من موقع قوة..صنعاء تتمسك بموقفها..والأمريكي عاد بخفي حنين
المساء برس- تقريرهاشم الدرة | مع عودة المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن اليمني “تيموثي ليندركينغ” إلى واشنطن، يبدوا أن النقاشات التي رعتها الولايات المتحدة والتي تمت في العاصمة العمانية مسقط خلال الأيام القليلية الماضية للوصول لاتفاق مبدأي لعودة المفاوضات بين صنعاء والرياض أو من يمثلها من حكومة هادي، وصلت إلى طريق مسدود، أوعلى أقل تقدير تم تجميدها مؤقتا للبحث عن سبل أخرى لإقناع الرياض أو صنعاء للعدول عن موقفهما المعلن.
وبالرغم مما أبدته الخارجية الأمريكية من نظرة تفاؤلية لمناقشات مبعوثها ووصفها بأنها مثمرة، إلا أن واقع الحال يقول غير ذلك، لا سيما وأن واشنطن لم تذهب إلى عمان وبيدها أي شيء جديد، بل ذهبت حاملة الرؤية السعودية، وهذا ما أكده بيان الخارجية الأمريكية، بعد عودة “ليندركينغ” الذي دعا صنعاء لوقف قصف الأراضي السعودية لكي يتم البدء بعملية سياسية، وهذا ما أعلنت صنعاء رفضها المطلق له باعتباره خلط للأوراق، وخداع لا ينطلي عليها، ولا يحق لها أن تجاري السعودية في جرائمها بحق الشعب اليمني في العيش والاستفادة من كل مقومات الحياة المكفولة وفقا لكل الشرائع والقوانين الدولية.
وفي إطار خلط الأوراق أيضا عمدت الخارجية الأمريكية إلى الترحيب بتقديم المملكة منحة لدعم اليمن بشحنة وقود تقدر قيمتها بنحو نصف مليار دولار، في الوقت الذي يستمر الحصار المفروض على واردات المشتقات النفطية، باحتجاز ثمان ناقلات في عرض البحر، ووصول أربع سفن إلى ميناء الحديدة، 3 منها للمصانع الخاصة، وواحدة فقط تحمل مادة الديزل للاستخدام العام، لا تفي بمتطلبات اسبوع واحد من الاحتياج الفعلي، وأمس الأربعاء سحبت شركات ملاحية سفينتي نقل دون تفريغ محتوياتهما نظرا لطول مدة الاحتجاز لها والذي تجاوز العام.
كما يؤكد بيان الخارجية الأمريكية تواطأها مع السعودية لتضليل الرأي العام، وتقديم صنعاء على أنها ترفض السلام، وفي ذات الوقت يظهر الإدارة الأمريكية أمام اليمنيين والشعب الأمريكي والعالم، على أنها جادة في إحلال السلام في اليمن، وفقا للوعود التي قطعتها على نفسها، في مرحلة الانتخابات، وما تلاها من خطابات أكدت فيها على أن السلام في اليمن ضمن أولوياتها، وبهكذا تضليل، تسعى إدارة بايدن للادعاء بأنها حققت نجاحا وتقدما في ملف اليمن مع مرور أول 100 يوم على توليه للرئاسة.
لم تجرأ الولايات المتحدة على إعلان فشلها في الملف اليمني، وبأن صنعاء أذكى من أن يتم الإيقاع بها بمثل هذه الترهات، ولهذا جعلت من سلطنة عمان بابا مشرعا، لاستئناف تحركاتها، والعودة بما يمكن أن يقنع صنعاء بوقف عملياتها، العسكرية في كافة الجبهات، وداخل العمق السعودي، بما يحفظ ماء وجه السعودية، ويحفظ أيضا لواشنطن استمرار ابتزازها للرياض.
معادلة صعبة استجدت على أرض الواقع، فرضها التفوق الميداني الكبير لصنعاء، والتطور النوعي لمنظوماتها الهجومية والدفاعية، الأمر الذي لم يكن له وجود في كل المسارات التي رسمها التحالف.
هذه المعادلة ذاتها هي من وضعت صنعاء في موقع السيطرة على المتغيرات وتعيين مساراتها، بما يتوافق وأهدافها، في مقابل تخبط الحلفاء واختلاف رؤاهم وفقا للمصالح المتضاربة.