نائب رئيس وزراء الأردن سابقاً: من مصلحة السعودية عدم الرد على ما تعرضت له من هجوم

عمّان – المساء برس| وصف اقتصاديون دوليون بأن تنفيذ هجمات جوية على منشأة بقيق التابعة لأرامكو النفطية السعودية من قبل الجيش اليمني التابع لسلطة صنعاء، بأنها بمثابة نوبة قلبية حادة لسوق النفط والاقتصاد العالمي، هذا ما عبر به بوب ميتنادي رئيس مجموعة رابيدان للطاقة والذي كان يعمل سابقاً في مجل الأمن القومي الأمريكي أثناء الغزو الأمريكي للعراق.

ووفق الاقتصاديين فإن للهجوم على منشأتين نفطيتين إحداهما هي أكبر منشأة مصفاة نفط في العالم، تداعيات اقتصادية كبيرة جداً والحدث ذاته ليس بالهيّن، فعلى الرغم من استخدام السعودية لغة تطمينية في البيانات الصادرة عنها بشأن الهجوم وتداعياته والأضرار التي لحقت بالمنشأتين وتأثيرها على إنتاج النفط، وإنكارها أيضاً عدم توقف الإنتاج أو تأثر كمية الإنتاج بهذا الهجوم إلا أن وكالات الأنباء العالمية وكبرى الصحف الدولية كشفت عن كارثة هي الأكبر على السعودية واقتصادها.

وكشفت وكالة بلومبيرغ للأنباء إن أرامكو “اضطرت إلى خفض الإنتاج بمقدار 5 ملايين برميل يومياً بعد هذا الهجوم”، مضيفة إن عملاق النفط السعودية لن تكون قادرة على استئناف إنتاج النفط حالياً، وأنها تحتاج لعدة أيام حتى تتمكن من استئناف معظم كمية الإنتاج التي توقفت وليس استئناف إنتاج الكمية بالكامل.

أما وكالة رويترز فقد كشفت نقلاً عن ثلاثة مصادر قولهم إن إنتاج النفط السعودي وتصديره تعطل بعد هجمات الطائرات المسيرة على منشأتي أرامكو، في الوقت الذي قالت فيه مصادر اقتصادية إن توقف إنتاج 5 ملايين برميل نفط يومياً بالسعودية يعني توقف إنتاج النفط السعودي بنسبة أكثر من 51%، كون إجمالي الإنتاج من النفط السعودي يومياً قبل الهجوم يبلغ 9 ملايين و800 ألف برميل يومياً.

ما تعرضت له السعودية دفع بنائب رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور جواد العناني، إلى نصيحة السعودية بعدم الرد عسكرياً على ما تعرضت من هجوم كون ذلك قد يؤدي إلى كارثة نفطية أخرى.

وقال العناني في تصريح لقناة الجزيرة القطرية، إن مستوى الضرر على السعودية وإنتاجها للنفط وإعادة الوضع إلى ما كان عليه يتوقف على عاملين رئيسيين، أولهما مدى قدرة السعودية على إصلاح الأضرار التي تسببت بها الضربة على المنشأتين النفطيتين والمدة التي ستتطلب هذا الإصلاح، مشيراً إلى أن السعودية سواءً استغرقت عدة أيام لإصلاح الضرر أو طالت المدة أكثر ففي كلا الحالتين سيكون هناك تأثير إمداد السعودية للنفط العالمي غير أنه في الأولى سيكون تأثيراً قليلاً والثانية سيكون تأثيراً كبيراً جداً.

وعن العامل الرئيسي الثاني الذي يحدد مصير استعادة انتاج السعودية لكمياتها السابقة من النفط قال الدكتور العناني إن هناك احتمالية أن تكون هناك ضربة انتقامية سعودية على اليمن للرد على هذه العملية، فإن الحوثيين أيضاً سيردون ربما بعملية أخرى وهو ما قد يوتر المنطقة كلها ويحدث إشكالية في عمليات إمداد النفط في العالم.

وقال العناني إنه “ليس من المتوقع أن يستطيع مخزون النفط العالمي أن يغطي هذا النقص الكبير في كميات النفط، وحتى لو غطت السعودية من مخزونها فهي تملك مخزون نفط في السعودية ومصر وهولندا وقد يكون لها في أماكن أخرى، لكن ذلك سيفيدها لإمداد النفط عدة أيام فقط”.

 

قد يعجبك ايضا