بعد أنباء عن نوايا إسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين.. ماذا ستفعل صنعاء؟؟
متابعات-المساء برس| حرب التحذيرات بين صنعاء وتل أبيب يبدوا أنها دخلت مرحلة متقدمة لا سيما بعد ردود قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي وتحذيراته لإسرائيل بعد تلقي صنعاء تهديدات مباشرة من رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وأعاد تلك التحذيرات ناطق القوات المسلحة لصنعاء العميد يحيى سريع وأخيرا وزير دفاع حكومة صنعاء محمد ناصر العاطفي الذي أكد بثقة كبيرة بأن هناك بنك أهداف إسرائيلية في مرمى القوة الصاروخية اليمنية في حال نفذت إسرائيل أي اعتداء على اليمن وسيادته.
اليوم وفي ذات السياق كشف مركز أبحاث إسرائيلي له علاقة بدوائر صنع القرار في تل أبيب بأنه من غير المستبعد أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ومواجهة واسعة مع إيران.
التقرير علل تلك التوجهات بإقدام إيران على تجاوز الاتفاق النووي والتوجه بشكل مكثف إلى تخصيب اليورانيوم رداً على العقوبات الاقتصادية الأميركية.
“مركز يروشليم للاستراتيجية والأمن”، توقع أن تواصل الإدارة الأميركية سياسة “الضغط الأقصى” عبر تكثيف العقوبات الاقتصادية الهادفة إلى المس باستقرار نظام الحكم الإيراني.
وحث التقرير الصادر عن المركز صناع القرار في تل أبيب على إعداد إسرائيل لتكون قادرة على المبادرة بشن حرب على “حزب الله” في لبنان، مشدداً على أن التقديرات بشأن مستقبل المواجهة على الجبهة الشمالية “ليست متفائلة”.
وتوقع تقرير مركز الأبحاث أن تقوم تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية ضد “الحوثيين” في اليمن , مشيرا الى أن إسرائيل تخشى أن جماعة الحوثيين تخطط في هذه الأثناء لشن هجوم مفاجئ عليها باستخدام صواريخ ذات دقة إصابة عالية.
فيما يخص أي ضربة عسكرية على اليمن، فقد سبق لنتنياهو أن أخبر وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين أن الحوثيين يفكرون في ضربهم بصواريخ عالية الدقة يمكن أن تمس الهدف بقدرة تتراوح بين 5-10 أمتار فقط .
محللون رأوا أن إسرائيل جادة في تهديداتها غير أنهم ذهبوا إلى أن هذه التهديدات في هذا التوقيت هي للتغطية على الفشل في تنفيذ الاستحقاقات الداخلية والأزمات التي تواجه حكومة نتنياهو والجيش الإسرائيلي الذي لم تقر ميزانيته ولا خطته السنوية بما في ذلك برنامج شراء الأسلحة الحديثة وتعزيزات القبة الحديدية، وستستمر مثل هذه التغطية بالتهديدات إلى ما بعد انتخابات الكنيست المزمع إجراؤها في مارس 2020م، وحتى يتم تشكيل حكومة في مايو من نفس العام بما يعني أن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزا الآن لخوض معركة بهذا الحجم مع العديد من الجبهات القوية لا سيما إيران، التي لم يختبرها الجيش الإسرائيلي نهائيا وفشل في مواجهة قوات حزب الله اللبناني والتي تعتبر فيلقا واحدا من فيالق الجيش الإيراني، وقواته البرية والبحرية والصاروخية والجوية.
كما أن صنعاء وهي المحصورة في الزاوية منذ سنوات لم يعد لديها ما تخسره وقد توجه ضربات موجعة لإسرائيل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر فيما لو تعرضت في هذا التوقيت لاي ضربة، لا سيما وأن صنعاء تقاتل منذ سنوات تحالفا تقوده السعودية بذات السلاح الذي تملكه إسرائيل ولم تتمكن من تحقيق انتصار يوازي الفارق المهول بين الجيش السعودي وقوات الحوثيين، بل إن صنعاء وكما يبدوا أرغمت السعودية على الجنوح والتفاوض المباشر بعد تلقيها ضربات يتعبرها الحوثيون حتى الآن تحذيرية.
وبذلك لن تورط إسرائيل نفسها لمعركة بهذا الحجم في هذه المرحلة، وعلى المدى القصير حتى تنتهي الأزمة الداخلية الإسرائيلية، وهذا قد يتم خلال الستة الاشهر الأولى من 2020م، وبالتالي فإن توقع مركز الأبحاث الإسرائيلي قد يكون صائبا بأن توجه إسرائيل ضربة لليمن وإيران وحزب الله ولكن يتوقع أن تكون تلك الضربة مع بدايات يونيو 2020 م وما بعده.
كما أكد المحللون أن صنعاء وطهران والضاحية الجنوبية وحتى سوريا مستعدة لأي تهور إسرائيلي منذ مدة ولن يفاجأها الأمر فيما لو حدث حتى غدا. وفقا لتصريحات القادة العسكريين والسياسيين في هذه البلدان حيث أكدوا في أكثر من مناسبة الجاهزية لكل الاحتمالات.