خفض الصرف لدفع المواطنين للبيع ثم جمعه ثم رفع الصرف ثم تهريبها للخارج بحقائب دبلوماسية

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد|

تهريب الدولارات بعد جمعها من الصرافين ومن جيوب المواطنين البسطاء بحيلة معروفة وتهريبها إلى خارج اليمن عبر الحقائب الدبلوماسية الخاصة بمسؤولي الشرعية، أصبحت سمة بارزة ومهمة رئيسية يقوم على تنفيذها عدد كبير من مسؤولي الشرعية في الداخل والخارج ويشاركهم في ذلك مجموعة من الصرافين وكبار رجال الأعمال الموالين للتحالف السعودي الإماراتي.

في آخر وثائق تم نشرها عبر نشطاء موالين للشرعية مناهضين ومعارضين لحالات الفساد التي تعم مؤسسات الشرعية في المحافظات الجنوبية والشرقية والتي أصبحت مجرد فرصة لاستغلالها واستثمار سلطات مسؤولي الشرعية خلال فترة الحرب لجني أكبر قدر من الأموال بالعملة الصعبة لبناء استثمارات خاصة في الخارج وشراء العقارات في أكثر من بلد، ذلك لإدراك مسؤولي الشرعية أن أي حل سياسي قادم ينهي الحرب على اليمن يقود بالضرورة إلى خروجهم من المشهد السياسي برمته وبالتالي فهم يعملون منذ سنوات على استغلال الحرب وإطالتها أكبر فترة ممكنة للاستفادة منها أكبر قدر ممكن.

ومع وضع كهذا يتساءل الشارع الجنوبي: كيف يمكن لهذه الحكومة أن تعمل على تخفيض سعر الصرف وعودة الاستقرار الاقتصادي والمعيشي للمحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي والإماراتي جنوب وشرق اليمن في الوقت الذي ينهب فيه هؤلاء المسؤولون الذين يفترض بهم تصحيح الوضع الاقتصادي الدولارات بمئات الآلاف يومياً من الأسواق في الجنوب ويقومون بتهريبها للخارج عبر حقائبهم الدبلوماسية وعلى رأسهم رئيس حكومة هادي، معين عبدالملك.

وكمثال على عمليات شفط المواطنين وصغار التجار مما لديهم من دولارات، تكشف آخر وثائق نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن إحدى هذه العمليات التي يتورط فيها بشكل مباشر معين عبدالملك الذي وإلى جانب ما يوصف به بكونه سكرتيراً مطيعاً للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر فهو أيضاً ليس رئيساً لحكومة المناصفة بل رئيساً للعصابة التي تتحكم بمصير نحو 40 مليون مواطن يمني في الشمال والجنوب من خلال التفرغ فقط لصفقات الفساد هذه التي تنتهي بجمع أكبر قدر من الدولارات بمئات الآلاف وإرسالها في كل عملية عبر حقائب دبلوماسية لا تخضع للتفتيش في المطارات الأجنبية كما حدث مؤخراً مع مدير مكتب معين عبدالملك في مطار القاهرة.

ففي الخميس الماضي كشف الصحفي صالح الحنشي عن قيام معين عبدالملك بتهريب ملايين الدولارات إلى الخارج عن طريق مدير مكتبه أنيس باحارثة.

وقال الحنشي في منشور على حسابه بالفيس بوك أن باحارثة غادر عدن الأربعاء الماضي إلى القاهرة، وأن أمن مطار عدن عثر على مليون دولار أمريكي بحوزته، وأنه تم تأخيره في المطار ثم السماح له بالمغادرة باتصال من قيادات في الانتقالي.

كما أكد الحنشي أن باحارثه احتجز أيضاً في مطار القاهرة وبعد التواصل من قبل مكتب رئيس حكومة هادي تم إخلاء سبيله.

وكان الحنشي قد كشف بسلسلة منشورات سابقة عن وثائق رسمية من إحدى مؤسسات حكومة هادي ذاتها تثبت تورط معين عبدالملك بصفقات فساد جنى منها ملايين الدولارات آخرها صفقة كسب منها 8 مليارات ريال.

وكشفت الوثائق التابعة لتقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عملية فساد كبيرة في البنك المركزي متورط فيها معين وجنى من هذه العملية 8 مليارات ريال عن طريق عملية بيع وشراء عملات أجنبية تمت بين البنك المركزي بعدن من جهة وبنكي الكريمي والتضامن من جهة مقابلة.

تلك الوثائق تكشف أن مسؤولي حكومة هادي يستغلون سلطتهم ومناصبهم للتلاعب بسعر الصرف لرفعه وتخفيضه حسب ما يشاؤون للقيام بعمليات بيع وشراء للعملات بحسب معرفتهم المسبقة بما سيؤول عليه الوضع بعد عمليات البيع والشراء وحققوا من خلال تلك العمليات أرباحاً هائلة من فارق سعر الصرف الذي يكتسبوه في غضون لحظات فقط، من خلال تخفيض الصرف ومصاحبة ذلك بحملة إعلامية لدفع المواطنين وصغار التجار للقيام بيع ما لديهم من عملات صعبة عبر الصرافين خشية نزول قيمتها أكثر، وهذه عملية خديعة يتعرض لها المواطنون وصغار التجار مسؤول عنها مسؤولي الشرعية المستفيدين من عمليات البيع، وبعد ذلك يجمع المسؤولون ما حققوه جنوه من تلك العملات ثم يرتفع سعر الصرف من جديد ليضخ المسؤولين جزءاً مما اشتروه من دولارات للسوق لبيعها للمواطنين وصغار التجار المضطرين بالسعر المرتفع وهكذا تحقق هذه العصابة المنضوية تحت عباءة (التحالف والشرعية) ملايين الدولارات من كل عملية بيع وشراء بهذه الطريقة وبسبب وجودهم في سلطة الشرعية وعلى رأسها فإنهم يستخدمون سلطاتهم ونفوذهم لإخراج ما يجمعونه من دولارات عبر حقائب دبلوماسية لا تخضع للتفتيش في الخارج وهناك يتم استثمار تلك الأموال في شراء العقارات وإقامة المشاريع الاستثمارية لصالحهم كما هو حال مسؤولي الإصلاح في تركيا ومسؤولي المؤتمر الموالي للإمارات في القاهرة والإمارات والأردن وحتى تركيا أيضاً.

قد يعجبك ايضا