غواصات إسرائيل في المياه الإقليمية اليمنية
تقرير: ابراهيم القانص| متابعات – المساء برس|
تتكشّف تباعاً الأهداف الحقيقية من العمليات العسكرية التي تقودها الإمارات والسعودية في اليمن منذ عام 2015، ولا تزال حتى اللحظة تحت شعار دعم الشرعية، وهو الشعار الذي فقد كل مضامينه ومعانيه وأصبح فارغاً تماماً، فالتحالف هو من أقصى حكومة هادي وسلبها قرارها وأبقاها في حكم المنفية، ليستمر في حربه على اليمن باسم دعمها وإعادتها، وهو ما لم يحصل ولن يكون له ذلك، فمخططاته الحقيقية تتم وفقاً لبقاء الشرعية منفيةً في فنادق عواصم دول التحالف.
تصريحات المتحدث الرسمي لجيش الكيان الإسرائيلي الغاصب كانت بمثابة سقوط آخر الأقنعة التي ظل التحالف يتوارى خلفها لتبرير حربه على اليمن، تارةً باسم دعم الشرعية وتارة باسم الإنسانية ومساعدة الشعب اليمني، لكن تصريحات متحدث الجيش الإسرائيلي أسقطت كل تلك الادعاءات والتبريرات، باعترافه أولاً بأن سواحل دول التحالف تستقبل الغواصات الحربية الإسرائيلية، وتحديداً قبالة السواحل اليمنية، وهو ما حدث فعلياً خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف متحدث جيش الاحتلال أن قواته تنشر غواصات حربية في أماكن كثيرة داخل المياه الإقليمية اليمنية، مبرراً ذلك بالخوف من هجمات بطائرات مسيّرة زعم أن إيران تخطط لتنفيذها من اليمن، وهو المبرر نفسه الذي تستخدمه دول التحالف في حربها على اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، ولطالما أوحت شبكات التحالف الإعلامية أنه يحارب إيران في اليمن، مستخفةً بعقول الملايين من متابعيها، كون دول التحالف لم تجرؤ حتى اللحظة على خوض معركة واحدة ضد إيران فيما يخص جزرها التي تزعم أن طهران تحتلها، وأكثر ما كشف واحدية الأهداف من حرب التحالف على اليمن وضلوع إسرائيل المباشر فيها استشهاد متحدث جيش الكيان الغاصب عن هجمات صنعاء التي استهدفت منشأة أرامكو النفطية السعودية، مبدياً تخوفه من أن تكون تل أبيب هدفاً لهجمات يمنية على غرارها، الأمر الذي اعتبره مراقبون كشفاً صريحاً للأهداف الحقيقية من الحرب على اليمن ومحركها الرئيس المتمثل في كيان الاحتلال الذي لا يزال يحلم بالسيطرة على مواقع اليمن الاستراتيجية ويسخِّر في سبيل ذلك كل إمكاناته سياسياً وعسكرياً.
وفيما يخص كشف المشاركة العسكرية الإسرائيلية الفعلية في الحرب على اليمن، فقد اعترف متحدث جيش الكيان ضمنياً في تصريحه لموقع “إيلاف” الإسرائيلي، بأن جيشه ينفذ عمليات سرية وصفها بـ”النوعية” في منطقة الشرق الأوسط، والحرب في اليمن هي أبرز ما يدور في المنطقة من حرب ظالمة تُستخدم فيها أحدث الأسلحة والتقنيات الحربية، أما الجانب السياسي الموازي لتلك المشاركة العسكرية الواضحة فهو الدفع بإعلان عدد من الدول المشاركة في التحالف، وفي مُقَدَّمِها الإمارات، التطبيع الشامل مع كيان الاحتلال، وهي جملة من المعطيات التي تفسر وتكشف أن الحرب على اليمن من أساسها قامت بناءً على مخططات وأهداف إسرائيلية، تخوضها مع تل أبيب جنباً إلى جنب الرياض وأبو ظبي وبقية دول التحالف التي سارعت غالبيتها إلى إعلان التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي عدّه مراقبون كشفاً فاضحاً لأنظمة تلك الدول التي جعلت نفسها وإمكاناتها عبارة عن جنود تحت قيادة إسرائيلية وأمريكية واضحة.
المصدر: تقرير منشور للكاتب في موقع “البوابة الإخبارية اليمنية”