الجزر والسواحل اليمنية.. أحد أهداف التطبيع الإماراتي مع إسرائيل
إبراهيم القانص – وما يسطرون – المساء برس|
لا وجود للقضية الفلسطينية أساساً في الوعي الجمعي الإماراتي، ولا مشكلة لدى مسئولي أبو ظبي ونخبها كافة في أن تذهب فلسطين كلها لإسرائيل،
بل إن حكام الإمارات يعملون على ذلك ضمن علاقتهم التخادمية مع إسرائيل، والتي توجت بإعلان التطبيع مع الكيان الغاصب رسمياً، بعد سنوات طويلة من العمل سراً في مسار واحد، وحسب صحيفة إسرائيل اليوم فقد زار رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو أبو ظبي مرتين سراً خلال العامين الماضيين، لكنه الآن لن يحتاج إلى تلك السرية خصوصاً بعد أن يزور ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، تل أبيب خلال الأيام المقبلة، بموجب دعوة رسمية بعد إعلان التطبيع الشامل، حسب تصريحات الإسرائيليين.
حاول محمد بن زايد الاستخفاف بعقول العرب والإماراتيين بكذبة كبيرة برر من خلالها اتفاق التطبيع الشامل مع إسرائيل مدعياً أنه تم من أجل وقف الاحتلال ضم أراضي الضفة الغربية، لكن نتنياهو نفى بشكل قاطع تراجعه عن ضم أراضي الفلسطينيين في الضفة، وصرح لوسائل الإعلام عقب إعلان الاتفاق أنه لا يوجد أي تغيير في خطة الضم، ولم يكن بن زايد بحاجة إلى تسويق تلك الكذبة فالكل يعلم مسبقاً أنه موظف مخلص لدى الكيان الإسرائيلي من خلال الأنشطة التخريبية الاحتلالية التي تنفذها الإمارات في عدد من البلدان العربية مثل اليمن وليبيا وسوريا، وهي في مجملها مخططات أمريكية إسرائيلية تنفذها الإمارات بالنيابة حسب ما حددته لها إسرائيل.
ويرى مراقبون أن ما كانت تسوقه أمريكا وإسرائيل من مشاريع ومخططات باسم السلام مثل الشرق الأوسط الكبير والجديد وغيرها من العناوين لم تكن سوى مقدمات لتنفيذ المشروع الإسرائيلي الكبير وهو أن تكون دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، معتبرين إعلان أبو ظبي التطبيع مع تل أبيب خطوة جيدة من جانب سقوط الأقنعة عن الأنظمة العربية التي ظلت تزايد باسم العروبة والقضية الفلسطينية، ليعرف الفلسطينيون العرب جميعاً من هم عملاء وأدوات إسرائيل في المنطقة، وما يقدمونه من خدمات في طريق تحقيق الهدف الإسرائيلي الأهم وهو الحكم من النيل إلى الفرات، وها هي الإمارات تُخرِج ولاءها من السر إلى العلن لتقدم خدماتها لكيان الاحتلال على مرأى ومسمع الجميع.
أما ما يثير الشفقة فهو احتفاء حكام الإمارات باتفاق التطبيع مع إسرائيل، فقد خرج محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، بتصريح احتفائي مفاده أن التاريخ يصنعه الرجال والسلام يصنعه الشجعان، وإذا ما تأمل المتأمل في الجزء الأول من تصريح حاكم دبي فأي تاريخ صنعه محمد بن زايد بتوقيعه اتفاق تطبيع شامل الكيان الإسرائيلي سوى تاريخ العار والخزي، وهي من وجهة نظر مراقبين حالة مرضية ملازمة لحكام الإمارات الساعين دوماً للحصول على تاريخ وحضارة لم تكن من نصيب بلادهم حديثة النشأة، أما السلام الذي تحدث عنه بن مكتوم فكيف يصنعون سلاماً وهم في وئام دائم مع إسرائيل، ولم يخوضوا مع كيان الاحتلال أي حرب سواء عسكرية أو سياسية أو اقتصادية، وهو سلام دائم يعيشونه مع إسرائيل فقط أخرجوه من السر إلى العلن.
كانت الإمارات أكثر جرأة خلال الفترة الأخيرة في جهودها لتقديم خدمات لإسرائيل في اليمن، حيث أدخلت ضباطاً إسرائيليين وأمريكيين إلى الساحل الغربي والتقوا مع القيادات العسكرية الموالية لأبو ظبي منهم طارق عفاش، قائد ما تسمى قوات حراس الجمهورية الممولة إماراتياً، لمناقشة بناء قواعد عسكرية إسرائيلية في عدد من الجزر اليمنية منها حنيش وميون، أما سقطرى التي احتلتها الإمارات فقد اعترفت صحف إسرائيلية أن لدى تل أبيب قوات في تلك الجزيرة أدخلتها الإمارات، وكل ذلك يتم سعياً للسيطرة الكاملة على مضيق باب المندب.
ضرب محمد بن زائد، ولي عهد أبو ظبي، بكل المواثيق والمبادئ العربية عرض الحائط بخيانته العلنية لقضية العرب الرئيسة والمحورية، قضية فلسطين، بإعلانه التطبيع الرسمي مع الكيان الإسرائيلي المحتل، حتى قانون بلاده الإمارات يقضي بتجريم التطبيع مع إسرائيل وإدانة من تثبت علاقته مع الكيان المحتل بالخيانة ومعاقبته بالسجن من ست إلى عشر سنوات، لكن الرجل انسلخ من كل القيم وانقلب على القوانين والمواثيق، ومن يدري فقد يحاكم بن زايد يوماً بقانون بلاده، إذا لم يكن قد غيره وأطاح به، لكن قانوناً آخر سيؤدبه وفي الوقت المناسب.
المصدر: مقال تحليلي منشور للكاتب في موقع “البوابة الإخبارية اليمنية”