ما وراء استهداف صنعاء لمعسكر التحالف بالوديعة وما علاقة واشنطن بالأمر؟
خاص – المساء برس|
أحدثت العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها قوات صنعاء ضد قوات التحالف السعودي الإماراتي في معسكر الوديعة قبل أيام قليلة حالة من الإرباك الشديد لدى قيادة قوات التحالف بسبب قدرة قوات صنعاء على تنفيذ هجوم كهذا وقدرتها على اختراق اسلحتها لأحد أهم معسكرات التحالف تجهيزاً عسكرياً وحماية وتحصيناً بما في ذلك التحصين التكنولوجي والمراقبة الدائمة المرصودة للمعسكر بالأقمار الصناعية الأمريكية.
فالمعسكر المستهدف لا يخضع للإشراف السعودي فقط بل تشرف عليه القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى المنتشرة في المنطقة العربية، وبحسب مصادر عسكرية مطلعة فإن المعسكر يحظى بحماية ذات مستوى عالي جداً وتأمين تكنولوجي متطور باستخدام الأقمار الصناعية.
ولعل استهداف المعسكر في هذا التوقيت تحديداً وبعد عدة جولات مكوكية للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج في سياق محاولة واشنطن سحب ملف اليمن من الأمم المتحدة والتحكم به من خلالها بشكل مباشر، وهي الجولات التي فشلت في ثني صنعاء عن موقفها الرافض للاستسلام للتحالف السعودي الإماراتي والقبول بوقف إطلاق النار مع الإبقاء على الحصار الجزئي لميناء الحديدة ومطار صنعاء، هذا الاستهداف في هذا التوقيت يعد رسالة واضحة أرادت صنعاء إرسالها للولايات المتحدة الأمريكية التي تريد فرض حل يتوافق مع مصالحها غير المشروعة في اليمن وتريد فرض هذا الحل بصفتها وسيطاً رغم أنها مشارك رئيسي في الحرب على اليمن منذ البداية.
الرسالة التي أرادت صنعاء إيصالها لواشنطن سرعان ما فهمتها الأخيرة والتي لم تجد أمامها سوى الاعتراف العلني بشرعية سلطة صنعاء والإقرار بحقيقة عدم القدرة على تجاوز ما أسمته واشنطن “سلطة الأمر الواقع في اليمن ممثلة بالحوثيين”، محاولة بذلك تهدئة الموقف وطمأنة سلطة صنعاء وقيادتها العسكرية التي أثبتت قدرتها على الرد عسكرياً حتى على واشنطن.