لوموند: معادلة جنوب اليمن تضع السعودية في مأزق وخروجها من المستنقع بشكل مشرف يتعقد أكثر
ترجمات خاصة – المساء برس|
اعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن خروج السعودية من المستنقع اليمني بشكل مشرف بات مهمة مستحيلة خصوصاً في ظل توسع الصراعات التي تحدث في اليمن والتي توسع بشكل كبير في المحافظات الجنوبية بالإضافة إلى غرقها في الشمال اليمني وهزيمتها المدوية أمام الحوثيين.
وقالت الصحيفة الفرنسية في تقرير أخير لها، ترجمه “المساء برس”، بعنوان “معادلة جنوب اليمن تضع السعودية في مأزق”، إن مساعي السعودية للخروج من المستنقع اليمني بشكل مشرف، تبدو مهمة شبه مستحيلة، في ظل النزاعات التي لا تحصى وخطوط المواجهة السياسية والعسكرية التي تواجهها من الجنوب إلى الشمال.
وأضافت الصحيفة “تريد السعودية أن تخرج نفسها من صراع اليمن، ولكن، من الشمال إلى الجنوب، هناك عدد لا يحصى من الصراعات وخطوط المواجهة السياسية والعسكرية التي تجعل هذه المهمة شبه مستحيلة في بلد لا يزال مجزأ بعد خمس سنوات من الحرب”، لافتة إلى أن عدم قدرتها على التوصل إلى هدنة مع المجلس الانتقالي جنوب اليمن يجعلها عاجزة عن تخليص نفسها من الحرب مع الحوثيين.
وأضاف التقرير إن قرارات المجلس الانتقالي الجنوبي الأخيرة بشأن الإدارة الذاتية لم تغير من الوضع شيئاً، كاشفاً إن “الانتقالي رغم أن ميزان القوى في الجنوب لصالحهم إلا أنهم فشلوا في السيطرة على المؤسسات الرئيسية”.
ونقلت الصحيفة عن “ثانوس بيتوريس” المتخصص في جنوب اليمن والباحث في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن: إن “إعلان الجنوبيين هو قبل كل شيء رمزي، ويهدف إلى تذكير السعوديين بأنهم لا يستطيعون إدارة الجنوب دون مراعاة مصالح الانتقالي وإجبار هادي على تقديم تنازلات”.
وأضاف التقرير إن السعودية ورثت الوضع المعقد في الجنوب اليمني بقضاياه الشائكة بعد مغادرة الإمارات، مضيفاً “ولا يبدو أنها قادرة على الاستفادة من ثقلها السياسي لحلها، فقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، وكان بإمكان مضيفيهم استخدام نفوذهم لثني هذا الكيان عن إصدار قرار الإدارة الذاتية، لكن من الواضح أنهم امتنعوا عن ذلك، تاركين هذه الأزمة الجديدة في الأراضي اليمنية للرياض”.
كما نقل التقرير عن إيلانا ديلوزيير، المختصة بالشأن اليمني في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قولها إن “إعلان تقرير المصير ضربة قوية، كان الأمل هو دفع المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي للتوصل إلى اتفاق، ومن ثم جلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات، لقد فشلت الرياض في الحالتين”.