هانس غرودينبيرغ جاهل بحقيقة الحرب في اليمن
وما يسطرون – هاشم الدرة- المساء برس|
إهدارا للوقت وتقزيما لحجم وخطورة الحالة الإنسانية في اليمن عقد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ جولة جديدة مما يوصف بالمشاورات الثنائية، في العاصمة الأردنية عمان، مع الأحزاب والقوى السياسية الموالية للتحالف المتصارعة مع بعضها البعض.
يهدر غرودينبيرغ وقته في قضية يجهل تفاصيلها، وبدايات خيوطها، وأي تصور عن نهاياتها، والمصيبة أنه لا يعرف أطرافها، وإن عرفها يسعى لتحميل الثابت على أرضه بقدمه، ليحمله مطالب الطرف المعتدي كمبعوث يعمل لديه ويحمل رسائله.
المفارقة أن المبعوث الأممي، لم يحمل رسالة ممن يشرف على إجراء مشاورات ثنائية معهم لأنهم أتباع لحلف مختلف، وليس لديهم رسالة واحدة يبعثونها إلى صنعاء، فكل حزب بما لديهم فرحون، وكل حزب لديه أجندة خاصة بولي نعمته، فالانتقالي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداءا، جنوب جنوب ، وهو كل على مولاه الإماراتي إينما يوجهه لا يأت بخير، وآخر خير أتى به الإماراتي له هو طارق عفاش الذي بدأ بدهس الانتقالي، الذي استقبله يوما عندما فر من صنعاء استقبال الفاتحين، وآووه بأوامر الإماراتي، وها هو اليوم يسحب البساط من تحت أقدامهم، دون أن يحركوا ساكنا.
الانتقالي وطارق هما أقرب الحلفاء المتصارعين حيث خرجا من السلة الإماراتية، لن يتفقا، لأن الإماراتي قرر الاستغناء عن أحدهما، وعلى غرودينبيرغ الرجوع إليه ليخبره مع من يجلس.
ذانيك الخصمين يخصان أجندة إماراتية واحدة، فكيف سيفعل أو يفهم المبعوث الأممي بقية الأطراف المنضوية تحت الشرعية وما أكثرها وأكثر تناقضاتها، فكل منهم يغني على ليلاه، فليلى الرياض تختلف عن ليلى إسطنبول، التي تختلف هي بدورها عن ليلى قطر، والقاهرة وغيرها من عواصم العالم، ففرقاء الشرعية هؤلاء تقاتلوا مع ذانيك الإماراتيين وأحرقوا الأرض تحت أقدام المواطنين الآمنين في عدن وأبين ولحج وحضرموت وشبوه، والمهرة وسقطرى وكل مناطق سيطرة الإماراتي والسعودي، الحليفين الخصمين أيضا، فهم حلفاء في تدمير اليمن وتفتيته، وخصماء في مناطق النفوذ وتقديم الملف الأفضل لسيدهم الأمريكي والإسرائيلي الذي لم يعد يخزيهم إعلان تسابقهم عليه. فمن أين سيبدأ في الإصلاح بين أولئك وهو أمر يشك في مقدرته عليه وإن فعل سيجد نفسه في أول سطر في صفحاته كمبعوث أممي لليمن، لأن كل أولئك يمثلون طرفا واحدا. أما الطرف الآخر فقد أبى أن يكون دمية مثل أولئك بل إنه رمى بهم جميعا لأحضان أسيادهم، إنه الطرف المحق ولا أحق من قضيته، الشعب اليمني.
مشاورات العاصمة الأردنية عمان عبثية ولا قيمة لها ولا تأثير في مسار إخراج اليمن من واقعه الكارثي، لأنها بين الفرقاء المنضويين في تحالف منقسم، فرقاء غارقون في ترف العيش في عواصم العالم ولا يدركون معاناة اليمنيين، الذين يقتلون بغارات طائرات التحالف، ويخنقون بحصاره.