السعودية هي من صاغت بيان مجلس الأمن وهي من أعربت عن انزعاجها منه؟!
متابعات خاصة – المساء برس|
رغم سيطرتها الكاملة على كل قرارته المتعلقة بالشأن اليمني، بمساعدة حليفها الأمريكي، وأموالها الطائلة، إلا أن المملكة السعودية أبدت انزعاجها من مجلس الأمن الدولي، الذي اعتبرته عاجزا عن إدانة ما وصفته بهجمات وممارسات” جماعة “أنصار الله” في اليمن تجاه المملكة.
هذا ما أكد عليه محللون سياسيون متابعون للشأن اليمني، عقب صدور بيان مجلس الأمن المتعلق باليمن في اجتماعه أمس الاربعاء.
وأعرب مندوب السعودية الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في اجتماعه المنعقد في إطار البند “الحالة في الشرق الأوسط، عن أسف المملكة وغضبها من أن مجلس الأمن الدولي قد وقف حتى تاريخ اليوم عاجزا ولم يتمكن من إصدار بيان يدين فيه هجمات وممارسات “الحوثيين” تجاه المملكة العربية السعودية وأراضيها والمدنيين فيها، متسائلا حول مدى فاعلية المجلس وقدرته على أداء دوره”.
محللون سياسيون اعتبروا تصريحات المعلمي وإعلانه انزعاج المملكة من أداء مجلس الأمن، يأتي في إطار التغطية على ارتهان، المجلس الدولي للمملكة، وانسياقه وراء كل ما يطلب منه من قبل السعودية والولايات المتحدة، لا سيما وأن بيان مجلس الأمن، الأربعاء، أدان ما وصفها بالهجمات التي تشنها جماعة “أنصار الله” اليمنية تجاه الأراضي السعودية، ودعا إلى وقف فوري لتصعيد الجماعة العسكري في محافظة مأرب.
كما سخر المحللون السياسيون، مما قاله المعلمي من تراهات وأكاذيب، وحديثه عن وقوف المملكة على إرث عظيم من المبادئ والثوابت التي ترتكز عليها سياستها الخارجية، المتمثلة باحترام سيادة الدول وحسن الجوار، وحل القضايا والنزاعات بالحوار والطرق السلمية و……إلخ، بعد أن أحرقت المملكة الأخضر واليابس في اليمن، واحتلت أراضيها، ومنعت جميع الأطراف من الوصول إلى حلول سلمية، تنهي الحرب في اليمن، حتى أنها شاركت بشكل مباشر في احتلال أجزاء كبيرة من اليمن، ومساعدة الإمارات على احتلال أجزاء أخرى منها، ومنع المسؤولين في حكومة “الشرعية” من الدخول للأراضي اليمنية، كما أكد على ذلك جميع الأطراف الموالية للتحالف، في لقاءات تلفزيونية مشهورة، وشاهدها الجميع، كما هو حال الوزيرين التابعين للـ”الشرعية” والرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، الذي أجبرته السعودية على خلعهما، وهما “نائب رئيس الوزراء في حكومة “الشرعية” وزير الداخلية، أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، حيث فضحا احتلال السعودية لليمن، وخروجها عن دور التحالف في إعادة “الشرعية” لليمن، إلى السيطرة على البلاد كليا، والتسبب في إحداث أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وتساءل المحللون، بعد أن نفذت الأمم المتحدة والكيانات التابعة لها كمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان، جميع طلبات بل وأوامر السعودية، حيث أخرجت السعودية من قائمة مرتكبي جرائم بحقوق الإنسان والطفل، ومنعت لجان التحقيق المتعلقة بارتكاب الجرائم في اليمن، وتجريم أصحاب الأرض اليمنيين، لأنهم يدافعون عن أرضهم، وتبرأة السعودية التي ذبحت الأطفال، وقصفت صالات الأعراس، والمنازل، والأسواق، والمدارس، وحافلات نقل الطلاب، والقائمة تطول ، تساءل المحللون ما الذي تريده السعودية، من هذا المجلس؟ لم يفعله لها حتى الآن؟
وحول ما زعمه المعلمي من استهداف الحوثيين للأعيان المدنية في السعودية وسقوط قتلى وجرحى مدنيين، استغرب المحللون من هذا السخف السعودي، الذي بني على أسس كاذبة، وتحدى المحللون السعودية ووسائل إعلامها بعرض الأضرار التي تحدث عنها المعلمي، على لجان تحقيق دولية، وعرض الضحايا المدنيين على وسائل إعلامها، وكيف لها ذلك وهي من منعت لجان التحقيق الدولية من ممارسة عملها، في التحقيق في الجرائم التي “ترتكبها” جميع الأطراف في اليمن؟!
وكان مجلس الأمن الدولي ،أصدر بيانا حمل فيه صنعاء مسؤولية الأوضاع في اليمن على كافة المستويات، وكأن البيان كتبه مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي بيده، ليعود ليعرب عن انزعاجه من هذا البيان، في صورة أثارت استغراب المتابعين والمحللين السياسيين، وسخريتهم في آن واحد.