فصائل الجنوب.. من القتال لاستعادة “الشرعية” المنفية إلى القتال تحت راية تحالف “الخليج وإسرائيل”
صحافة – المساء برس|
يتساءل كثيرون عما إذا كان التحالف بين القوى المحلية في جنوب اليمن مع الرياض وأبوظبي سيستمر مع تزايد مؤشرات التوجه السعودي للتطبيع مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي المغتصب للأراضي العربية الفلسطينية.
وتدور أسئلة كثيرة في أذهان عامة المواطنين في اليمن خاصة في المحافظات الجنوبية التي تعتبرها الرياض وأبوظبي منجماً بشرياً ووقودهما لاستمرار الحرب في اليمن: “هل نحن على صواب حين نقاتل تحت قيادة السعودية والإمارات في اليمن في الوقت الذي أصبحت فيه الإمارات أشبه ما يمكن أن تكون بالبلد الثاني للكيان الصهيوني وجهاز الموساد وفي الوقت الذي تتجه فيه الرياض شيئاً فشيئاً وعلى استحياء نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني علناً؟”، في حين يضع آخرون مقارنات بين ظروف الاصطفاف للقتال مع التحالف في بداية الحرب في 2015 وظروف استمرار القتال الآن مع التحالف السعودي الإماراتي، “كنا نقاتل في البداية تحت قيادة بلدين عربيين يرفعان راية الإسلام ومن أجل استعادة الشرعية، واليوم نقاتل مع بلدين متحالفين مع أعداء الأمة العربية والإسلامية (إسرائيل) وليس لاستعادة الشرعية بل لتمكين هذين البلدين من السيطرة على جنوب اليمن وفتح المجال أمام العدو التاريخي للأمة (إسرائيل) لتحقيق حلمه بإيجاد موطئ قدم له في بلادنا الواقعة على مفترق طرق ملاحية دولية مهمة للغاية على مستوى العالم؟ إلى أين نحن ذاهبون في الجنوب؟”.
الاصطفاف الخليجي مع العدو الصهيوني أصبح واضحاً، في الوقت ذاته لا يزال يقاتل بعض أبناء المحافظات الجنوبية في صف التحالف السعودي الإماراتي المتحالف سراً وعلناً مع الكيان الصهيوني، وهو ما يزعج الغالبية العظمى من أبناء الجنوب ويجعلها تفكر في إعادة النظر في صوابية استمرار القتال مع التحالف السعودي والسماح بتدخله العسكري جنوب اليمن من عدمه.
ويتزايد هذا الشعور في المحافظات الجنوبية في كل مرة يكشف فيها الإعلام الغربي أو الإعلام الإسرائيلي عن حقائق وأسرار تتعلق بالعلاقات السرية أو العلنية بين البلدين الخليجيين السعودية والإمارات مع الكيان الصهيوني.
مؤخراً وصفت عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية الحوار الذي أجرته صحيفة معاريف يوم أمس الإثنين مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بالإيجابي، معتبرة ذلك بأنه خطوة سعودية نحو تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.
وكان الوزير السعودي قد أدلى بتصريحات في حديثه للصحيفة الإسرائيلية، يظهر من خلالها – حسب الصحافة الإسرائيلية – أنها تعكس وبوضوح مدى التقارب السعودي الإسرائيلي.
من المعروف أن لإسرائيل أطماع قديمة منذ سبعينات القرن الماضي في اليمن ومياهه الإقليمية، ورغم ذلك لم يدفع التحالف الخليجي الإسرائيلي بالفصائل التي تقاتل جنوب اليمن تحت قيادة التحالف السعودي الإماراتي إلى اتخاذها قراراً بوقف القتال تحت راية التحالف الذي لن يقود إن استمر إلا إلى تسهيل مهمة إسرائيل الاحتلالية لأجزاء من جنوب اليمن وهو بالفعل ما بدأ يترجم على أرض الواقع من خلال بدء الرحلات الاستخبارية لعناصر من الموساد الإسرائيلي يدخلون على هيئة سياح على متن طائرات إماراتية إلى جزيرة سقطرى ذات الأهمية الاستراتيجية على البحر العربي والمطلة على المحيط الهندي، ومؤخراً ما كشف عن رحلات إماراتية بمعية إسرائيليين إلى محافظة المهرة الاستراتيجية أيضاً في موقعها المتميز والذي تسعى كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لإنشاء قواعد عسكرية مركزية في هذه المحافظة التي تمتلك شريطاً ساحلياً كبيراً ومساحة جغرافية كبيرة أيضاً وتتوسط هذه المحافظة مناطق مهمة في المحيط الإقليمي حيث تقع على مقربة من كل من (المحيط الهندي ومضيق هرمز والخليج العربي ومضيق باب المندب والقرن الإفريقي وخليج عدن)، يبدو أن المهرة من وجهة نظر تل أبيب وواشنطن ولندن موقعاً مناسباً جداً لتحويلها لأكبر قاعدة عسكرية أجنبية على مستوى الشرق الأوسط كخطوة استباقية لأي مواجهة غربية مع العملاق الصيني الصاعد اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
المصدر: تقرير منشور بموقع “الجنوب اليوم”