المؤتمر الشعبي العام في مأزق أخلاقي بسبب إعلان احمد علي ولاءه لأبوظبي
المؤتمر بين خيارين: الانضمام للتحالف أو الاستمرار مع أنصار الله
صنعاء – المساء برس| تصاعدت مؤخراً أصوات الشارع اليمني المطالبة بإعلان المؤتمر الشعبي العام في صنعاء موقفه من نائب رئيس الحزب المُعين مؤخراً أحمد علي عبدالله صالح بعد أن كشف عن ولائه وانضمامه للتحالف السعودي الإماراتي في الحرب ضد اليمن.
وفجرت صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جمعت كلاً من أحمد علي وطارق صالح وأبو بكر القربي مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد في زيارة رسمية قام بها الثلاثة لتعزية بن زايد في وفاة أخاه سلطان بن زايد، فجرت هذه الصورة الغضب لدى الشارع اليمني وخاصة في أوساط قواعد حزب المؤتمر ومعظم قيادات الحزب في صنعاء نظراً لأن قيادة الحزب اختارت أحمد علي ليكون نائباً لرئيس الحزب.
اختيار قيادة مؤتمر صنعاء لأحمد علي ليكون نائباً لرئيس الحزب بعد مقتل صالح نهاية 2017 جرى تبريره من قبل القيادة الجديدة على اعتبار أن نجل صالح لم يعلن تأييده السعودي العسكري ضد اليمن ولكونه يخضع للإقامة الجبرية في الإمارات ومفروضة عليه عقوبات دولية باعتباره خصماً للتحالف السعودي الإماراتي.
غير أن ذهاب أحمد علي لزيارة محمد بن زايد وتقديمه واجب العزاء في وفاة سلطان بن زايد قلب الموازني السياسية ووضع حزب المؤتمر في صنعاء في موقف محرج أمام الشارع وأمام شركائه في السلطة “أنصار الله” وبات الحزب مطالباً الآن بإعلان موقفه من أحمد علي وتقرير مصيره بشأن بقائه نائباً لرئيس الحزب من عدمه.
وضع التحالف السعودي المؤتمر الشعبي العام بين خيارين:
المشاركة في السلطة القادمة وهو أداة تتبع التحالف أو المشاركة في السلطة وهو شريك لأنصار الله
زيارة احمد علي لبن زايد كانت رسالة واضحة بأن الرجل بات ضمن حسابات التحالف السعودي الإماراتي وسيتم استخدامه في المشهد السياسي الذي تسعى الرياض وأبوظبي لتشكيله في اليمن وفقاً لرغباتهما ورغبات واشنطن ولندن، إذ أن تقديم واجب العزاء لم يكن عفوياً أو رداً بالمثل كما فعل بن زايد مع احمد علي حين ذهب إلى مقر إقامته وقام بتعزيته في مقتل والده في ديسمبر 2017، ذلك لأن زيارة أحمد علي لبن زايد جاءت في الوقت الذي سبق له أن التقى بعدد من السفراء آخرهم السفير البريطاني لدى اليمن، كما أن طارق صالح الذي كان حاضراً مع ابن عمه أحمد في عزاء بن زايد التقى أيضاً بالمبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث، وهو ما يشير إلى أن هناك ترتيباً لاستقطاب المؤتمر الشعبي العام العام إلى صف التحالف السعودي من خلال استغلال احمد علي وإعادته إلى واجهة المشهد السياسي من جديد.
وهنا يتساءل مراقبون هل سينجر المؤتمر إلى حضن التحالف السعودي لمجرد أن أعلن أحمد علي ولاءه للتحالف أم أنه سيبقي على مواقفه في مواجهة التحالف السعودي ثابتة ولن يغيرها وسيستمر في شراكته في قيادة الدولة في صنعاء إلى جانب أنصار الله الحوثيين، وهل سيقبل المؤتمر بالتمسك بأحمد علي واعتباره نائباً لرئيس الحزب رغم علمه بأن الهدف السعودي والإماراتي من ذلك هو جعل المؤتمر أداة بيد الخليجيين بعد تسوية المشهد السياسي القادم في اليمن مقابل حصوله على حصة من السلطة يتقاسمها مع الشرعية والإصلاح والانتقالي كطرف في مقابل حصول أنصار الله وشركائهم منفردين على النصيب الآخر كطرف ثانٍ.