان له نشره اليوم.

“ثورة الإمارات ضد هادي”

في أول تصريح له قال وزير الشؤون الخارجية لدولة الامارات أنور قرقاش “إن مشكلة الشرعية الحقيقة هي تغليب المصلحة الشخصية والأسرية والحزبية على مصلحة الوطن” في إشارة واضحة إلى رفض قرارات هادي التي استهدفت أقوى أذرعها في الجنوب، كما وصف قرقاش توقيت القرارات أنها أتت واليمن “في مفصل حرج في معركته المصيرية”.

مراقبون اعتبروا أن تصريحات قرقاش وخصوصاً عبارة “في مفصل حرج في معركته المصيرية” تشير ضمنياً لمعركة الحديدة التي ينوي التحالف شن هجوم عليها، ما يؤكد أن قرارات هادي التي أثرت على علاقاته مع الإمارات ستنعكس سلباً على جبهات القتال التي تشارك فيها القوات الإماراتية بقوات كبيرة إضافة إلى الموالين لها خصوصاً في المخا، والتي بدأت أول مؤشراتها بانسحاب اللواء هيثم قاسم طاهر – المحسوب على الإمارات – من المخا بقوات عسكرية ودعواته لبقية القوات بالانسحاب والتوجه نحو مدينة عدن لمساندة عيدروس الزبيدي.

من جانبه هاجم نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الرئيس عبدربه منصور هادي مؤكدا انه “لم يعد مقبولاً شمالاً ولا جنوباً في اليمن”.

وقال “خلفان” على صفحته بالفيس بوك: “اسمحوا لي بان اقول كلمة حق…شرعية اليمن أثارت الشمال قلنا معها حق..لكن ما رأيكم بإثارتها للجنوب!! والله أن هادي لم يعد مقبولا شمالا وجنوبا”.

وفي تغريدة له على تويتر وصف خلفان الرئيس هادي بـ”الجاهل” قائلا :” لا يجوز أن يعطل هادي المنطقة بأسرها لجهل فيه”، معتبراً أن “هادي” يهدف من قراراته إلى إطالة الحرب التي تطيل عمر سلطته، مشيراً إلى أن سلطة هادي تنتهي بانتهاء الحرب.

“أيهما أقوى في الجنوب السعودية أم الإمارات”

يرى متابعون أن قرارات هادي الأخيرة أكدت أن أذرع السعودية في الجنوب لا زالت متواجدة وأنها قادرة على فرض ما تريد عنوّة أمام الإمارات التي تنافسها في النفوذ، مستدلين في ذلك إلى الانقسام الحاصل بين قوات الحزام الأمني والفصائل الحراكية في عدن والتي لم ترفض جميعها قرارات هادي وظهرت أصوات لقيادات في السلطة المحلية والسلطة الموازية في عدن تؤيد تلك القرارات.

بالإضافة إلى ذلك فإن فرض السيطرة على محافظة عدن وتقييدها من قبل قوات عسكرية تابعة لعلي محسن الأحمر “الإخوان المسلمين” عزز من مؤشرات تواجد حزب الإصلاح بقوة وسيطرته على الوضع العام خصوصاً مع انتشار عربات ألوية الحماية الرئاسية الموالية لهادي في أهم المناطق الحساسة في مدينة عدن.

وربما كانت الإمارات تعتقد أنها قد بسطت نفوذها على الجنوب في حين كشفت الهزة الأخيرة ظهور أذرع السعودية التي كانت مختبئة في عدن ومدن جنوبية أخرى كالضالع ولحج.

حيث أدى احتجاز اللواء مهران القباطي يوم أمس في مطار عدن وتعرضه للإهانة من قبل ضابط إماراتي، حسب مصادر خاصة، تحرك عناصر من القبيطة والتوجه نحو عدن غير أن وساطات تدخلت ومنعتهم من دخول عدن بحجة أن مهران القباطي غادر المطار وعاد إلى الرياض لمقابلة الرئيس هادي.

وفي الضالع تم حشد قوة عسكرية استعداداً لدخول عدن مع تواجد قوة عسكرية أخرى في الحبيلين أغلقت المنافذ المؤدية إلى المحافظة.

قد يعجبك ايضا