حراك دبلوماسي إقليمي وأمريكي بشأن اليمن تزامناً مع تغير في اللهجة السعودية

صنعاء – المساء برس|

من صنعاء جاء الرد النهائي بشأن تصريحات المهادنة التي أطلقها محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في مقابلته الأخيرة للتلفزيون السعودي التي قال فيها ولأول مرة أنه يتمنى أن تقبل صنعاء وأنصار الله بوقف الحرب والجلوس للحوار والاتفاق للخروج بما يرضي الطرفين ويرعى مصالح الجوار، إضافة إلى تصريحاته الإيجابية التي ألغى فيها لهجة العدائية تجاه إيران مرحباً بأي علاقات جيدة مع طهران.

رد صنعاء على تصريحات بن سلمان اللطيفة والمهذبة التي وصفتها بـ”الخطاب الإيجابي” جاء بعد عدة ساعات من لقاء جمع بين كبير مفاوضي صنعاء، محمد عبدالسلام المتواجد في العاصمة العمانية مسقط، ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي فيما يبدو يقود وساطة بين صنعاء والرياض عبر بغداد الطرف الوسيط من جهة السعودية.

عبدالسلام وصف في تغريدة على حسابه بتويتر إن تصريح بن سلمان “خطاب إيجابي تجاه اليمن”، لكنه أضاف أن هذا الخطاب “الإيجابي” لا يزال مرهوناً بتطبيقه لكون ما قاله بن سلمان لا يزال تصريحات للإعلام ولا يوجد تطبيق على أرض الواقع نظراً لاستمرار فرض الحصار على البلاد والقصف الجوي بالطيران الحربي.

وقال كبير مفاوضي صنعاء إن “أي خطاب إيجابي تجاه اليمن مرهون بتطبيقه عملياً برفع الحصار وإيلاء الجوانب الإنسانية أولوية كونها قضايا ملحة تلامس حاجات جميع أبناء الشعب اليمني”، مضيفاً في ختام التغريدة “مثل هذه الخطوة سيكون مرحباً بها وتثبت حقيقة التوجه نحو السلام في اليمن”.

ذلك يعني أن صنعاء لا تزال متمسكة بموقفها المبدئي القائم على أن وقف العمليات العسكرية لن يكون مربوطاً ومشروطاً بالملفات الإنسانية التي تتخذها الرياض وسائل ضغط وأوراق حرب ضد اليمنيين.

بدوره أيضاً علق عضو المجلس الرئاسي في صنعاء، محمد علي الحوثي على تصريحات بن سلمان وموقفه الأخير، بالقول إن “التصريحات محل اهتمامنا” في إشارة لتصريحات بن سلمان.

وأضاف الحوثي في تغريدة على حسابه بتويتر “لكن لاوجود لخلاف مع اليمنيين وإنما مع دول العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائه لذلك نتمنى أن تعي أكثر الأنظمة التي تحاصر وتتصدر المعركة أهمية معرفة منهم الأطراف الذين يمكن أن يتحقق السلام للشعب اليمني باجتماعهم، ان كانوا جادين فالسلام سيتحقق”.

التحركات الدبلوماسية الإقليمية تفاعلت معها الولايات المتحدة الأمريكية والتي أرسلت مبعوثها إلى اليمن تيم ليندر كينج إلى العاصمة السعودية الرياض ومنها سيتجه المبعوث الأمريكي إلى مسقط حيث سيلتقي الوفد الأمريكي هناك بالجانب العماني الذي يلعب دور الوسيط بين واشنطن وصنعاء.

المهم في الأمر هو أن تمسك صنعاء بموقفها مع سعيها لتقديم الحلول والرؤى المنطقية والمقنعة والتي يفترض أن تكون مقبولة لكل الأطراف لوقف الحرب في اليمن وحل سياسي يضمن استقرار اليمن وسلامة أراضيه واستقلاليته التامة عن التبعية لأي جهة خارجية، هذا التوجه من قبل صنعاء دفع في نهاية المطاف بالرياض إلى التراجع عما كانت تطرحه وتدعو له وتسعى لفرضه بالقوة والحرب.

قد يعجبك ايضا