كوارث .. ثقافية
د. صادق القاضي
(كم همُ الحوثيون سعداء بكم يا أغبياء التحالف)!؟
: يقول خالد الرويشان، وكأن سقوط المئات والألوف من المدنيين اليمنيين في المجازر الجماعية، لقوات التحالف، على امتداد اليمن، ليس أكثر من مجرد اجتهادات غبية لهذه القوات البريئة الحنونة وحسنة النوايا.. التي ربما تسهو، ويخذلها الحظ أحيانا!.
كأن جرائم الحرب المريعة هذه التي يندى لها جبين الإنسانية، مجرد أخطاء فنية تقنية، وضربات طائشة غير مقصودة، من قبل ملائكة لا يريدون لليمن إلا السلام والخير والحرية.!!
بينما عفاش الذي كان الرويشان يسبح باسمه ويقدس له، والحوثي، الذي يكتب الرويشان كل هذه الخزعبلات تحت حمايته في صنعاء، شر مطلق، وأعداء للشعب اليمني!!
لماذا كل هذا الحرص الشديد على سمعة قوات العدوان، والرغبة العارمة في نجاحه الساحق بمهمته، وتحقيق أهدافه في التدمير والمحو والاستلاب!؟!
ولماذا كل هذا الغل في الحديث عن أطراف يمنية، أخطأت وستظل تخطئ بالتأكيد، لكنها في هذا السياق بالذات، باتت تمثل السياج الأخير والوحيد أمام أسوأ اجتياح تعرضت له اليمن طوال التاريخ؟!
يمكن دائما إيجاد مبررات للحب والكراهية، لكن لا يمكن أبدا تبرير هذه الدرجة من الفوبيا، تجاه الخصوم الوطنيين، والمازوشية تجاه الغزاة التقليديين؟!
نكبة اليمن في مجزرة جماعية، بل في كل المجازر الجماعية للعدوان، هي أهون وأخف وطأة من نكبتها في المثقفين ورجال الأعلام، هؤلاء الذين يقومون بتجهيل الشعب، وقلب أولويات الشارع، وتزييف قضايا الرأي العام.!
وكغيره خالد الرويشان كارثة ثقافية، مدمرة للعقل والوعي الفردي والجمعي، خاصة وهو يمارس بوعي أو بدون وعي مهمة الترويج لحداثة الوهابية، والتبشير بجنة داعش.
كان عفاشيا بلا مبدأ، وأصبح سلمانيا بلا قضية، سوى صناعة فزاعة الحوثي ونفخ بعبع عفاش.. وصرف أنظار البسطاء عن جرائم العدوان الأجنبي، والإرهاب الدولي والمحلي.!