الإمارات تصعّد في عدن والسعودية تدين.. تقاطع المصالح يوسع الخلافات بين الحليفتين

خاص – المساء برس|

مع اقتراب الحرب على اليمن الذي تقودها السعودية على رأس تحالف عسكري يضم الإمارات الحليف الأبرز للرياض، من طي عامها السادس بدأت الخلافات بين الحليفتين تطفو إلى السطح في الآونة الأخيرة بشكل جلي وواضح بعد تقاطع وتعارض مصالح وأجندات الطرفين.

وظهرت حدة الخلافات بين الرياض وأبو ظبي، بعد إيعاز الأخيرة لأدواتها في الجنوب المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، بإشعال الأوضاع على الأرض بمظاهرات شعبية في ظاهرها مطلبي ولكن الهدف الخفي يكمن في الصراع الكبير الذي يدور بين الحليفتين على تقاسم الكعكة مع استمرار الضغوط الدولية لإنهاء الحرب والذهاب نحو مفاوضات للحل الشامل.

وأعلنت الحكومة السعودية، اليوم الأربعاء، رسميًا إدانتها اقتحام قواعد المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيًا، لمقر إقامة حكومة هادي في عدن وطردها من المحافظة.

وجاءت إدانة السعودية، بعد الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الوزراء السعودي، والذي انحاز كليًا للحكومة ضد المحتجين الغاضبين الذين دفع بهم الانتقالي للخروج والتظاهر تحت يافطات وشعارات مطلبية وخدمية في عدن التي تسيطر عليها السعودية، إضافة إلى توسع الأمر ليصل إلى لحج وأبين، حيث أعلن الانتقالي، اليوم، حل سلطة هادي في الأخيرة.

وأشار البيان إلى دعم الرياض لحكومة معين، التي باشرت مهامها في 30 ديسمبر الماضي ومنحها الفرصة الكاملة لخدمة الشعب في ظل الظروف الاقتصادية والإنسانية، في مؤشر على اشتداد الصراع بين الرياض وأبو ظبي التي تدعم الانتقالي الذي يقود بدوره الاحتجاجات الشعبية.

وشدد البيان على ضرورة عودة أطراف ما تسمى “الشرعية” إلى استكمال تنفيذ اتفاق الرياض والاتفاق على بنوده في الاجتماع الذي دعتهم إليه.

بروز الخلاف بين السعودية والإمارات ليس جديدًا، إلا أن الخلافات السابقة كان يتم تجاوزها ومعالجتها من تحت الطاولة ومحاولة مسؤولي البلدين تحجيمها تحت مسمى “تباينات”، على الرغم من أنهار الدماء التي خلفتها هذه “التباينات” في محافظات الجنوب، إلا أن الخلاف اشتد مؤخرًا، نتيجة تقارب الرياض و”الدوحة” التي تعتبرها أبو ظبي عدوتها اللدودة.

ومما ينبئ باتساع الهوة بين الحليفتين، انبراء إعلاميين ومحللين عسكريين مقربين من صناع القرار في السعودية، أمثال الخبير العسكري سليمان العقيلي، لاتهام ومهاجمة الإمارات بالوقوف وراء ما يدور في عدن لتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب أمن السعودية، إضافة إلى الحملات الإلكترونية التي يقودها إعلاميون ونشطاء سعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الإمارات بضوء أخضر سعودي.

ولم يقف الهجوم ضد الإمارات عند إعلاميين وخبراء عسكريين سعوديين وحسب، فقد بلغ حد اتهام الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود، الإمارات، بمحاولة طعن بلاده من الخلف، في إشارة إلى اقتحام قصر معاشيق، ما يؤكد الاتهامات السابقة والتوجه الجديد للسعودية ضد الإمارات، التي تسعى إلى إفشال السعودية في اليمن منذ استلام الرياض لزمام الأمور في عدن بدلا عن أبو ظبي في 2019 والتي قوبلت برد إماراتي على الأرض، تمثل بانقلاب الانتقالي على هادي في عدن.

 

قد يعجبك ايضا