الحوثيون على أبواب مأرب والسعودية تمدهم بالأسلحة
-
إبراهيم القانص – وما يسطرون – المساء برس|
كان التحالف السعودي الإماراتي يعول على محافظة الجوف اليمنية، الاستراتيجية من حيث الموقع والثروات النفطية،
باعتبارها بوابة يتم التوجه عبرها إلى صنعاء وصعدة ، حيث كانت بالنسبة للتحالف الحصن المنيع والمعزز لكل الجبهات، ولذلك حشدوا إلى تلك المحافظة عتاداً عسكرياً مهولاً من حيث الكميات الكبيرة من الأسلحة الحديثة والمتطورة بدءاً بالخفيفة وانتهاء بالثقيلة.
لم يستمتع التحالف بحلمه في محافظة الجوف طويلاً، وظل يبني طوال أربع سنوات فرضيات لتحويل ذلك الحلم إلى حقيقة وواقع، لكن أتباعه لم يستيقظوا إلا ومقاتلو صنعاء فوق متارسهم ومواقعهم الحصينة بعد نسفها وإحراق مدرعاتهم ودباباتهم الحديثة بتلك الأسلحة المتواضعة التي كانت أكثر دقة وفاعلية من كل ذلك العتاد الحديث والمهول، بالإضافة إلى مساندة طيران التحالف لهم بأكثر من 250 غارة، لكن كل ذلك يصمد أمام بنادق مقاتلي قوات صنعاء.
محافظة الجوف اليمنية تعد مفتاحاً وعمقاً استراتيجياً لعدد من المحافظات، إلا أن التحالف خسر كل رهاناته هناك، ولم يعد يروج إلا لانتصارات وهمية عبر وسائل إعلامه للتضليل على البسطاء، ولم يعد أتباعه يتفاخرون سوى بسيطرتهم على أجزاء من تلك الصحراء الكبيرة، وهو ما أثار السخرية لدى كثيرين حتى من أنصارهم والموالين لهم، إذ لا جدوى من سيطرتهم على تلك الصحارى ولا تشكل رقماً مهماً مقابل سيطرة قوات صنعاء الكاملة على مراكز المحافظة ومواقعها الاستراتيجية، وحتى تلك المناطق من الصحراء لن تتركها قوات صنعاء وحتماً ستذوب بقايا قوات التحالف في لهيب تلك الرمال بمجرد توجه قوات صنعاء إليهم.
ويرى مراقبون أن اللافت في تقدم قوات صنعاء وإسقاطها كل تلك الجبهات ابتداءً من نهم؛ هو حجم وكميات الأسلحة والعتاد العسكري بشتى أنواعه الذي تغتنمه تلك القوات، وبحسب المشاهد التي يبثها الإعلام الحربي التابع للحوثيين فإن ما يحرقه ويدمره مقاتلوهم قليل جداً مقابل ما يقع في أيديهم من غنائم قوامها مخازن بأكملها من الأسلحة والذخائر، مما يتركه مجندو التحالف الذين يفرون تحت نيران بنادق مقاتلي الحوثيين وأسلحتهم المتواضعة قياساً بما يمتلكه الطرف الآخر، بمعنى أن السعودية تنفق أموالاً طائلة على صفقات الأسلحة وتأتي بها إلى أتباعها في اليمن لتقع بعد ذلك وبتحول دراماتيكي مدهش لسير المعارك ومعادلاتها وموازينها بيد مقاتلي قوات صنعاء، وفي الوقت نفسه تستمر الآلة الإعلامية التابعة للتحالف بتوجيه الاتهامات لإيران بتسليح الحوثيين، رغم حصارهم المطبق ومراقبتهم لكل شاردة وواردة إلى اليمن، وتلك الاتهامات –بنظر مراقبين-ليست سوى محاولات بائسة لتغطية عجز وفشل القوات التابعة للتحالف في مواجهة الحوثيين رغم الفروقات الهائلة في إمكانات الطرفين، لكن ما وقع ويقع في أيدي قوات صنعاء من الأسلحة السعودية منذ عمليات نهم والجوف والآن على مشارف مارب؛ ربما يكفيهم للقتال لسنوات، إضافة إلى مقدرتهم الهائلة في تطوير ما بحوزتهم من الأسلحة خصوصاً سلاح الجو المسير، حسب ما تثبته تباعاً الوقائع الميدانية في أرض المعارك.
ميدانياً وبعد سيطرة قوات صنعاء الكاملة على محافظة الجوف أصبحت خمس محافظات تعد الجوف عمقها الاستراتيجي تحت السيطرة منها حجة وصعدة، لكن أهمها هي مارب التي أصبحت على مرمى قذيفة من سيطرة قوات صنعاء عليها، وحتماً ستتمكن من ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، حسب خبراء عسكريين، وتبعاً لقاعدة تاريخية تقول أن مارب والجوف محافظتان تتأثر كل منهما بما يحدث في الأخرى، وهو الأمر الذي دفع بالتحالف والمشائخ الموالين له للاستعانة بالمبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لوقف قوات صنعاء عن التقدم لإسقاط مارب بحجج وعناوين إنسانية، لكن تلك المساعي باءت بالخيبة، ولم يعد يفصل قوات صنعاء عن مارب سوى فاصل زمني قصير ربما اقتضته الضرورة العسكرية التكتيكية التي تعد سبباً مهماً من أسباب النصر.
-
المصدر: مقال نشره موقع “البوابة الإخبارية اليمنية” للكاتب ابراهيم القانص