شعارات ويافطات الإصلاح في تعز ومأرب.. كيف يخدع الإخوان المواطن البسيط ودفعه للقتال مع التحالف؟
المساء برس| تقرير: عمر القاضي|
يستخدم حزب الاصلاح في معاركه اساليب دعائية وشعارات ويافطات مزيفة مختلفه، بهدف تحشيد الناس ومساندته في المعارك ولو بمنشور كاذب على الفيس.
لو عدنا الى جبهة تعز، سنجد ان الاصلاح خلال الـ6 السنوات الماضية كان يستخدم في معاركه شعارات واشاعات عدة. ولا تختلف مع ما يروجه ويبثه اليوم في مأرب وجبهات أخرى حالياً.
في هذا التقرير نسرد بعض الاساليب الداعائية والتحريضية الخاصة بالاصلاح، والتي روجها في كل جبهاته وعبر وسائل وقنوات إعلامه المختلفة. لاستثارة اليمنيين واستعطافهم للوقوف الى جوار مشروعه الموالي للتحالف السعودي.
برغم مايقوم به الاصلاح من فبركة وزيف في كل جبهه يخوضها مع قوات صنعاء، إلا أنه في آخر المطاف يخسر المعركة والجبهة، لكن مليشيات الاصلاح كل ما يهمها هو الكذب وتشويه الخصم وبكل أنواع الإشاعات والزيف، وفبركته قصصاً إنسانية مؤثرة ورميها ضد قوات صنعاء.
“اساليب الاصلاح في تعز”
يسرد الحقوقي مازن عثمان إن “بعض الاساليب التي استخدمها حزب الاصلاح منذ بداية العدوان والحصار على اليمن في تعز، تمثلت بأن الاصلاحيين استخدموا الاسلوب التحريضي في مدينة تعز بالذات، لأجل تحشيد ابناء تعز الى الجبهات للقتال مع التحالف ضد قوات صنعاء. وقد تم تحشيدهم تحت يافطة المناطقية والمذهبية”.
واضاف عثمان قائلاً “الاصلاح ذهب يروج بين ابناء المحافظة شعارات مقيته وطائفية وعنصرية وتحريضية مثل(انتم شوافع والشماليين زيود)، ومصطلح (ان الحوثيين مجوس وروافض وانتم يا ابناء تعز سنة).
ويشير عثمان إلى أن الإصلاح استهدف حتى القبائل بشعاراته الطائفية والتحريضية، “فقد وصفوها بمصطلحات ذميمة ومسيئة كقولهم (القبائل حق فيد ومتخلفين) بينما انتم يا أبناء تعز متعلمين ومثقفين) وأنتم وطنيين وهم انقلابين و.. الخ، والهدف تشويه القبيلة ودورها الوطني وموقفها البطولي والرافض للوصاية والتدخلات الاحنبية والعدوان”.
واوضح عثمان إن المصطلحات التحريضية التي استخدمها الاصلاحيون لتحشيد ابناء تعز للقتال معاهم والزج بهم في معارك ومحارق الدفاع عن التحالف، والغرض من ذلك أيضا حماية مصالح الحزب والبقاء اكثر والحفاظ على اعضاء الاصلاح الذين اصبحوا الان مشرفين وتجار حرب بالانسانية والارواح ويتلقفون الدعم والمساعدات، حسب تعبيره.
ويذكر عثمان أن من ضمن اساليب الاصلاحين التي لجأوا لاستخدامها بعد أن مل المواطنون من شعاراتهم المزيفة ولم يعد لها أي تأثير، ذهبوا لترويج شعارات ويافطات ومصطلحات لا يمكن وصفها إلا بـ”القذرة” وكانت أكثر تأثيراً من شعاراتهم السابقة وتأثيرها على الذين مازلوا يصدقون اعلام الإصلاح والتحالف، ومنها حسب وصفه: “اكذوبة (حصار تعز) بينما هم يحاصرون تعز حتى اللحظه” بحسب عثمان.
وبحسب عثمان فإن للإصلاح أسلوب آخر لا يزال يستخدمه حتى اليوم في تعز، واصفاً هذا الأسلوب بالبشع لكونه قائم على القتل اليومي “إما عبر القنص او القصف، وبعد كل جريمة يرتكبها الاصلاح يذهب ليروج ان الحوثي هو الذي ارتكب الجريمه. والغرض من ارتكاب هذه الجرائم اولا تشويه خصمه ثانيا استعطاف المنظمات والعالم وتهييج الشارع للوقوف بصفه”.
في وقت سابق احد الصحفيين من ابناء مدينة تعز، كتب منشوراً على صفحته بالفيس بوك قال فيه “ان من يتواجد داخل المدينه منذ البداية هي جماعات مسلحة ومفصعين ومجرمين يتبعوم الاصلاح ولديهم جميع انواع الاسلحة من البنادق الى المدفع والدبابة”.
واكد الناشط ان هؤلاء المسلحين هم من يقومون بقصف الأحياء وسط المدينة، ويسقط قتلى من المدنيين، وكل ذلك بهدف التصعيد إعلامياً وسياسياً في المحافل الدولية للنيل من خصوم الإصلاح ولاستعطاف المنظمات والحصول على مكاسب سياسية ومادية.
وجاء في منشوره ايضا أنه حدث عدة مرات أن مسلحين تابعين للإصلاح يقومون بقصف مناطق باتجاه سيطرة الحوثيين في الحوبان، مضيفاً بالقول “من الطبيعي أن يرد الطرف الآخر إلى المكان الذي يقوم باستهدافه”، لافتاً إلى أن الطرف الآخر في الحوبان، في إشارة إلى قوات صنعاء، “معظم الأحيان لا يتجاوبون مع مصدر ومكان النيران التي تستهدف مناطقهم خاصة عندما يكون مكان الاستهداف وسط المدينة وبين أحياء سكنية”.
“ادوات الإصلاح في مأرب”
يكشف الناشط عز الدين الشرعبي في منشور له قال ان الاصلاح وصل به الحال اليوم إلى آخر المنعطفات المُږةّ بعد ان استهلكوا واستخدموا كل المسميات والشعارات الوطنية التي يستخدموها للتغطية والتضليل وللتستر على افعالهم والتمترس خلفها في كل مرحلة سياسية مرت بها اليمن منذ العام 2011 وحتى يومنا هذا.
وقال الشرعبي في منشور له قبل أيام “ليس امامهم اي خيار آخر سوى الخروج من عباية الشرعية المغتصبة من قبلهم وخوض المواجهة الحتمية التي لا مفر منها على كل المستويات وتقرير مصيرهم النهائي وإما أن يكونوا او قد لا يكونوا في الغد القريب”. مع العلم بان كل المؤشرات الميدانية والعسكرية والسياسية الراهنة ليست لصالحهم على الاطلاق بل ان الهاوية باتت تلتهمهم اليوم بعد سنوات طويلة من الانتظار.
وللعودة الى الشعارات والأساليب التي يروجها الإصلاح في تعز والتي لا تختلف كثيراً عن ما يروج له اليوم في مأرب، يتحدث أحد الزملاء العاملين بالمجال الإعلامي الذين ذهبوا الى مدينة مأرب للعمل ثم عادوا الى صنعاء مجددا، قائلاً: “ان الاصلاح منذ اغتصابه لمأرب وهو يقوم بتعبئة القبائل والمواطنين هناك بالإشاعات والقصص الكاذبة، ليزرع الغيرة والخوف في عقول القبائل والسكان في المدينة والزج بهم لجبهات القتال تحت مشروع الإصلاح”.
حالياً يقوم الإصلاح بالترويج أن قوات صنعاء ستدخل مأرب للنهب وانتهاك العرض، بالإضافة لرويج شعارات مذهبية وطائفية متطابقة تماماً مع ما كان يروجه في تعز مستخدماً مصطلحات “أنتم شوافع والحوثيين اثنا عشرية وروافض ومجوس ويريدون إعادة الإمامة والملكية”، وغير ذلك من الشعارات.
“اخر يافطات وإصدارات الإصلاح في مأرب”
مؤخراً ومع الهجوم الكاسح الذي نفذته قوات صنعاء لطرد التحالف السعودي والقوات الأجنبية من مدينة مأرب بما في ذلك إخراج المقاتلين من التنظيمات الإرهابية كالقاعدة التي تعد حليفاً رئيسياً للإصلاح، وهو ما جعل الإصلاح في مأرب يشعر بالخوف والفزع على مصالحه، وعلى إثر ذلك ذهب الحزب الإخواني الى التحشيد عبر مصطلحات ويافطات مكشوفه، كادعائهم انهم يقاتلون ويدافعون عن الجمهورية في مأرب، وأن مأرب هي آخر معاقل الجمهورية، ويريد الإصلاح من خلال هذه الشعارات إقناع المواطنين بأن الجمهورية في حال سيطرت قوات صنعاء على مأرب وطردت قوات التحالف والمقاتلين الموالين للرياض منها، سوف تنتهي للأبد، غير أن الحقيقة هي أن موضوع الجمهورية لا علاقة له بالحرب في اليمن والإصلاح يدرك ذلك جيداً، فالجمهورية بالنسبة للإصلاح هي جمهورية النفط والغاز التي ينهبها الحزب وقياداته لشراء عقارات وإنشاء شركات واستثمارات في تركيا وهذا ما كشفته السلطات التركية بنفسها.
وحتى يافطه وشعار الجمهورية التي حاول الاصلاح استثارة الشارع وتحشيد القبائل من خلالها، للدفاع عن نفسه وللقتال نيابة عنه لبقائه وبقاء التحالف مسيطرين على مأرب، باتت هذه الشعارات في نظر أبناء مأرب مكشوفة ومزيفة وغير مجدية ولا مؤثرة بدليل رفض انخراط القبائل مجدداً في القتال مع التحالف السعودي ولهذا اضطر الإصلاح لجلب وتحشيد أبناء الجنوب للقتال في مأرب بعد فشل حشد قبائل المحافظة نفسها، يحدث كل ذلك في الوقت الذي ينعم فيه أبناء قيادات حزب الإصلاح بالاستقرار والعيش الرغيد ليس في مأرب بل خارج اليمن برمته، فالإصلاح لا يرى أن عناصره وأبناء قياداته عليهم القتال في مأرب للدفاع عن الجمهورية كما يزعمون فدفاعهم عن “الجمهورية” لا يتعدى مواقع التواصل الاجتماعي.