أبرز أحداث العام 2019 في اليمن.. “تقرير خاص” بالتغيرات السياسية والعسكرية وموازين القوة

    خاص – المساء برس| إعداد: يحيى محمد|

ليست مبالغة إن قلنا إن العام 2019 كان العام الذي مثل فيه اليمن بؤرة تغيير موازين القوى في المنطقة والإقليم، والسبب في ذلك هو ما تسببت به قوات صنعاء بفعل القفزة في الصناعات العسكرية والحربية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة (كروز) ومؤخراً منظومة الدفاع الجوي الخاصة بتحييد المروحيات وطائرات الدرون الغربية المتطورة، وما أحدثته القدرات العسكرية اليمنية من تغيير في موازين القوة في المنطقة بفعل الضربات التي استهدفت بها صنعاء خصومها الإقليميين، وما كشفته من قدرات عسكرية على المستويات (البحرية والجوية والبرية).

كما مثل العام 2019 عام جدل دولي بسبب تضارب أجندات التحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن والذي تمثل في القتال المحتدم بين حلفاء الطرفين (الانتقالي والشرعية) الأمر الذي أتى ليؤكد أن تحذيرات جماعة أنصار الله “الحوثيين” بشأن المشروع والهدف الحقيقي من الحرب على اليمن المستمرة لخمسة أعوام حتى الآن لم تكن لمجرد المزايدة الإعلامية أو لتبرير موقفها من مواجهة المشروع الذي خطط له الإقليم منذ السنوات الأخيرة التي سبقت الحرب على اليمن.

في هذا التقرير يسرد “المساء برس” كيف تحول اليمن في العام 2019 إلى محور الحدث الأبرز على مستوى العالم وكيف غيرت القدرات اليمنية العسكرية والسياسية موازين القوى في المنطقة.

على المستوى السياسي والتفاوضي

امتداد مفاوضات استوكهولم بين طرفي صنعاء والتحالف السعودي حيث استمرت المشاورات وجلسات اجتماعات لجان التنسيق لكل طرف برعاية أممية على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة في المياه الإقليمية اليمنية قبالة الحديدة، وقد امتدت هذه الجلسات والمشاورات حتى هذه الأثناء وكانت تجتمع بشكل متقطع حتى تم الاتفاق على نقاط مراقبة مشتركة بين قوات الطرفين تم تنفيذها ووضعها في محيط مدينة الحديدة برعاية من الأمم المتحدة وفريقها المراقب لعملية إعادة الانتشار.

سياسياً ودبلوماسي تمكنت صنعاء من تحقيق اختراقاً كبيراً في جدار العزلة الدولية التي فرضتها دول التحالف على اليمن، حيث اعترفت إيران بسلطة صنعاء وقبلت بتعيين سفير لليمن لدى طهران يتبع سلطات صنعاء.
أما بالنسبة لسلطة الشرعية المنفية خارج اليمن فقد قال تقرير لجنة العقوبات الأممية التابعة لمجلس الأمن في تقريرها السنوي إن عودة الشرعية لليمن واستعادة سيطرتها على المناطق اليمنية أصبح مستحيلاً خاصة مع استمرار تآكل هذه الحكومة وفقدان سيطرتها على مناطق لا يوجد فيها الحوثيون.

وفي نوفمبر هذا العام كان اتفاق الرياض الذي جرى بين السعودية والإمارات واحداً من أبرز الأحداث، حيث جرى بموجب الاتفاق إعاد توزيع النفوذ بين البلدين جنوب اليمن، وقد وقع على الاتفاق طرفي الشرعية والانتقالي، كما مكن الاتفاق التحالف السعودي من الإشراف الكامل على المحافظات الجنوبية “المحررة” الخاضعة لسيطرة التحالف وتميكن الرياض من القرار السيادي للبلاد هناك بما في ذلك قرارات قيادة الشرعية، وعلى مستوى طرفي الصراع (الشرعية والانتقالي) فقد ضمن الاتفاق للانتقالي المشاركة في سلطة الشرعية على حساب هيمنة حزب الإصلاح عليها كما تضمن الاتفاق دمج قوات الانتقالي ضمن قوات الشرعية.

صنعاء تسحب قواتها من موانئ الحديدة بمبادرة أحادية الجانب

إعلان سلطات صنعاء تنفيذها مبادرة أحادية الجانب بشأن اتفاق الحديدة تمثلت بسحب قواتها من موانئ الحديدة الثلاثة (الحديدة – الصليف – رأس عيسى) كبادرة حسن نية، وهي المبادرة التي وضعت التحالف السعودي الإماراتي في موقف محرج أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بسبب عرقلته لتنفيذ اتفاق السويد ورفضه سحب قواته من محيط مدينة الحديدة ورفع الحصار عن مدينة الدريهمي ووقف العمليات العسكرية في الحديدة.

أول عملية تبادل أسرى بين صنعاء والرياض

شهد العام 2019 أول عملية تباد للأسرى بين صنعاء والتحالف السعودي حيث كانت صنعاء هي المبادرة لتنفيذ أول عملية إفراج عن أسرى تابعين للتحالف والشرعية، بعد أن أعلنت عن تنفيذها مبادرة أحادية الجانب تقضي بالإفراج عن 350 أسيراً بينهم جنسيات غير يمنية كبادرة حسن نية بعد أن توصلت جهود المفاوضات في استوكهولم نهاية 2018 والتي امتدت حتى مطلع هذا العام إلى طريق مسدود بسبب عدم امتلاك مفاوضي طرف الشرعية للقرار بشأن الإفراج عن الأسرى بالإضافة إلى عدم قدرتهم على الوصول إلى المعتقلات التي يتواجد فيها أسرى قوات صنعاء والذين جرى تسليم معظمهم للتحالف السعودي.
بعد مبادرة صنعاء بالإفراج من جانب واحد عن 350 أسيراً تابعين للتحالف، بقيت الرياض وأبوظبي في موقف محرج آخر أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة وبعد نحو شهرين من مبادرة صنعاء أعلنت الرياض إفراجها عن 135 أسيراً من قوات صنعاء.

الشرعية تدشن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي

وفي منتصف فبراير من العام 2019 دشنت حكومة الشرعية الموالية للتحالف السعودي أول خطوات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وذلك في مؤتمر عقد في العاصمة البولندية وارسو تحت عنوان “السلام والأمن في الشرق الأوسط” الذي حضره وزير خارجية الشرعية حينها خالد اليماني وجلس إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما أثار غضب وسخط الشارع اليمني برمته.
جلوس اليماني إلى جانب نتنياهو لم يكن صدفة وذلك بالنظر إلى ماحدث أثناء الجلسة بين نتنياهو واليماني، حيث كشف مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات عن قيام اليماني بخطوة تجاه نتنياهو وصفها مساعد ترامب بأنها “خطوة تشرح القلب”.
وغرّد “غرينبلات” في صفحته على تويتر أن وزير خارجية هادي بادر بإعارة ميكرفونه لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر وارسو الدولي المنعقد في بولندا، بعد أن وجد اليماني أن ميكرفون نتنياهو لا يعمل.
مساعد ترامب “غرينبلات” كتب أيضاً في تغريدته تعليقاً ما فعله اليماني بالقول: “لحظة تشرح القلب، لم يكن ميكروفون نتنياهو يعمل فقام وزير الخارجية اليمني بإقراضه”. وأضاف أن “نتنياهو رد مازحًا بشأن التعاون الجديد بين إسرائيل واليمن.. خطوة بخطوة وقال له إنها بداية التعاون بين إسرائيل واليمن”.
أما رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي فقد نشر على حسابه بتويتر صورة له هو واليماني وعلق على الصورة بالقول “نصنع التاريخ”.

أبرز الأحداث العسكرية

  • في 10 يناير هذا العام استهدفت قوات صنعاء قاعدة العند العسكرية الجوية بمحافظة لحج جنوب اليمن، حيث كانت القاعدة تشهد عرضاً عسكرياً لقوات الشرعية تدشيناً للعام العسكري الجديد 2019، واستهدفت صنعاء بطائرة مسيرة (بدون طيار) محلية الصنع كشفت عنها قوات صنعاء في ذلك الهجوم لأول مرة وكانت طائرة (قاصف 2K) المقاتلة، حيث استهدفت الطائرة المنصة الرئيسية الخاصة بكبار القادة العسكريين الموالين للتحالف وهو ما أدى إلى مقتل نائب رئيس هيئة الأركان التابع للشرعية اللواء صالح الزنداني ورئيس الاستخبارات العسكرية للشرعية اللواء محمد صالح طماح، وعدد آخر من الضباط والجنود الموالين للتحالف.
  • عززت السعودية من قواتها العسكرية داخل محافظة المهرة شرق اليمن وسيطرت على المنافذ البرية والبحرية والجوية هناك ونشرت قواتها في مناطق استراتيجية وباتت تتحكم بالمحافظة بأكملها.
  • بموجب اتفاق الرياض عززت السعودية من قواتها العسكرية في محافظة عدن وقاعدة العند وبعض المناطق الاستراتيجية جنوب اليمن.
  • قصف خطي أنابيب شرق غرب في عفيف والدوادمي وسط المملكة السعودية بطائرات بدون طيار تابعة للقوات اليمنية.
  • قصفت قوات الجيش اليمني التابعة لحكومة صنعاء منشأة الشيبة النفطية التابعة لأرامكو السعودية بعدة طائرات مسيرة، جنوب شرق المملكة، وهي المنشأة النفطية القريبة جداً من العاصمة الإماراتية أبوظبي.
  • قصفت قوات صنعاء منشأتي أرامكو الاستراتيجيتين في بقيق وخريص شرق الرياض بعدد من الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة المصنعة محلياً، وهو ما أدى إلى المنشأتين عن الخدمة وتوقف نصف إنتاج النفط الخام والغاز السعودي.
  • أحداث أغسطس جنوب البلاد، حيث شهدت اليمن في تلك الفترة طرد التحالف السعودي الإماراتي والمسلحين الموالين لأبوظبي لبقايا مسؤولي الشرعية من عدن وتمكين المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات من السيطرة على عدن وعدة محافظات جنوبية وفي تلك الأحداث تدخل الطيران التابع للتحالف وقصف قوات الشرعية لمنعها من الدخول إلى عدن من جديد.
  • وكان العام 2019 هو أكثر الأعوام التي تشهدها جبهة الشرعية من ناحية الانشقاقات العسكرية في صفوف قواتها وعودة هذه القوات والقيادات العسكرية والسياسية والمجتمعية إلى صف صنعاء وتركيها القتال مع التحالف السعودي.
  • كشفت صنعاء عن مجموعة من الصواريخ الباليستية من بينها صاروخ مجنح أو ما يطلق عليه (كروز) أنتجته وحدة الصناعات الحربية التابعة لوزارة الدفاع بصنعاء، بالإضافة إلى مجموعة من الطائرات المسيرة محلية الصنع منها التجسسية ومنها المقاتلة كتلك التي ضربت منشآت أرامكو في أكثر من مكان داخل السعودية.
  • كما تمكنت صنعاء نهاية 2019 من صناعة منظومة دفاع جوي خاصة بتحييد الطائرات الأباتشي وطائرات الدرون بما فيها الطائرات المتطورة مثل الـ(وينج لونج) الصينية.
  • أثبتت صنعاء قدرات متطورة ومذهلة في مجال الحماية البحرية حيث تمكنت في غضون دقائق من السيطرة على ثلاث قطع بحرية إحداها تابعة للتحالف السعودي الإماراتي دخلت المياه الإقليمية اليمنية دون إذن وهو ما دفع بقوات خفر السواحل التابعة لحكومة صنعاء إلى الاستيلاء على هذه القطع البحرية وسحبها إلى رصيف ميناء الحديدة، وهو ما مثل رسالة عسكرية وجهتها صنعاء تحديداً لإسرائيل التي تضع عينها على الساحل الشرقي لجنوب البحر الأحمر.
  • وفي الربع الأخير من العام 2019 نفذت صنعاء أكبر عملية عسكرية برية ضد التحالف السعودي حيث تمكنت من إسقاط 3 ألوية بأكملها تابعة للتحالف في الجبهات الحدودية والسيطرة على قرابة الألف كيلو متر مربع وهي المناطق التي كانت قوات هادي والتحالف قد سيطرت عليها منذ بداية الحرب وحتى اكتوبر الماضي متمثلة بالجزء الشمالي الشرقي لمحافظة صعدة وتمكنت صنعاء في هذه العملية من أسر أكثر من ألفي ضابط وجندي تابعين للتحالف السعودي الإماراتي بينهم ضباط وأفراد من الجنسيتين السعودية والسودانية، فيما كان العدد الأكبر من الأسرى يمنيين من التابعين للتحالف.
  • ومؤخراً اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في تعز، والخصم اللدود لحزب الإصلاح، وحسب التحقيقات فإن القيادي في حزب الإصلاح ضياء الحق الأهدف دفع 50 مليون ريال لاغتيال الحمادي وقد نجحت العملية وأزيح الحمادي من طريق الإصلاح الذي يسعى للهيمنة على الحجرية بتعز.

  • إسرائيل على خط الحرب وأسلحة صنعاء موجهة نحو بنك أهداف عسكرية إسرائيلية لأول مرة

    إسرائيل تفصح أكثر عن دورها في الحرب على اليمن، وتروج لدخولها على خط الحرب على اليمن، على الرغم من أن المشاركة الإسرائيلية كانت طي الكتمان ولم يتبين منها سوى تسريبات نشرتها وسائل إعلامية إسرائيلية، إلا أن العام 2019 شهد ما يشبه بالدخول العلني لإسرائيل على خط الصراع في اليمن، حيث ولأول مرة تتبادل كلاً من تل أبيب وصنعاء التهديدات العلنية، وقد أعلن وزير الدفاع بحكومة صنعاء في حوار صحفي نوفمبر الماضي إن قواته رصدت بنك أهداف عسكرية استراتيجية برية وبحرية تابعة للكيان الإسرائيلي، وكشف الوزير اللواء محمد ناصر العاطفي عن أن قواته أكملت مهامها وباتت جاهزة لتنفيذ أي هجوم على بنك الأهداف العسكرية الإسرائيلية، ملمحاً إلى أن الإمكانيات التسليحية التي باتت تمتلكها صنعاء لم تعد كما كانت في السابق مؤكداً أن هذه القدرات هي من إنتاج يمني بحت وبخبرات وأيادي يمنية.
    ذلك التهديد جاء رداً على تصاعد الحديث في تل أبيب من قبل كبار المسؤولين الإسرائيليين على رأسهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو والذي قال بأن الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في اليمن تمثل تهديداً للأمن القومي الإسرائيلي وهدد بأنه سيتخذ كل الإجراءات لوقف هذا التهديد، وهو ما فُهم لدى صنعاء بأنه مقدمة لإعلان مشاركة إسرائيلية عسكرية علنية في الحرب على اليمن.

    لأول مرة منذ 42 عاماً وزارة الدفاع تصدر تقريراً عن اغتيال الحمدي وتكشف المنفذين

    صدور أول تقرير رسمي من السلطات اليمنية يكشف بالوثائق تفاصيل وملابسات وتبعات وأسباب اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي ويكشف عن المنفذين الرئيسيين لجريمة الاغتيال، حيث أصدرت دائرة التوجيه المعنوي التقرير الرسمي الأول عن ملابسات الاغتيال معززة التقرير بوثائق تم الحصول عليها بعد مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح إحدى هذه الوثائق وأهمها وُجدت في منزله السابق بحي الحصبة وسط العاصمة صنعاء.

    انتخابات برلمانية تكميلية بصنعاء

    كما شهد العام 2019 قيام سلطات صنعاء بعقد انتخابات برلمانية لشغل المقاعد الشاغرة في البرلمان بدلاً عن الأعضاء المتوفيين.

      إقرأ أيضاً عام 2018 يخرج برابح واحد على المستوى السياسي في اليمن

    https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2019/01/01/%D9%87%D9%84-%D8%B1%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85-%D8%AE%D8%B3%D8%B1%D9%88%D8%A7-%D9%81%D9%8A-2018-%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84/

    قد يعجبك ايضا