صنعاء تعزز أوراق قوتها في المعادلة الإقليمية.. حاضرون بقوة في البر أو البحر
-
صنعاء – المساء برس| كتب: يحيى محمد|
لا شك أن احتجاز القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء – الموالية لأنصار الله – للسفن الثلاث التي دخلت المياه الإقليمية اليمنية بدون إذن – عوضاً عن كونه إجراءاً روتينياً وطبيعياً تتخذه أي دولة صاحبة سيادة حقيقية على أراضيها ومياهها – فإن الاحتجاز هو أيضاً بحد ذاته رسالة قوية جداً وقد وصلت جيداً لخصوم اليمن ومن يقف خلفهم من الدول العظمى وهي رسالة أيضاً للإقليم بأكمله.
الجرأة التي أبدتها صنعاء في اتخاذها هذا الإجراء وأمام مرأى ومسمع من التحالف وما يملكه من قطع بحرية عسكرية بينها قطع تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، كانت بحد ذاتها رسالة قوية للمنطقة والإقليم مفادها أن اليمن بقيادته في صنعاء أصبح رقماً قوياً وفرض نفسه على المعادلة الإقليمية في المنطقة، ذلك يعني أن اليمن في حال اندلاع اشتباك إقليمي ترى فيه صنعاء أن هذا الاشتباك قد يهدد أمنها الإقليمي فإنه – أي اليمن – سيكون حاضراً وبقوة فيه وبحسب الظروف والوسائل التي تفرضها الخطوط العريضة للأمن القومي والإقليمي اليمني.
مما لا شك فيه أيضاً أن مختلف الأطراف في الإقليم قد قرأوا رسالة صنعاء جيداً فيما يتعلق بالقدرة العسكرية والسرعة في تنفيذ عمليات في عرض البحر وضمن واحد من أهم الممرات المائية الدولية، إذ أن من يستطيع السيطرة على مجموعة سفن كبيرة مستخدماً عدداً من الزوارق الصغيرة فقط، يستطيع أن يقوم بنفس العملية ضد سفن عسكرية هذا عوضاً – طبعاً – عمّا باتت تمتلكه صنعاء من صواريخ بحرية مضادة للسفن الحربية جرى إنتاجها وتطويرها محلياً، ومن بات قادراً على تأمين مياهه الإقليمية رغم امتدادها الشاسع هو أيضاً قادر على أن تطال يده إلى ما هو أبعد من المياه الإقليمية، من هنا؛ فإن الأطراف في الإقليم بما فيهم “الكيان الإسرائيلي” يفترض بهم أن يكونوا قد أضافوا حساباً جديداً إلى حساباتهم السابقة بشأن القدرات العسكرية اليمنية البحرية، فالقدرة اليمنية على تحييد القطع البحرية في البحر الأحمر يجب أن يُضرب حسابها من الآن وصاعداً.
اليمن عسكرياً بات قوة ضاربة لا يُستهان بها، ذلك لا يخص القوات البرية المقاتلة على الأرض أو الوحدات الهندسية المتخصصة في إنتاج وتطوير المنظومات الصاروخية وسلاح الجو المسير فحسب، بل إن هذه القوة الضاربة عسكرياً تشمل أيضاً القدرات العسكرية في البحر، إذ سبق أن استهدفت القوات البحرية اليمنية والدفاع الساحلي أكثر من سفينة عسكرية حربية تابعة للتحالف السعودي، وللتذكير فقط فقد كان العام 2016 عام استهداف القطع البحرية للتحالف واحدة تلو الأخرى.
كما أن القدرات العسكرية البحرية لليمن أصبحت، منذ أن تولت جماعة أنصار الله زمام القيادة العسكرية، قادرة على تنفيذ عمليات فردية في عمق المياه الإقليمية، ويكفي هنا أن نُذكّر بما قام به مجموعة من الغواصين التابعين للبحرية اليمنية من اصطياد الغواصة التجسسية الأمريكية “ريموس” مطلع يناير 2018 والتي جرى التقاطها من عرض البحر بعد أن دخلت المياه الإقليمية لليمن وكانت تقوم بعملية تجسس وجمع للمعلومات لصالح التحالف العسكري السعودي.