الانتقالي يكشف وجهه الحقيقي ويخسر قاعدته الشعبية
تقرير خاص – المساء برس|
فجر المجلس الانتقالي الجنوبي قنبلة مدوية في الوسط الجنوبي اليمني بعد مقابلة رئيس المجلس التلفزيونية مع قناة روسيا اليوم التي جرت أثناء زيارة وفد الانتقالي لموسكو.
عيدروس الزبيدي جاهر بالحديث عن العلاقات والتطبيع مع إسرائيل وبدون حساب لعواقب ما قد تحمله تصريحاته على الصعيدين السياسي والمجتمعي في الجنوب والذي يزعم الانتقالي أنه حامل للقضية الجنوبية، حيث أعلن الزبيدي في المقابلة التلفزيونية أنهم في الانتقالي باركوا التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، مؤكداً أنهم سيقومون بالتطبيع مع الكيان الصهيوني عند استعادتهم دولة الجنوب وحين تكون عدن عاصمة للجنوبيين.
تصريحات الزبيدي يراها مراقبون بأنها كشفت القناع عن المجلس الانتقالي ومهمته أنشئ من أجلها من قبل الإمارات، ففي الوقت الذي وصف فيه البعض الزبيدي بأنه تحول لببغاء للإمارات، ذهب آخرون إلى اعتبار تصريحات الزبيدي دليل غباء سياسي من جهة ودليل تبعية مطلقة يبديها الانتقالي تجاه الإمارات التي يرون بأنها قامت بتلقين الزبيدي ما يقول في المقابلة التلفزيونية.
وعلى افتراض أن الانتقالي يستطيع التفكير وله استراتيجية بشأن التطبيع مع إسرائيل نابعة عن قناعة، فإن تصريحات الزبيدي تكشف عن استعداد الانتقالي التخلي عن أي شيء حتى عن السيادة على الأرض والبحر لأي جهة خارجية مقابل أن يتم الاعتراف به كحاكم على دولة مستقلة جنوب اليمن، فهو بتصريحاته يكشف استعدادهم التطبيع مع إسرائيل بل والتسليم المطلق لها للنفوذ والهيمنة والتواجد مقابل أن تعترف تل أبيب بالانتقالي كسلطة حاكمة على الجنوب كمقدمة لاعتراف بدولة جنوبية مستقلة، وهذه بحد ذاتها خيانة وتفريط وفتح المجال أمام احتلال أجنبي لجنوب اليمن.
كارثة الانتقالي التي ارتكبها رئيس المجلس على شاشة روسيا اليوم، قادت إلى أن يخسر الانتقالي ما كان متبقياً له من حاضنة شعبية في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي، حيث انهالت الردود والمواقف والتصريحات والبيانات من قيادات سياسية وإعلامية وقبلية وتنظيمات سياسية ومكونات شعبية وقبلية في الجنوب على الزبيدي والانتقالي وقياداته بسبب التصريحات الأخيرة، لدرجة أن تصريحات الزبيدي أدت إلى إحداث هزة داخل مؤيدي الانتقالي الذين سرعان ما خرجوا مطالبين بعزله من رئاسة المجلس نظراً لما تحمله تصريحاته من مؤشرات عن نوايا الانتقالي مستقبلاً في حال استمر في فرض سلطته على الجنوب بهذه الطريقة والتبعية المطلقة للخارج ولإسرائيل تحديداً التي يرى فيها الشارع الجنوبي العدو الرئيسي الأول للأمة العربية والإسلامية ويرون في القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى.