ما الذي أغضب “قائد الثورة” من وزير الخارجية؟؟
متابعات خاصة-المساء برس| انتقد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد انتشار تسريب للأخير ينتقد فيه قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني حيث اعتبر ظريف أن الميدان العسكري في إيران هو الذي يحكم، وقد تم التضحية بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية”.
وفي خطاب له بذكرى اليوم العالمي للعمال ويوم المعلم: قال مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي إن بعض المسؤولين يقولون أشياء مؤسفة تنشرها وسائل إعلام معادية وبعض هذه الكلمات هي تكرار للكلمات الأمريكية”.
واردف السيد خامنئي : ان الغربيين يصرون على أن تكون سياسات إيران خاضعة لهم؛ لذلك نرى بانهم يستاؤون اذا اردت إيران أن تبني علاقات مع الصين او تقيم علاقات سياسية واقتصادية مع روسيا.
وتابع، ان الامريكيين منزعجون من جراء نفوذ ايران المعنوي وحلفائها اي قوة القدس وقائدها الشهيد “الحاج قاسم سليماني” في المنطقة؛ وعليه فقد سبق ان هددوا الشهيد سليماني بالقتل مرارا، بينما كان رده على هؤلاء “انكم تهددوني بالشيئ الذي لطالما بحثت عنه”.
وأكد المرشد على أن وزارة الخارجية ليست هي التي تضع سياسات الدول، وإنما يقتصر دورها على المشاركة في صياغة بعض السياسات.
بدوره، طلب وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأحد “العفو” من عائلة قاسم سليماني، بعدما “جرح مشاعرها” تسريبُ تسجيل صوتي له يتحدث فيه عن دور الجنرال السابق في الحرس الثوري في السياسة الخارجية.
ورأى ظريف في منشور عبر حسابه على إنستغرام، أن التسريب “جرح المشاعر الصادقة لمحبي الشهيد البارز اللواء قاسم سليماني وعائلته… خصوصا ابنته زينب التي تعزّ عليّ كأولادي”.
كما نشر ظريف بيانا بعد خطاب خامنئي، اعتذر فيها للمرشد الأعلى للثورة، قائلا إن “موضوع السياسة الخارجية يجب أن يكون للتلاحم والتماسك، مؤكدا على قول خامنئي إن إدارتها يجب أن تكون من القيادة العليا وليس من الوزارة”
وأضاف: “أنا آسف جدا لأن بعض الآراء الشخصية التي عبرت عنها من أجل النقل الصادق للتجارب، تم نشرها دون نية مني، واستغلالها بشكل انتقائي”.
وكانت زينب سليماني نشرت عبر حسابها على تويتر الثلاثاء، صورة تظهر يد والدها بعيد اغتياله قرب مطار بغداد في الثالث من كانون الثاني/ يناير 2020 بضربة جوية أمريكية، مرفقة إياها بتعليق: “الكلفة (التي دفعها) الميدان من أجل الدبلوماسية”.
وأكد ظريف الذي يشغل منصبه منذ 2013، أن “الملاحظات التي أدليت بها لا تقلل من المقام والدور الذي لا غنى عنه للشهيد سليماني”، لكن “لو كنت أعلم أن كلمة منها سيتم نشرها علنا، فبالتأكيد ما كنت قلتها”.
ونشرت وسائل إعلام خارج إيران الأحد الماضي التسجيل الممتد لثلاث ساعات، ويتحدث فيه وزير الخارجية عن دور أدّاه سليماني الذي اغتيل بضربة جوية أمريكية في بغداد العام الماضي، في السياسة الخارجية لبلاده، وأن الميدان العسكري يحتل الأولوية على حساب الدبلوماسية في إيران.
وكانت وكالة “إرنا” أفادت أن حسام الدين آشنا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية المرتبط بالرئاسة الإيرانية، والذي يعد مقربا من روحاني، تقدم باستقالته بعد تسريب الحوار مع ظريف الذي أجري في المركز.