خلايا طارق لـ”الاغتيال” تعبث في لحج منذ أسبوع.. تقرير
تقرير خاص – المساء برس|
عندما رفضت بعض ألوية العمالقة الجنوبية السلفية الانخراط ضمن قيادة طارق صالح في الساحل الغربي، تعرض عدد كبير من قياداتها للاغتيال والتصفية بعمليات مختلفة، بعضها كانت عبر تدبير حوادث مرورية لهذه القيادات.
من ضمن هذه الحوادث ما كشفته مصادر خاصة في تحقيق سابق نشره “المساء برس” والذي نقل عن مصدر سابق بألوية العمالقة بعد أن تركها وعاد إلى مسقط رأسه بحضرموت، بأن عناصر العمالقة التي رفضت الخضوع لطارق صالح والانخراط تحت قيادته اكتشفت أن بعض عمليات الاغتيال ضد قياداتها كانت تتم عبر قيام ورشة صيانة الأطقم العسكرية التابعة لطارق صالح في المخا بتعبئة إطارات سيارات أو أطقم قيادات العمالقة التي كان مقرراً اغتيالها، القيام بتعبئتها بمادة الغاز وليس بالهواء، وأثناء سير الطقم العسكري ترتفع حرارة الغاز داخل الإطار ما يؤدي إلى حدوث انفجار كبير يتسبب بمقتل من على الطقم العسكري فإذا لم يمت الشخص المراد اغتياله فإنه سيموت بسبب تعرض الطقم العسكري أو السيارة للانقلاب عدة مرات بعد انفجار الإطار.
بعض عمليات الاغتيال لقيادات العمالقة السلفية التي رفضت الرضوخ لطارق صالح تم تصفيتهم عن طريق تسريب إحداثيات بمواقعهم ومناطق تحركاتهم وتواجدهم في الساحل الغربي لقوات صنعاء وهو ما يدفع بالأخيرة إلى استغلال تلك الإحداثيات وتنفيذ ضربات سواء بالصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيرة أو حتى بقذائف الهاون كون انتشار قوات العمالقة كانت على مقربة من خطوط التماس بينها وبين قوات صنعاء.
أمام مخطط الإمارات والسعودية الهادف إلى إعادة إحياء نظام عفاش وتمكينه من السلطة والحكم في الجنوب على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم هو الآخر من الإمارات، قوبل هذا المخطط فيما يبدو برفض من جزء كبير من قيادات المجلس الانتقالي في مقابل تقبل عيدروس الزبيدي رئيس المجلس للتوجيهات الإماراتية والعمل على تنفيذها وتمكين جناح عفاش في حزب المؤتمر من العودة إلى السلطة من جديد في الجنوب وهو ما أحدث انقساماً داخل الانتقالي الجنوبي.
وكان يلزم لتنفيذ سيناريو إعادة جناح عفاش في المؤتمر الموالي للإمارات إلى السلطة في الجنوب القيام ببعض الخطوات منها ما يتعلق بترويض الشارع الجنوبي لتقبل عودة عفاش إلى السلطة، وهنا بدأ التصادم الحقيقي بين أبناء المحافظات الجنوبية وبين جناح عفاش والإمارات بحزب المؤتمر.
واحدة من هذه التصادمات وقعت في ردفان بمحافظة لحج، حيث حاول طارق صالح استغلال تظاهرة للمجلس الانتقالي وأنصاره في ردفان قبل عدة أيام لإخراج مناصرين للمؤتمر ليرفعوا صور أحمد علي عبدالله صالح وعلم دولة الإمارات وصور محمد بن زايد وكل ذلك بذريعة التضامن مع أحمد علي لرفع العقوبات عنه والتضامن مع الإمارات جراء ما تعرضت له من هجمات من قبل قوات صنعاء بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، غير أن الهدف الحقيقي من رفع هذه الصور في هذه التظاهرة كان بعيداً عن ما أعلن عنه عبر ما يسمى “المكتب السياسي للمقاومة المشتركة في الساحل الغربي” الجناح السياسي لطارق عفاش قبيل التظاهرة بأيام.
فهمت قبائل ردفان خطورة الرسالة التي كان طارق عفاش والإمارات يريدان تمريرها في جنوب اليمن، كان اختيار ردفان تحديداً يحمل دلالات ذات أهمية كبيرة، فردفان أول منطقة جنوبية انطلقت منها شرارة المواجهة العسكرية ضد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، وإخراج تظاهرة في ردفان يحمل أبناؤها علم الإمارات التي تحتل جزءاً كبيراً من جنوب اليمن يعتبر إسقاطاً لتاريخ ردفان السياسي والثوري المناهض للاحتلال الأجنبي لأي بقعة جغرافية جنوب اليمن.
على إثر ذلك أصدرت ردفان بياناً حذرت فيه من رفع أي صورة لأحمد علي أو لمحمد بن زايد أو رفع العلم الإماراتي، وبسبب التهديدات شديدة اللهجة التي وردت في ذلك البيان حينها، اضطر طارق عفاش للتراجع عن الدفع بموالين له للمشاركة في هذه التظاهرة بعد أن كان قد أعلن بأن مكتبه السياسي سيشارك في هذه التظاهرة عبر ممثلين وأنهم سيرفعون علم الإمارات وصور بن زايد للتضامن مع الإمارات.
بعد الصفعة التي وجهتها ردفان لطارق عفاش، والتي تحمل دلالات بأن عودة جناح عفاش للسلطة في الجنوب أمر مستحيل بالنسبة لأبناء الجنوب، يبدو أن طارق صالح قرر الانتقام بطريقته من قبائل وأبناء ردفان ولحج عموماً.
تمثل هذا الانتقام بالبدء بتنفيذ وتدبير عمليات اغتيال تطال قيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي، في هذا الأسبوع فقط جرى اغتيال قياديين في قوات الانتقالي بلحج، فشلت عملية الاغتيال الأولى التي وقعت الأحد الماضي، فيما نجحت اليوم عملية الاغتيال الثانية.
الأحد الماضي نجا القيادي بالانتقالي وهو عضو القيادة المحلية للانتقالي في مديرية المسيمير بلحج وقائد الكتيبة الثانية في اللواء العاشر صاعقة النقيب معتز منصور الحوشبي، من محاولة الاغتيال التي استخدم فيها عبوة ناسفة تم زرعها أمام منزله تماماً وتم تفجيرها عن بعد.
اليوم الأربعاء يُقتل أركان اللواء الخامس دعم وإسناد التابع للانتقالي العقيد محمد صالح حسن هو وثلاثة من مرافقيه في حادث مروري في منطقة الحبيلين بردفان في محافظة لحج.
يرى مراقبون إنه لا يبدو أن الحادث المروري كان صدفة، فهو يأتي بعد محاولة اغتيال لقيادي آخر وبعد صفعة قوية تلقاها طارق وجناح عفاش في لحج برفض منحه مبتغاه من ردفان التي أراد أن يستخدمها أداة لتدشين عودة أبناء عفاش إلى السلطة من جديد في الجنوب.