واشنطن تتجه نحو تصعيد عسكري في اليمن (أبرز المؤشرات)
المساء برس – تقرير خاص|
في منتصف مارس 2018 اعتبر رئيس مجلس الرئاسة في صنعاء صالح الصماد والذي اغتيل بعدها بأشهر بطائرة أمريكية بدون طيار في الحديدة، اعتبر تصريحات واشنطن واجتماع مجلس الأمن وإصداره بياناً بشأن استهداف القوة الصاروخية لصنعاء العاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي، بأنه يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على تصعيد عسكري في اليمن وقد حدث ذلك بالفعل حيث شهدت الحديدة أكبر تصعيد عسكري منذ بداية الحرب بدعم أمريكي مباشر من البحر الأحمر.
وشهد اكتوبر الماضي عدة عمليات هجومية بسلاح الجو المسير اليمني الصنع والصواريخ الباليستية محلية الصنع أيضاً على أهداف عسكرية وحيوية سعودية وأهداف أخرى مهمة اكتفت صنعاء بتسميتها أهدافاً حساسة، وكان اللافت في تلك الضربات أن الولايات المتحدة الأمريكية حذرت رعاياها في السعودية بشكل كبير من تعرضهم للخطر بسبب احتمال قوع هجمات على السعودية، ثم بعد ذلك أعلنت واشنطن أن الهجمات الأخيرة على السعودية من قبل الحوثيين تهدد المدنيين هناك بما فيهم الأمريكيين، داعية صنعاء إلى وقف التصعيد العسكري والاتجاه نحو الحل مع المبعوث الأممي.
وبمثل ما اعتبر الصماد تصريحات الأمريكيين بعد الهجوم الصاروخي على الرياض في مارس 2018 بأنه يشير إلى توجه أمريكي نحو التصعيد، اعتبرت مصادر سياسية مقربة من صانعي القرار في صنعاء التصريحات الأمريكية الأخيرة وتهويل الموقف والتصريح علناً بأن الأمريكيين المتواجدين في السعودية قد يتعرضون للخطر بسبب الهجمات من اليمن بأنه يشير إلى توج أمريكي نحو التصعيد العسكري ولهذا التصعيد أكثر من مؤشر يمكن تناولها وإبرازها كالآتي:
أولاً: أن التحركات التي أجراها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بشأن الإعلان المشترك جاءت قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتحديداً في ذروة الحملة الدعائية للمرشحين دونالد ترامب وجو بايدن، الأمر الذي يكشف أن تحركات غريفيث والتي صاحبها تصريحات من السفراء وخاصة الأمريكي والبريطاني بشأن ضرورة انخراط طرفي الصراع (صنعاء وحكومة المنفى) مع الإعلان المشترك والقبول به، كانت تلك التحركات بمثابة دعاية انتخابية للرئيس الأمريكي ترامب حتى تأتي الانتخابات وقد تحسنت صورته قليلاً بشأن اليمن ليس أمام الشعب الأمريكي بل أمام خصومه الديمقراطيين الذين قد يستغلون قضية الحرب على اليمن ومشاركة أمريكا كنقطة ضعف لمهاجمة ترامب وإضعافه.
ثانياً: تصريح عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي روخانا كورد في 28 اكتوبر الماضي، والذي كشف أن إدارة ترامب تعتزم التصعيد في اليمن.
وقال روخانا في تغريدة على حسابه بتويتر إن “بعد 5 سنوات من الحرب التي تقودها السعودية في اليمن باستخدام القنابل المصنوعة في الولايات المتحدة على المدارس والمستشفيات.. تهدد إدارة ترامب بمزيد من التصعيد في اليمن”، وطالب عضو الكونجرس بلاده بأن عليها التزام أخلاقي بإعادة المساعدات المنقذة للمياه، في إشارة إلى المساعدات التي قطعتها إدارة ترامب عن المنظمات الدولية التي تقدم مساعداتها في مناطق سلطة صنعاء.
ثالثاً: ما كشفه موقع جلوبال العبري من أن بعض دول الخليج أبدت اهتماماً مبدئياً بشراء أنظمة دفاع صاروخي الكترونية من نظام العدو الإسرائيلي فضلاً عن معدات عسكرية فعلية لحماية المنشآت النفطية من الهجمات الصاروخية.
وحسب الموقع الإسرائيلي الذي نقل عن مصدر مطلع فإن الاتصالات ما زالت في مرحلة أولية مضيفاً بالقول: “اهتمام دول الخليج بالأنظمة الدفاعية التابعة لكيان الاحتلال يأتي لتغطية عجز منظوماتها الدفاعية عن اعتراض الصواريخ الباليستية المجنحة والطائرات بدون طيار”.
رابعاً: ليس ببعيد عنا كلمة المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن كيلي كرافت والتي قالت حرفياً إن السلام في اليمن والمنطقة لن يتم إلا إذا أقيمت علاقات سلام مع إسرائيل.
خامساً: لعلم حكومة هادي المنفية أن تصريحات السفير البريطاني لدى اليمن هي فقط لمجاراة موجة تحركات غريفيث التي تصب فقط لمصلحة الانتخابات الأمريكية والتي عا فيها ما تسمى “الشرعية” إلى العمل مع المبعوث الأممي غريفيث والمضي في الاتفاق ومناقشة الإعلان المشترك، ولعلم حكومة هادي أن هذه الدعوة مجرد إسقاط واجب من قبل بريطانيا تجاه الرئيس ترامب حاولت الحكومة المنفية استعراض عضلات أمام اليمنيين لإيهام مؤيديها بأنها تحافظ على السيادة وأنها لا تقبل الوصاية حيث اعتبر وزير خارجية هادي، محمد الحضرمي تصريحات السفير البريطاني بأنها تدخل في الشؤون اليمنية، الأمر الذي أدى إلى سخرية الناشطين من الحكومة المنفية الخاضعة للإقامة شبه الجبرية في الرياض.
سادساً: وهو الأهم والأخير وهو الحديث الأمريكي عن احتمال تصنيف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجماعة أنصار الله في اليمن كجماعة إرهابية وهو ما يراه مراقبون بأنه قد لا يغير من وضع الحرب في شيء كون واشنطن تفرض عقوبات على قيادات في جماعة أنصار الله منذ بداية الحرب كما أنها تشارك بشكل فعلي في العمليات العسكرية الجوية للتحالف التي تستهدف اليمن، حسب اعترافات قيادات سلطة هادي ومنهم مدير التوجيه المعنوي السابق بقوات هادي، محسن خصروف على قناة بلقيس بأن الغارات الجوية للتحالف لا تتم إلا بموافقة غرفة عمليات يديرها ضباط أمريكيون.