مسيرات صنعاء إحتجاج أم تفويض؟
ومايسطرون- المساء برس-هاشم الدرة|
لن تهنأوا وأنتم تحاصروننا، وإن ظننتم أن الحصار سيخضعنا، فأنتم واهمون.
هذا مفاد الرسالة التي بعثها اليمنيون في مسيرات أمس الإثنين، والتي لم تكن للاستنكار والإدانة، وإنما تفويضا مشهودا لردع التحالف من الاستمرار في حصاره وحربه على اليمن.
هذه هي المعادلة التي ثبتتها صنعاء وقيادة حركة أنصار الله، حيث تستبق رد فعلها الموجع، بطلب تفويض من اليمنيين في مناطق سيطرتها والذين يشاطرونها التوجه، حيث بذلوا معها كل غال وثمين، وتكون تلك المسيرات والحشود، بمثابة الضوء الأخضر، لقيادة صنعاء وللقوات المسلحة التي لا تتأخر تلبيتها لذلك النداء.
خرج اليمنيون مفوضين لكل القدرات اليمنية العسكرية، مؤكدين أنهم لن يموتوا جوعا وحصارا، بل سيتحركون لمواجهة المعتدي، وسيوجهون بوصلة غضبهم على سوء الأحوال المعيشية نحو من يحاصرونهم، وليس كما يأمل التحالف من هذا الحصار، الرامي لتوجيه غضب الشارع نحو سلطات صنعاء، كما يفعل التحالف في مناطق سيطرته حيث تشتعل غضبا من الفصائل الموالية للتحالف المتصارعة والتي يحركها قادة التحالف وفق مصالحهم المتضاربة، فعندما تغضب شوارع عدن ضد الانتقالي، يؤجج الشارع في حضرموت ضد الشرعية، كما حدث في شبوه التي ادى غضب الشارع فيها إلى انتصار الإمارات وطرد رموز الشرعية منها.
أما دور الأمم المتحدة فهو مقتصر على تبرير جرائم التحالف وحصاره ، فبكاؤهم و العويل لا يسمع إلا عندما تنقص مؤنهم هم ، ليتسولوا باسم الأزمة الإنسانية اليمنية التي لم ترواح مكانها منذ أن بدأ التحالف عواصفه منذ ثمان سنوات.
هذه المنظمات الوهمية والإنسانية المزدوجة في معاييرها لا تتحرك إلا عندما تضرب دول التحالف ويتأزم وضعهم ميدانيا، أو عندما يستهدف عمقهم ومواقعهم الاقتصادية الاستراتيجية والعسكرية.
وهذا ما تدركه صنعاء، حيث تستخدم نفس الاستراتيجية منذ بداية العدوان على اليمن- صبرا فتحذيرا، يعقبه الوجع- لهذا فقد تجاوزت صنعاء مرحلة الرسائل التحذيرية ببعض قدراتها الجوية والصاروخية، فهذا ما حدث خلال الشهرين الماضيين، ويبدوا أن صنعاء قد تأكدت من رد التحالف بتشديد حصاره، والآن ما على التحالف إلا الانتظار، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.