صنعاء..شمس مظلمة أشرقت وقت الغروب وقتلت آلاف المدنيين
وما يسطرون – المساء برس – هاشم الدرة|
منذ بداية العدوان على اليمن كانت وحشيته حاضرة ومظاهرها واضحة، فالتحالف الذي أعلنت عنه أمريكا من عاصمتها كان أمريكيا صهيونيا بامتياز وإن خرج بعباءة السعودي والإماراتي.
وحشية العدوان تجلت في استهدافه المدنيين العزل أطفالا ونساءً ورجالا آمنين في بيوتهم، لأنه ومنذ أول قصف شنه يعلم أنه خاسر وأن الرجال سيدوسون عليه ويمرغون أنفه في الوحل الذي صنعه بيده، فكان استهداف المدنيين بشكل مباشر واحدا من أساليبه في الضغط على الرجال.
كثيرة جرائم العدو لا تحصى ولكن ثمة جريمة رسمت وجهه القبيح وكشفت حقده الدفين، من تلك الجرائم استهداف جبل نقم المشرف على العاصمة صنعاء بقنبلة دمار شامل محرمة دوليا، لا هدف منها إلا أحداث أكبر عدد من الضحايا المدنيين وهذا ما حدث في الحادي عشر من مايو من العام 2015.
أكثر من 400 شهيد وجريح خلال دقائق معدودة البعض منهم تحولوا إلا ذرات من الرماد في اقل من ثانية ولم يبق لهم اثر، والكثير منهم تناثرت دماؤهم واختلطت عظامهم ولحومهم بما تبقى من منازلهم والجدران المحيطة بالمكان.
هول عظيم يصفه من رآه بمشهد من القيامة فالشمس في صنعاء أشرقت وقت الغروب، غير أن هذا الشروق كان أسودا مظلما غربت معه أرواح الآلاف، منهم من مات خوفا، ومنهم من مات من شظايا الجبل الذي نتقته القنبلة الانشطارية التي امتدت آثارها لأكثر من عشرة كيلومترات، في كل الاتجاهات في العاصمة صنعاء، حيث رأينا الناس يهربون سراعا بعضهم يحمل من قدر عليه على ظهره من أطفاله ونساءه المغشي عليهم.
نعم غربت أرواح آلاف المدنيين جراء تلك الضربة فمن تم الإعلان عن استشهادتهم في ذلك اليوم وجرحهم تعدى الاربعمائة شهيد وجريح، ولكن المستشفيات لم تتوقف عن استقبال من عاينوا الفاجعة حيث عاينها كل أهل صنعاء التي اهتزت كل أركانها، وإحصائيات أمراض السكري والكبد التي ارتفعت بشكل لافت منذ بداية العدوان وبعد هذه الجريمة خصوصا تكشف وقع هذه الجريمة الوحشية على قلوب المدنيين ونفسياتهم، فهناك منهم من فقد عقله من هول ما رأى ومن وجع فقدانه لأطفاله ونساءه وأهله، فالناس هربوا من منازلهم التي اهتزت مؤذنة بالتداعي ولكن الشارع هو الآخر يبحث عن مكان يفر إليه فالغبار غطى الاحياء القريبة من جبل نقم والنيران والشظايا تتسابق في زقاقها تتخطف أرواح الفارين، وصراخ النساء والأطفال يعمي الأبصار عن طريق الفرار.
جريمة ووحشية تعجز الكلمات عن وصفها، وليت شعري لو أن من ألقى تلك القنابل المدمرة مسلما أو فيه ذرة من الإنسانية، هل يستطيع هو وأربابه أن يدعو أنهم جاءوا لإنقاذ هذا الشعب بهذه الوحشية، وهل تبقى لهم ماء وجه ليقولوا أنهم شرعيون .. خابوا وخسأوا جميعا في وحل جرائمهم وخبثهم وجبنهم..
أوجعتنا جريمة استهداف جبل نقم وغيرها من الجرائم التي استخدمت فيها الأسلحة الأمريكية الإسرائيلية المحرمة دوليا.. فنحن بشر .. كما أوجعنا السكوت المطبق وحقارة المنظمة التي تدعي أنها باسم الأمم المتحدة .. والتي شاهد وشهد موظفوها في صنعاء على هذه الكارثة الإنسانية التي انتهت عندها إنسانيتهم وابتلعت ألسنتهم، الذي لا تنطق إلا عند إعلان القتلة والمجرمين عن ضحايا لم يستطع إعلامهم أن يظهر واحدا منهم، ولو على استحياء.
مجزرة جبل نقم واحدة من جرائم تحالف الشر الأمريكي السعودي الصهيو إماراتي التي لن تسقط بالتقادم وستكون سببا في زوال الظلمة والجبارين على أيدي الرجال الذين أقسموا بالله وبدمائهم على القصاص، هذا وعد الله .. وهو خير الناصرين.