تنظيم القاعدة ورقة الاستثمار الرابحة بالنسبة للتحالف السعودي جنوب اليمن.. كيف؟
خاص – المساء برس|
مجدداً عاود تنظيم القاعدة الإرهابي نشاطه من جديد في المناطق الجنوبية اليمنية، وهذا النشاط يتزامن مع تشكيل السعودية قيادة جديدة موالية لها جنوب اليمن بدلاً عن عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر اللذين استخدمتهما الرياض طيلة 7 سنوات ماضية، ومع سماح الرياض لهذه القيادة الجديدة المكونة من 8 أشخاص يرأسهم رشاد العليمي عميل المخابرات البريطانية المعروف منذ عهد علي عبدالله صالح ومسؤول الملف الأمني اليمني أمام الأمريكيين والبريطانيين منذ فترة ما بعد الألفين وحتى العام 2011، مع سماح الرياض لهذه القيادة الجديدة بالعودة إلى اليمن وعدم حجزها كما فعلت مع هادي طوال السنوات الماضية، فإن من المفترض أن تعمل السعودية على عدم خلق أي أجواء متوترة أمنياً أو عسكرياً في الجنوب يعرقل عمل هذه القيادة في إدارة شؤون البلاد في تلك المناطق، إلا أن ما حدث كان العكس تماماً وهو ما يؤكد أن للسعودية والإمارات رغبة في إبقاء الجنوب في حالة غير مستقرة ويشهد توترات مستمرة وأزمات متتالية تبقي الجنوبيين وقيادة السلطة الجديدة مشغولين بمشاكل بينية لا تكاد تنفك إحداها حتى تبرز أخرى.
اللافت بشكل كبير أنه وفي الآونة الأخيرة زادت أنشطة التنظيم الإرهابي “القاعدة”، خاصة بعد أن أفرجت السعودية عن قيادات لهذا التنظيم كانت معتقلة بسجون القوات الموالية لها في حضرموت جنوب شرق البلاد.
أنشطة أخرى أيضاً برزت لتنظيم القاعدة الإرهابي بعضها وصلت حد استهداف موظفين أجانب تابعين لمنظمات دولية وأممية، وكان اللافت أن نشاط التنظيم الإرهابي زاد في تصاعده من بعد تشكيل السعودية مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي ونيابة كل القيادات الميدانية الرئيسية التي تملك قوات على الأرض، وهو ما يضع عودة نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف محل شك وجدل حول علاقة التحالف السعودي بهذا التنظيم وسبب توقيت إحيائه من جديد في الوقت الذي يفترض فيه أن يعم الاستقرار الأمني بشكل أكبر في المناطق الجنوبية مع عودة القيادة اليمنية الجديدة الموالية للتحالف إلى اليمن.
آخر أنشطة تنظيم القاعدة الإرهابي في الجنوب، قيامه اليوم باختطاف مسؤول عسكري بارز تابع للانتقالي في محافظة أبين، حيث أفادت مصادر خاصة أن التنظيم الإرهابي اختطف مدير تموين قوات الحزام الأمني بمديرية لودر بمحافظة أبين، ياسر السعدي، وذلك بعد نصب كمين له في مفرق كبران بمدينة مودية شمال شرق المحافظة التي شهدت في السابق سيطرة تامة للتنظيم الإرهابي على معظم مديرياتها عام 2013.
ويرى مراقبون إن نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي سيشهد توسعاً كبيراً خلال المرحلة المقبلة، نظراً لوجود رغبة خارجية من قبل أطراف دولية وأخرى إقليمية من مصلحتها خلق بؤرة توتر في جنوب اليمن يكون محورها تنظيم القاعدة المصنف تنظيماً إرهابياً على المستوى العالمي.
ويقول المراقبون إن الولايات المتحدة على سبيل المثال واحدة من الأطراف الخارجية التي تجد رغبة قوية في إحياء تنظيم إرهابي جنوب اليمن لأن ذلك سيمنح واشنطن ذريعة لفرض وجود عسكري أمريكي في هذه المنطقة المهمة من العالم خاصة مع تصاعد صراع الأمريكيين مع الصين، فاليمن واقعة على خط التجارة الدولي الأكثر نشاطاً حول العالم إضافة لأن طريق الحرير الذي تخطط له الصين وبدأت به فعلاً كان يمر باليمن للوصول إلى أفريقيا، وبالتالي فإن خلق بؤرة توتر جنوب اليمن وهي المنطقة المهمة والاستراتيجية المهمة بالنسبة للصين لكون جنوب اليمن يطل على المحيط الهندي ويهيمن على خط التجارة الذي تريد الصين شقه تحت مسمى (طريق الحرير) والذي يسمح بنقل البضائع الصينية لأسواق غرب آسيا وكل أفريقيا عبر القطارات ما يسهل نقلها ويقلل تكلفة النقل أيضاً وهو ما لا تريده واشنطن.
أما بالنسبة للسعودية والإمارات فإن وجود تنظيم القاعدة جنوب اليمن سيسمح للرياض وأبوظبي استمرار تنفيذ مخططاتهما جنوب اليمن حتى مع وجود سلطة وحكومة وقيادة موجودة في الداخل الجنوبي، حيث ستعمل الرياض بدرجة رئيسية على إدارة صراع بيني داخل المكونات الجنوبية المسلحة والكيانات الموالية للتحالف بالقدر الذي لا يسمح لأي مكون أو طرف أن ينتصر على أي طرف آخر وبالقدر الذي يجعل الجميع سواء مكونات أو قيادة وسلطة منشغلين بهذا الصراع وغير متفرغين لتحقيق مطالب وأهداف جديدة تدفع نحو المزيد من الاستقرار في الجنوب ونحو المزيد من تحقيق المكاسب الاقتصادية أو العسكرية أو السيادية.