ما علاقة اختيار الرياض لهذا التوقيت بالذات لإعلان الاتفاق بـ”تاريخ 5 نوفمبر 1967″ وماذا حدث حينها؟
صنعاء – المساء برس| أعاد باحثون متخصصون في الشؤون التاريخية التي شهدتها اليمن خلال القرن الماضي، التذكير بأن اليمن شهد اتفاقاً بين رئيسين شماليين أحدهما كان مدعوماً من السعودية عام 67م من القرن الماضي وتحديداً في مثل هذا اليوم الذي تم فيه توقيع اتفاق الرياض بين الشرعية والانتقالي.
وكشف الباحثون إن الاتفاق السابق تدخلت فيه السعودية كما هو الحال مع هذا الاتفاق الأخير، حيث رعت الرياض اتفاقاً بين الرئيس الأسبق عبدالله السلال والرئيس الذي تلاه في اليمن الشمالي عبدالرحمن الإرياني وهو الاتفاق الذي بموجبه تم الإطاحة بالسلال وجيء بسلطة الإرياني التي عملت لصالح السعودية منذ ذلك الحين حتى صعود الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي لسدة الحكم والذي أعاد بوصلة ثورة 26 سبتمبر إلى مسارها الصحيح من خلال ثورة 13 يونيو التي قادها الحمدي لتصحيح مسار الثورة ورفع الوصاية الخارجية عن اليمن.
وفي منشور للكاتب والباحث اليمني محمد ناجي أحمد قبل عدة أيام، اعتبر أحمد تحديد 5 نوفمبر 2019 موعداً لتوقيع اتفاق الرياض تعد من المفارقات المضحة بسبب ما حدث في 5 نوفمبر 1967م، حيث في الأولى يتم إزالة الإخوان من الحكم وفي الثانية تم تنصيبهم والراعي لهذا الحدث جهة واحدة، في إشارة إلى السعودية.
وقال أحمد في منشور على حسابه بالفيس بوك “الهجاء بمعيارين والراعي واحد!.. من المفارقات المضحكة أن يكون الهجاء ل5نوفمبر2019م من تناسلات 5نوفمبر1967م!، في 5نوفمبر 1967م كان ولوج الإخوان المسلمين ،ورعايتهم ليكونوا شركاء في الحكم ،وفي 5نوفمبر 2019م يتم تقليص سلطتهم المتراكمة عبر العقود؛ وهنا تزول المفارقة في دلالتها الضاحكة لتصير واقعية سوداء!”.
أما الناشط السياسي مصطفى راجح فقد كتب في صفحته بالفيس بوك تعليقاً على اتفاق الرياض اليوم، بأنه يأتي وسقف الدولة قد تم خلعه حتى في عدن، في حين كان اتفاق 67م لون النظام بلون معين داخل الدولة، في إشارة إلى إدخال السعودية للإخوان المسلمين في اليمن سلطة الحكم حينها.
لا هادي بحجم السلال ولاعيدروس بمكانة القاضي الإرياني. إذا كانت 5 نوفمبر الأولى لونت النظام بلون معين داخل الدولة ، فإن 5…
Posted by مصطفى راجح on Tuesday, November 5, 2019
وسواءً تعمدت الرياض اختيار هذا التوقيت بالتحديد لإعلان اتفاق الرياض، أم لا، فإن مما لا يدع مجالاً للشك أن الرياض أرادت أن تخلق صورة عامة باتفاق الرياض وطبيعة المراسم التي تمت فيه والشخصيات التي تم دعوتها له، مفادها أن الرياض لا تزال ممسكة بزمام الأمور في اليمن وأن هيمنتها ووصايتها على ما تعتبره تاريخياً حديقتها الخلفية لا تزال قائمة، وأنها مثلما أتت بالإخوان إلى سدة الحكم في اليمن، ورعتهم لعدة عقود، فإنها هي من تقرر متى وأين ما تشاء الاستغناء عنهم والإتيان بأدوات جديدة بديلة عنهم، غير أن الفارق هذه المرة هو أن الرياض لاتزال بمواجهة عنيفة مع خصم يؤرقها شمال اليمن هو الحوثي وحلفاؤه ولا يقبل التنازل عن سيادة البلاد أرضاً وإنساناً كما كانت ترغب به الرياض.