لماذا لا يريد ياسر العواضي تفجير الموقف عسكرياً ضد قوات صنعاء؟
صنعاء – البيضاء – المساء برس|
أفادت مصادر موثوقة أن مشكلة البيضاء أوشكت على الانتهاء بعد أن توصلت الوساطة إلى إقناع أبناء منطقة “أصبح” بالقبول بإحالة المتورطين بمقتل “جهاد الاصبحي” إلى التحقيق، وعلى رأسهم قائد الحملة الأمنية التي خرجت للقبض على أحد المنتمين لتنظيم القاعدة، لكن المصادر أكدت أن هذه المعلومات لا تزال غير مؤكدة حتى اللحظة.
وأضافت المصادر إن الحملة التي يقودها ياسر العواضي ضد قوات صنعاء لن تصل إلى مرحلة المواجهات المسلحة “على الإطلاق” حسب وصفها، مشيرة إلى أن هناك عدة أسباب تدفع العواضي إلى عدم الاستجابة للتحالف السعودي الذي يسعى لتفجير الوضع عسكرياً في البيضاء بقصد فتح جبهة جديدة ضد الحوثيين.
وقالت المصادر لـ”المساء برس” إن العواضي يدرك جيداً أن قيادات الشرعية العسكرية والسياسية معظمها ينتمي للإصلاح وهذا ما يجعل من إمكانية السماح للعواضي بالظهور وإظافة رقم جديد إلى قوات الشرعية مستحيلاً بسبب الخلاف والصراع بين العواضي بحكم انتمائه لحزب المؤتمر وحزب الإصلاح الذي لا يريد منافسين إضافيين له لمزاحمته في الشرعية، كما أن العواضي يدرك جيداً أن الدعوات التي يطلقها قادة الشرعية للعواضي لتفجير الوضع عسكرياً قد يكون هدفه توريطه في مواجهات غير متكافئة تنتهي به إلى إحراق كرته نهائياً بما في ذلك إحراقه على الساحة السياسية مستقبلاً.
بالإضافة إلى ذلك فإن العواضي – حسب المصادر – سيفقد شعبيته بين القبائل في البيضاء إذا استجاب للتحالف السعودي وفجر الوضع عسكرياً ضد الحوثيين وسيكون بنظرهم السبب في تحويل محافظتهم إلى بؤرة صراع كما هو الحال في مأرب والضالع والساحل الغربي.
ومن ناحية أخرى فإن العواضي يدرك جيداً أن الأفضل له التوصل إلى اتفاق مع سلطة صنعاء – حتى وإن كان ذلك سيصب في مصلحة الأخيرة التي لا تريد أن تفتح جبهة جديدة لها في هذه المحافظة – وذلك من خلال بروز اسم العواضي بين القبائل بما يحفظ له مكانته ويرفع منها ويوسعها بشكل أكبر وسيصبح العواضي رقماً صعباً وشخصية مهمة بين القبائل المنسجمة مع سلطات صنعاء، وحسب مراقبين فإن ذلك قد يتيح للعواضي إعادة تموضعه مركزه جيداً من الناحية السياسية لدى سلطة صنعاء والذي من المحتمل أن يصبح عنصراً قبلياً أو عسكرياً بارزاً ويحظى بمكانة مرموقة لدى صانعي القرار بصنعاء.
كما يدرك العواضي إن التحالف لن يكون جاداً في دعمه له في حال تفجير الوضع عسكرياً ضد الحوثيين، وذلك بالنظر إلى طبيعة المخاوف التي يبديها التحالف من تفجير الوضع عسكرياً في البيضاء في هذا التوقيت تحديداً، وذلك لكون الوضع العسكري للحوثيين أقوى وأفضل من الطرف الآخر وهو ما سينعكس سلباً على التحالف الذي لا يزال يحتفظ بشخصيات وعناصر في البيضاء لم يستخدمها بعد، وبعبارة أخرى فإن التحالف يخشى من أن يستطيع الحوثي إخماد المواجهات العسكرية بشكل سريع لصالحه فيكون بذلك – أي الحوثي – قد أنهى الأزمة من ناحية، وكشف عن الأسماء والشخصيات التي ستعلن وقوفها مع التحالف ممن لاتزال متواجدة في مناطق سيطرته بالبيضاء من ناحية ثانية وهذا ما لا يريده التحالف ولا يريده الإصلاح تحديداً الذي ينتمي إليه معظم هذه الشخصيات التي قد تؤيد وتقف مع التحالف.
وهناك احتمال ضعيف نسبياً – من وجهة نظر المراقبين – وهو أن يقبل العواضي بأن يكون تابعاً للتحالف بشكل مباشر وبالأخص تابعاً للإمارات تحديداً، وهذا يعني ظهور قوة جديدة خارج سيطرة الشرعية والإصلاح كما حدث في الساحل الغربي مع طارق صالح والجنوب مع الانتقالي، لكن هذا الوضع سيجعل من العواضي في حالة صراع دائم مع الإصلاح الذي يسيطر على الجبهات المحيطة بالبيضاء والذي لن يسمح له بالبقاء او الاستمرار في دوره الذي سيأتي على حساب نفوذ الإصلاح في البيضاء، والأكثر من ذلك أن العواضي لن يحظى بقبول وقيادة القبائل التي لا تزال حتى اللحظة رافضة مبدأ المواجهات العسكرية مع الحوثيين وتفجير جبهة جديدة تنتهي إلى أن تتحول البيضاء إلى “تعز أخرى”.