صنعاء ترفع قدرة برنامجها التسليحي وتضرب أول الأهداف الحيوية “مطار أبها”
صنعاء – تقرير خاص – المساء برس| استهدفت القوات اليمنية التابعة لسلطة صنعاء مطاراً مدنياً سعودياً وهي المرة الأولى منذ اندلاع الحرب السعودية الإماراتية وتحالفهما على اليمن التيمنذ أكثر من 4 أعوام التي يستهدف فيها اليمنيون بهجوم صاروخي منشأة مدنية.
مطار أبها الدولي جنوب غرب المملكة كان على موعد فجر اليوم الأربعاء مع صاروخ مجنح من نوع “كروز”، وهي المرة الثانية التي تستخدم فيها القوة الصاروخية اليمنية التابعة لصنعاء صاروخاً من هذا النوع إذ سبق أن استهدفت صنعاء منشأة مفاعل براكة النووي في العاصمة الإماراتية أبوظبي أواخر العام 2017.
وحسب ما أعلنته وزارة الدفاع في صنعاء فإن الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية إذ تم استهداف برج المراقبة الرئيسي الخاص بالمطار، وكان الهجوم هدفه إيقاف الملاحة الجوية في مطار أبها وهو ما حدث بالفعل عقب تنفيذ الهجوم الذي اعترفت به السلطات السعودية ولم تستطع هذه المرة أن تنكر وقوعه نظراً لتوقف مطار أبها عن العمل نهائياً، غير أن المتحدث باسم قوات التحالف تركي المالكي وصف الصاروخ بأنه مجرد “مقذوف”.
محللون سياسيون يمنيون وعرب اعتبروا في تصريحاتهم لهم على وسائل إعلام عربية أن هذا الهجوم هو تنفيذ للتهديد الذي أطلقته القوات اليمنية باستهداف منشئات حيوية ولعل استهداف مطار أبها هو أول هدف حيوي يتم استهدافه وإخراجه عن العمل، على اعتبار أن استهداف مضخة أرامكو هو هدف عسكري كون الحرب على اليمن تعتمد بشكل رئيسي في تمويلها على إنتاج النفط السعودي وبيعه.
| تهديدات قوات صنعاء حقيقية وسيتم تنفيذها |
منذ مايو الماضي بدأت القوات اليمنية بالتصعيد العسكري القوي ضد التحالف السعودي الإماراتي، ودشنت صنعاء هذا التصعيد ضد السعودية تحديداً باستهداف مضخة نفط أرامكو في كل من عفيف والدوادمي، واكتفت صنعاء بتذكير أبوظبي بما تعرضت له من هجوم بطائرة مسيرة استهدف مطارها العام 2018 وأنكرت أبوظبي هذا الهجوم حينها وكشف الإعلام الحربي اليمني عن صور فيديو تم تصويرها من داخل مطار أبوظبي عبر عناصر استخبارية كانت تعمل لصالح المخابرات اليمنية داخل الإمارات.
وفقاً للحقائق المطروحة على أرض الواقع فإن تهديدات صنعاء ليست مجرد تصريحات إعلامية أو “بروباجاندا” بل هي تهديدات حقيقية ويتم تنفيذها وما تطلقه قيادة قوات صنعاء من تصريحات وتحذيرات بات على الرياض وأبوظبي أخذها على أعلى درجات الثقة والقناعة بمصداقيتها وتنفيذها من قبل صنعاء، والعمل – بالنسبة للتحالف – على تفاديها إما من خلال رضوخها لشروط سلطات صنعاء أو وقف العمليات الجوية للتحالف مؤقتاً وفتح باب التفاوض المباشر مع سلطات صنعاء.
آخر تحذيرات سلطات صنعاء أطلقها المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد يحيى سريع في تصريح مصور من الساحل الغربي بمدينة الحديدة غرب اليمن والذي قال إن “ما بعد عملية التاسع من رمضان ليس كما قبلها وعلى العدوان أن يحسب حساب ذلك”، في الوقت ذاته دعا سريع كافة المدنيين داخل الأراضي السعودية إلى الابتعاد عن كل الأهداف العسكرية والحيوية باعتبار أنها باتت أهدافاً مشروعة للقوات اليمنية.
وبات من المعلوم أن أي تهديدات تطلق من صنعاء لا يمكن إطلاقها أو التهديد بها إلا ولدى القيادة اليمنية الموالية لأنصار الله الثقة الكاملة بأنها قادرة على تنفيذ هذه التهديدات.
| فتح مطار صنعاء مقابل وقف ضرب مطارات التحالف وقد أعذر من أنذر |
الأحد الماضي صرح المتحدث باسم جماعة أنصار الله ورئيس الوفد التفاوضي محمد عبدالسلام وكان تصريحه تعليقاً على هجوم بطائرات مسيرة استهدفت جزءاً من مطار جيزان الإقليمي يستخدم للأغراض العسكرية، قائلاً إنه “وجب إفهام دول العدوان بأن مطاراتها في مرمى النيران، وأن إغلاقها أو إصابتها بشلل تام هو أقرب الطرق لفك الحصار عن مطار صنعاء”.
| صنعاء رفعت سقف برنامجها التسليحي جزئياً والكرة في ملعب التحالف |
ولعل تهديدات صنعاء كانت واضحة، فبعد ان امتلكت القدرة على رفع برنامجها التسليحي وإنتاج كميات كبيرة من الأسلحة المستخدمة في الهجمات على السعودية والإمارات وبوتيرة متسارعة من الإنتاج اليومي، فإن المجال أمامها بات مفتوحاً لاستخدام وتوظيف هذا التطور في إنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية للتصعيد العسكري ضد التحالف بهدف الضغط أكثر على الرياض وأبوظبي ودفعهما للرضوخ لشروط سلطات صنعاء المتمثلة برفع الحصار البري والبحري والجوي وإتاحة المجال أمام الرحلات الجوية المدنية والتجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي وكف الرياض عن حصارها الاقتصادي والمالي وإيقاف عمل البنك المركزي وغيرها من الأهداف التي عملت الرياض على استغلالها وتوظيفها كأوراق حرب حين فشلت في تحقيق انتصار على الجانب العسكري ولجأت لاستخدام أوراق تخص وتمس حياة المدنيين اليمنيين ولا يجوز استخدامها كوسائل حرب ضد قوات صنعاء.
وبالتالي فإن استغلال التطور في البرنامج التسليحي اليمني بهدف الضغط العسكري وتوسيع دائرة الأهداف التي يمكن ضربها داخل الرياض وأبوظبي بما يدفعهما للقبول بوقف الحرب على اليمن وبما يدفعهما لكف استغلال الأوراق الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في حربهما كوسائل قتال بديلة أو مكملة لوسائل القتال العسكرية في الحرب ضد القوات اليمنية وسلطة صنعاء، وهو ما يقود إلى أن استراتيجية صنعاء المقبلة وحسب ما أعلنت وزارة الدفاع على لسان متحدثها الرسمي وما أعلنته القيادات السياسية وصانعي القرار في صنعاء من قبل، هي بدء استهداف المناطق الحساسة المؤثرة على الوضع في السعودية والإمارات، وبما أن السعودية مصممة على استمرار إغلاق مطار صنعاء ومنع اليمنيين من الدخول والخروج وإبقاءهم تحت الحصار والتسبب بقتل آلاف المدنيين المرضى العاجزين بسبب عدم تمكنهم من الخروج لتلقي العلاج في الخارج فإن من الطبيعي أن تتخذ صنعاء استراتيجية قصف المطارات المدنية داخل السعودية بما يسمح بإخراجها عن العمل وإغلاقها بحيث يحقق اليمنيون معادلة وتوازن في الأهداف والأوراق المستخدمة كحرب.
| صنعاء تهدد ثم تنفذ ولا يزال هناك المزيد |
ويرى مراقبون عسكريون في صنعاء إن تصريحات العميد يحيى سريع الناطق باسم “قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية” وتوعده بأن “لدى الجيش اليمني مفاجآت كبيرة وضاغطة وقادم الأيام سيكشف لهم ذلك” في حال رفض النظامين السعودي والإماراتي وقف الحرب، هي تحذيرات حقيقية وأن قوات صنعاء تملك بالفعل مفاجآت تفوق ما سبق وتم كشفه من أسلحة ردع متنوعة منها ما هو صناعة محلية يمنية مائة بالمئة ومنها ما هو صناعة غير يمنية مثل صاروخ كروز الذي استخدم في هذه الضربة أو صواريخ توشكا الروسية، علماً أن صنعاء لم تتخذ استراتيجية التصعيد العسكري بهدف الضغط أكثر لتحقيق حل سياسي فعلي، إلا استناداً إلى ما باتت تمتلكه من قدرات عسكرية وإمكانيات مكنتها من رفع برنامجها التسليحي عبر الإنتاج المحلي، وأما استخدام الأسلحة التي كانت موجودة من وقت سابق أو الركون إليها لاتخاذ استراتيجية التصعيد العسكري فهي باتت محدودة جداً.
كما لا يستبعد المراقبون أن يكون اليمنيون العاملون في مجال التصنيع العسكري في إطار إنتاج وتطوير أسلحة جديدة ولا يستبعد أيضاً أن تفوق هذه الأسلحة كل توقعات الطرف الآخر.