بحاح يعود وعسيري يحذر : صفعة إماراتية للسعودية في حضرموت

المساء برس : زكريا الشرعبي وسط توترات شديدة بين جناحي التحالف، السعودي والإماراتي وهيمنة الأخير على محافظة حضرموت تنطلق يوم غد السبت فعاليات مؤتمر حضرموت الجامع بمشاركة 3000عضو من أبناء المحافظة بما في ذلك ممثلين عن أبناء المهجر.

ضربة قاصمة للسعودية..

وتزداد المخاوف لدى جناح السعودية من أن يكون هذا المؤتمر قد حضر له من أجل إعلان استقلال محافظة حضرموت عن “شرعية” هادي ووقوعها رسميا تحت سيطرة الإمارات حيث سيعتبر ذلك ضربة قاصمة للتحالف وفضيحة كبرى على انفراط زمام الأمور والسيطرة من يدها وكذلك من يد هادي.
وحيث كانت السعودية تخطط للسيطرة على محافظة حضرموت وشق قناة الملك سلمان عبرها لتصدير النفط عن طريق المحيط الهندي بدلا عن مضيق هرمز الواقع ضمنيا تحت السيطرة الإيرانية بحسب ما أشارت إليه وثائق ويكليكس فإن وقوع حضرموت تحت الهيمنة الإماراتية سيحرم السعودية من هذا المخطط وسيحقق للأولى تفوقا اقتصاديا كبيرا على مستوى دول الخليج.
ومع أخذ الاعتبار بأهمية الموقع الاستراتيجية لمحافظة حضرموت بصفتها أكبر محافظة يمنية وتقع على الحدود الجنوبية للسعودية وتحوي في باطنها مخزونات عالية من النفط يهدد التنقيب عليه مخزون النفط السعودي فإن السيطرة الإماراتية عليها تعد تهديدا للاقتصاد السعودي المعتمد بنسبة 90%على النفط بالانهيار.

الإمارات في الواجهة..

 

ويعتبر النائب السابق لهادي والذي أطاحت به السعودية لعلاقته الوثيقة بالإمارات من أبرز المحضرين لهذا الاجتماع كما يأتي هذا المؤتمر بعد أيام من بعد أيام من قرار محافظ محافظة حضرموت أحمد سعيد بن بريك بعدم التعامل مع القرارات الصادرة عن السلطة المركزية (حكومة هادي في عدن).
ويلعب خالد بحاح دوراً كبيراً في الإعداد للمؤتمر الذي تموله الإمارات ويهدف لحشد تأييد “حضرمي” لانفصال المحافظة عن سلطة هادي ومنحها سلطة أشبه بـ”الحكم الذاتي”.
وتشير أهداف المؤتمر إلى العزم على اتخاذ قرارات مستقبلية نحو الانفصال وإعلان الحكم الذاتي حيث ينص الهدف الثاني على ” إعداد رؤية شاملة ترسم خارطة حاضر ومستقبل حضرموت”.كذلك ينص هدف آخر على دعم ما أسماه بقوة النخبة الحضرمية وهي قوات تشرف الإمارات على تدريبها
وبحسب بيان نشره بحاح ، فإن المؤتمر يستبق ما قال انه الحديث عن خارطة الاقاليم عبر تحقيق الأمن والاستقرار. وأضاف البيان محذراً حكومة هادي من الاعتراض على المؤتمر حيث نص البيان على أن “السلطات المركزية (حكومة هادي) لها أن تبارك أو تكف عن التعليق السلبي كأقل تقدير، وسيكون من الصادم اعتراضها وعرقلتها بصورة غير مسؤولة إرضاءً لطرف سياسي أو مكونات تتصف بالأنانية ولا تفكر بعاقبة شق صف المجتمع كناتج سلبي مؤسف لن يتوقف عند حدود محافظة معينة، وسينعكس سلبا على الوطن بجملته.” !
وبعد إعلان بحاح لمؤتمر حضرموت الأسبوع قبل الماضي رد عبدربه منصور هادي بالإعلان عن إقالة بحاح من منصبه “الرمزي” كمستشار له.
مصادر إعلامية موالية لهادي قالت إن الأخير أبلغ مشايخ يمنيين في الرياض، يوم الاثنين، أنه أبعد بحاح من منصبه كمستشار للرئيس.
وبحسب المصادر ذاتها قال هادي للمشايخ الذين اجتمعوا به أن “بحاح يقود تحركات دبلوماسية وحقوقية في عدد من العواصم الأوروبية، تستهدف الحكومة الشرعية اليمنية لصالح الانقلابيين” بحسب قوله.

محاولات سعودية أخيرة لإفشال المؤتمر..

 

وأكدت مصادر جنوبية للخبر اليمني أن المؤتمر سيخرج بإعلان وقف التعامل مع حكومة هادي في عدن واستقلال القرار السياسي للمحافظة، مشيرة إلى أن السعودية أبلغت الإمارات رفضها إقامة أي مؤتمرات بعيداً عن سلطة هادي غير أن الإمارات تجاهلت الموقف السعودي.
وتشير المصادر إلى أن السعودية وجهت أحمد عبيد بن دغر رئيس حكومة هادي بالتوجه إلى حضرموت بعدما أعلن بحاح عن مؤتمر حضرموت الجامع.
وكشفت المصادر أن سلطات حضرموت الموالية للإمارات أبلغت بن دغر بأنه غير مرحب به ورفضت دخوله حضرموت واضطر للعودة إلى الرياض والاجتماع مع هادي ونائبه علي محسن الأحمر لتوجيه رسالة موحدة بأن “الشرعية” التي يدافع عنها التحالف ترفض أي تحركات لا تحظى بقبول القيادة السعودية.لتعود الأخيرة وتحذر عبر الناطق الرسمي باسم التحالف العميد أحمد عسيري بضرورة الحفاظ على الوحدة اليمنية والتحذير من النموذج الليبي في اليمن.
كما ودفعت السعودية بعدد من رجال الأعمال المواليين لها والذين ينتمون إلى حضرموت لرفض المؤتمر .
وفي البيان الذي ضم تجار في مقدمتهم ” بقشان ” و ” العمودي ” و” بامحفوظ “قال المعارضون لمؤتمر حضرموت الجامع أنهم يعتبروا مواطنين سعوديين كونهم يحملون الجنسية السعودية ولن يشاركوا في أي تكوين سياسي وسوف يعملون بما يتوافق مع قيادة المملكة وبما يحقق المصلحة المشتركة ويجلب الخير والسلام لوطنهم والمنطقة عموما.
وجاء في البيان “بما أن المؤتمر تتم مراحله في ظل عاصفة الحزم واعادة الأمل التي اسهمت بشكل رئيسي في تحرير ساحل حضرموت ومازالت تقاتل الانقلابيين وهي من تعمل على استعادة الشرعية وإعادة البناء والتنمية فمن الواجب بل والضرورة التنسيق مع قيادة التحالف العربي وعلى راسها السعودية من اجل انجاح المؤتمر وضمان تنفيذ مخرجاته” وذلك في إشارة إلى إقامة المؤتمر برعاية إماراتية.
وسيشارك في المؤتمر عدد من السياسيين السابقين في دولة الجنوب العربي قبل الوحدة والمقيمين في الإمارات من أبرزهم الرئيس البيض والعطاس والسلطان القعيطي وبن بريك.
كذلك دعا الحراك الجنوبي بحضرموت الموالي للسعودية إلى مقاطعة المؤتمر ووصفه بمؤتمر ضرار.
وقال المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي في بيان له مزعوم مؤتمر حضرموت الجامع: مؤتمر ضرار يضرب بقسوة في النسيج الاجتماعي الحضرمي الجنوبي داعيا كافة قياداته وأعضاءه وأنصاره وأبناء حضرموت إلى مقاطعة أعمال مؤتمر ضرار الذي سخرت له الاموال للفتنة مؤكدا أن حضور أي قيادي أو عضو بالمجلس أعمال المؤتمر الذي سينفض في ليلة واحدة سيخضع للوائح الداخلية الصارمة.

 

الإمارات تمهد لما بعد المؤتمر..

وتسيطر الإمارات على محافظة حضرموت سيطرة كاملة كما تشير المصادر كما أنها عززت قبل أيام أمن خفر السواحل في المحافظة بخمسين قطعة عسكرية بحرية وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
كما وتعمل الإمارات على تجنيد المئات من أبناء المحافظة واستقطابهم إلى صفها تمهيدا للخطوات التي ستتبع قرار مؤتمر حضرموت الجامع بالانفصال.

قد يعجبك ايضا