بعد كارثة نقل البنك.. طارق صالح يدفع نحو المزيد من الانقسام الاقتصادي ويعيد “كلفوت” إلى الخدمة
تقرير خاص – المساء برس|
منذ تشكيل السعودية لمجلس القيادة الرئاسي الذي نصبّت له رشاد العليمي رئيساً وصعّدت قيادات المليشيات المسلحة التي شكلتها الإمارات خارج إطار ما كانت تسمى “الشرعية” إلى عضوية هذا المجلس، بدأت وسائل الإعلام الممولة من طارق عفاش العضو بمجلس العليمي بشن هجوم على قطاع الاتصالات اليمنية، والتحريض لنقل الاتصالات من صنعاء إلى عدن، في مساعٍ من قوى التحالف لتكرار كارثة نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن والتي أدت إلى انهيار في قيمة العملة المحلية وانقسام مالي وانقطاع لرواتب الموظفين وتدمير للوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة التحالف أكثر من المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء.
وتشن وسائل الإعلام التابعة لطارق عفاش بشكل يومي هجومين متزامنين على مؤسسات الاتصالات الرسمية في صنعاء وعلى وزير الاتصالات في الحكومة التابعة للتحالف، حيث يتهم طارق صالح وزير اتصالات حكومة العليمي بأنه يرفض نقل الاتصالات من صنعاء إلى عدن وأنه يعمل لصالح حكومة صنعاء وليس لصالح حكومة ما تسمى “الشرعية”، فيما الأخير سبق أن أكد بأن نقل الاتصالات من صنعاء إلى عدن ليس قراراً عادياً وأن هذا الأمر مثله مثل قرار نقل البنك المركزي والذي أدى إلى كارثة اقتصادية على اليمن خاصة المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف.
الحملة الإعلامية التي تشنها وسائل إعلام طارق عفاش صاحبها أعمال تخريبية استهدفت قطاع الاتصالات والإنترنت في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، في خطوة عدها محللون بأن من يقف خلفها هي الجهات ذاتها التي تحرض على استهداف الاتصالات في اليمن والدفع لنقلها إلى عدن، كما يرى المحللون إن قيام خلايا تخريبية بتنفيذ عمليات لتخريب واستهداف كابلات الاتصالات والانترنت في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف هدفه الضغط على وزير الاتصالات بحكومة التحالف لاتخاذ قرار نقل الاتصالات من صنعاء إلى عدن، لكن مؤسسات الاتصالات في صنعاء سرعان ما تقوم بعمل الإصلاحات اللازمة لإعادة تشغيل الاتصالات والإنترنت وإصلاح الأعمال التخريبية التي تتعرض لها خطوط الإنترنت داخل مناطق سيطرة التحالف.
وقبل عدة أيام أصلحت وزارة الاتصالات التابعة لحكومة صنعاء كابلات الاتصالات والإنترنت التي تعرضت للتخريب جنوب محافظة الحديدة، داخل المناطق التي تسيطر عليها قوات طارق صالح والتي أدت لانقطاع الاتصالات والإنترنت عن هذه المناطق عدة أيام.
والأسبوع الماضي أعلن وزير الاتصالات بحكومة صنعاء عودة خدمات الاتصالات والإنترنت في المحافظات الشرقية بعد توقفها بعد قيام جهات تخريبية مجهولة باعتداء وقطع لكابل الألياف الضوئية ما بين محافظتي المهرة وحضرموت، وتم حينها تحرك الفرق الفنية من صنعاء إلى مكان الاعتداء وباشرت أعمال إصلح الكابل.
ويوم أمس تعرض كابل الألياف الضوئية للاعتداء مرة أخرى في المحافظات الشرقية ما أدى لخروج الخدمة في عدد من مناطق تلك المحافظات، ولم تمضِ سوى ساعات حتى قامت فرق الهندسة بإصلاح الكابل ومعاجلة الأضرار التي تعرض لها جراء العمل التخريبي، حيث أعلن اليوم وزير اتصالات صنعاء عودة خدمات الاتصالات والإنترنت في المحافظات الشرقية بعد إصلاح كابل الألياف الضوئية الذي تم الاعتداء عليه.
“عفاش يعيد كلفوت إلى الخدمة”
خلايا الأعمال التخريبية التي تستهدف الاتصالات والإنترنت بمناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن والتي بدأت أيضاً من الساحل الغربي من مناطق سيطرة طارق صالح، تؤكد مصادر أنها تابعة لأبناء عفاش، طارق وشقيقه عمار، الذي كان يدير خلايا تخريبية في مأرب خلال فترة حكم عبدربه منصور هادي منذ العام 2012 وحتى العام 2014 والتي كانت تعمل على تفجير أنابيب النفط وقطع الكهرباء الواصلة من مأرب إلى صنعاء.
تعيد المصادر التذكير بشخصية “كلفوت” الافتراضية، التي اشتهرت في أوساط اليمنيين في تلك الفترة، حيث كانت وسائل الإعلام اليمنية تنسب القيام بالأعمال التخريبية خاصة في خطوط الكهرباء إلى شخصية متخيلة أطلق عليها اسم “كلفوت”، وكانت خلايا عفاش في مأرب تعمل على رمي خبطات حديدة على خطوط الضغط العالي الممتدة من محطة صافر الغازية إلى صنعاء ما تتسبب هذه الخبطات بإحداث شرت كهربائي يؤدي لانقطاع الكهرباء وتضرر بعض المعدات في المحطة الكهروغازية بمأرب، وكان الهدف من هذه الأعمال التخريبية إلى جانب أعمال أخرى هو إرباك المشهد السياسي اليمني من جهة وانتقاماً من صالح حينها ضد خصومه في حزب الإصلاح حينها الذين كانوا على رأس هرم السلطة.
الخلايا ذاتها التي كانت تعمل لحساب صالح عفاش، يؤكد مراقبون أنها اليوم هي ذاتها من تنفذ العمليات التخريبية التي تستهدف كابلات الاتصالات والإنترنت في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف، خصوصاً وأن تلك الخلايا كانت تنفذ عملياتها في مأرب المتشابهة في طبيعتها الجغرافية الصحراوية مع محافظتي حضرموت والمهرة خاصة الأجزاء الشمالية، ما يجعل من مهمة هذه الخلايا سهلة، إضافة لكون هذه الخلايا على دراية واطلاع بمسرح جرائمها المرتكبة بالنظر لانتمائها لهذا الوسط الجغرافي.