إعادة اليمن للحضن “العرسرائيلي” (تقرير)
تقرير خاص – المساء برس|
منذ بداية الحرب على اليمن رفعت دول التحالف من واشنطن شعار “إعادة اليمن للحضن العربي” كمبرر أمام المجتمع العربي والإسلامي لشنه هذه الحرب على اليمن والتي ارتكب فيها التحالف جرائم حرب باعتراف الأمم المتحدة.
ومنذ اليوم الأول للحرب أعلنت جماعة أنصار الله “الحوثيين” وحلفائهم تورط إسرائيل بشكل رئيسي في هذه الحرب، أما مسألة الدور الأمريكي فكانت واضحة ومعروفة منذ البداية إذ يكفي أن يتم الإعلان لأول مرة عن هذه الحرب من العاصمة الأمريكية واشنطن على لسان السفير السعودي لدى واشنطن آنذاك، عادل الجبير، في حين كان يمكن أن يتم الإعلان من الرياض وعلى لسان أي قائد عسكري سعودي أو أي مسؤول بالخارجية السعودية، غير أن اختيار أن يكون الإعلان عن الحرب من واشنطن وعلى لسان سفير السعودية هناك كان متعمداً ومقصوداً وهدفه الأساسي هو أن السعودية أرادت أن تقول للعالم إن الحرب هذه التي تقودها على اليمن حصلت على الضوء الأخضر من أمريكا وتقف خلفها واشنطن وذلك كي لا تتجرأ أي دولة سواء في الإقليم أو العالم على الاعتراض على هذه الحرب، ولذلك وجدنا أن القمة العربية التي عقدت بعد أيام قليلة جداً من إعلان الحرب في واشنطن خرجت بإجماع كل الدول العربية تقريباً على عدم معارضة هذه الحرب لأن الاعتراض على ذلك يعني الاعتراض على أمريكا وليس على السعودية.
بالنسبة لإسرائيل فإن خطابات وبيانات صنعاء الرسمية فإن خطابات وبيانات صنعاء الرسمية لم تخلُ يوماً من الإشارة إلى أن الحرب على اليمن هدفها خدمة إسرائيل في المنطقة، وحين توسعت الحرب ووصلت إلى الساحل الغربي دخلت إسرائيل على الخط بشكل مباشر وغير معلن، وحينها حذر زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي من أن لإسرائيل دور في معارك الساحل الغربي، رغم ذلك كان معظم فئات الشعب اليمني في مناطق سيطرة التحالف يعتبرون حديث الحوثيين واتهاماتهم لإسرائيل أنها من قبيل المبالغة والدعاية الإعلامية، ليتبين اليوم وبعد خمس سنوات ونصف من الحرب على اليمن أن شعار التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الذي رفعه منذ بداية الحرب “إعادة اليمن إلى الحضن العربي” كان شعاراً زائفاً وأن الحضن الذي تريد دول التحالف إعادة اليمن إليه هو الحضن الإسرائيلي.
وإذا لاحضنا اليوم طبيعة الحرب على اليمن والأطراف المشاركة فيها نجد أن ثلاث دول مشاركة بشكل رئيسي في الحرب على اليمن أعلنت تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، هي “الإمارات والبحرين والسودان” مع الوضع في الاعتبار أن السعودية تقيم علاقات مع إسرائيل سرياً ولم تجرؤ حتى اللحظة على الإعلان رسمياً عن علاقتها مع الكيان الصهيوني علماً أن قنوات إسرائيلية أعلنت قبل عدة أيام نقلاً عن مصدر مسؤول في إسرائيل أن وفداً إسرائيلياً موجود في تلك الأثناء في الرياض الأمر الذي يعني أن أول دولة تحارب في اليمن ستكون قريباً رابع دولة تعترف وتقيم علاقة علنية ورسمية مع إسرائيل.
ولعل ذلك ما يستتبع بالضرورة إدراك اليمنيين في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن أن وقوفهم وتأييدهم للتحالف السعودي في الحرب ضد اليمن هو وقوف إلى جانب إسرائيل بشكل واضح وصريح وأن المؤيدين حتى الآن لحكومة هادي وإعادة ما تسمى “الشرعية” أصبح من الضرورة عليهم أن يعيدوا النظر في موقفهم ذلك قبل فوات الأوان إذ لن يسمح التحالف بعودة حكومة الفنادق إلا بعد أن تصبح خاتماً في إصبع إسرائيل.
ولعل أكبر دليل على ذلك هو ما قالته مندوبة أمريكا في مجلس الأمن الثلاثاء قبل الماضي كيلي كرافت والتي قالت بالحرف الواحد أن إقامة العلاقات مع إسرائيل هي نواة السلام في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وإيران وأنه لا سلام في اليمن والمنطقة إلا باعتماد خيار إقامة علاقات صداقة وتحالف مع إسرائيل.