في اليمن من استسلم وخضع للرياض هل ينعم اليوم برغد العيش اقتصادياً أفضل ممن رفض الخضوع؟
جمال عامر – وما يسطرون – المساء برس|
لاشك ان هناك فسادا وتجاوزات واسوأ من ذلك عدم وجود محاسبة وردع للفاعلين وهو مالا يجوز تبريره، ولكن هل يصح اعتبار مايحصل بمثابة فرصة لايجاد مبرر للتقليل من فداحة عدوان سعودي اماراتي ظالم طال مقدرات اليمن بنية وبشرا واقتصادا، بل والسخرية من اهمية مقاومته وبخس تضحيات أعظم الناس وأشرفهم بأرواحهم لمواجهته.
وأسأل هنا في أي فترة منذ صُنع آل سعود حكاماً، لم يتآمروا على اليمن؟، رعبا من بشر أولو قوة وبأس، وحسداً على تأريخ تخلق بوجودها؟!، فسعوا جهدهم لإذلال وجوه القوم من عبيد المال بغرض كتابة سفر لواقع جديد يناقض قديمه قوة وعزة وعزيمة، وتناسى آل سعود أن حاضر الأمم كالشجرة تموت إذا اقتصت جذورها حتى وإن بدت واقفة، ولذا فإن هؤلاء سيخلقون ألف عذر لجعل اليمن ضعيفاً وبائساً حتى يسهل إخضاعه.
ولتحقيق هذا الهدف، وقف آل سعود ضد إنشاء جيش يمني واقترحوا بدلاً عنه قوات أمن وشرطة لبلد، وكان ذلك في عهد الشهيد الحمدي، وحين تمرد عليهم تخلصوا منه.
ومثل ذلك حظرهم على أنظمة اليمن الاستفادة من ثرواته الطبيعية لتظل رهناً للمساعدات، وكذا الوقوف ضد وحدته ومساندة الانفصال وحين ذاك لم يكن أنصار الله قد وجدو بعد.
إلا ان الاسوأ يتمثل بنجاح النظام السعودي في سحق كرامة الكثير ممن يمثلون أطياف المجتمع من مشايخ القبائل والمثقفين وكبار العسكريين ورجال الدولة ولم يستثنى رأسها حين جعلوا أياد كل هؤلاء هي السفلى تنتظر العطايا، ولتكريس الإذلال وجعله مستساغاً بالتعود تم إنشاء اللجنة الخاصة رسمية وعلنية تسجل التابعين وتستقبل الوافدين ولا زالت تمارس دورها حتى اليوم.
وفي الأخير يتوجب السؤال: هل شفع خضوع المحسوبين على الرياض وابوظبي رئاسة وحكومة واحزاب ونخب اجتماعية، خضوعهم وولائهم، في ان تحضى المناطق المحسوبة تحت سلطتهم – وان إسماً – بأدنى مقومات الاستقرار والعيش الكريم؟! والجواب معلوم ومشهود.
المصدر: من حائط الكاتب على صفحته بالفيس بوك