قصة الطفلة بثينة ماذا فعلت بها السعودية قبل وبعد خطفها
الرياض – المساء برس| أواخر أغسطس 2017 قصفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن منطقة سكنية في حي فج عطان جنوب غرب العاصمة صنعاء، وأدت الغارات إلى تدمير حي سكني على رؤوس ساكنيه.
كانت الطفلة بثينة الريمي هي الناجية الوحيدة من أسرتها المكونة من 8 أشخاص الذين قتلوا جميعاً تحت أنقاض منزلهم فيما بقيت بثينة على قيد الحياة تحت الأنقاض.
خرجت بثينة وهي في حالة صحية حرجة وتلقت العلاج على مدى قرابة شهر كامل في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، ونظراً لفداحة الجريمة التي ارتكبتها السعودية بحق حي سكني يقطنه مدنيون أبرياء فقد حظيت الطفلة بثينة باهتمام إنساني كبير جداً محلياً وإقليمياً ودولياً.
وكانت الصورة التي التقطها أحد المصورين الصحفيين لبثينة وهي ترقد في المستشفى أثناء تلقيها العلاج، قد لقيت تداولاً واسعاً في وسائل الإعلام المحلية والعالمية والتي كانت تحاول فيها بثينة فتح عينها المتورمة والمغلقة بصعوبة وبيد واحدة لرؤية المصور الذي التقط لها تلك الصورة التي كانت السبب في تأليب الرأي العام العالمي ضد السعودية والتي سلطت الضوء بشكل أكبر على ما ترتكبه الرياض وتحالفها المدعوم أمريكياً بشكل مباشر على ما يُرتكب من مجازر بحق المدنيين في اليمن من قبل التحالف.
-
هروب الرياض من الإدانة الدولية
كان من الواضح أن الحركة التي اشتهرت بها بثينة لفتح إحدى عينيها أمام عدسة الكاميرا فتحت عيون العالم على ما ترتكبه الرياض من جرائم، وعلى إثر ذلك قامت السعودية بتدبير خطة لاخنتطاف بثينة من صنعاء وإيصالها إلى عدن ومنها إلى الرياض، محاولة من ذلك تبييض صورتها أمام المجتمع الدولي التي أصبحت سيئة ومحل اتهامات مباشرة بارتكاب مجازر حرب في اليمن.
-
كيف وصلت بثينة إلى الرياض؟
“المساء برس” حصل على معلومات حينها أفادت أن عم الطفلة بثينة تلقى اتصالات من جهة أخبرته أنها تابعة لمنظمة إنسانية دولية تعمل في عدن وطلبت منه اصطحاب الطفلة “بثينة” إلى عدن كي تتولى المنظمة تقديم الرعاية الطبية لها كونها تعرضت لإصابات متعددة.
لكن تبين لاحقاً أن تفاصيل الاختطاف كانت مختلفة تماماً حيث علم “المساء برس” من مصادر موثوقة حينها أن شقيق أحد العاملين في إحدى الصحف التابعة لحزب الإصلاح المعتقلين لدى جهة أمنية في العاصمة صنعاء هو من قام بتنفيذ عملية اختطاف الطفلة بثينة الريمي من العاصمة بعد أن قدم إلى صنعاء واتجه إلى مؤسسة سما الإنسانية والتي ترأسها المذيعة في قناة اليمن الفضائية سما أحمد.
وكشف المصدر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن “فؤاد ثابت المنصوري” هو شقيق المخرج الصحفي “توفيق المنصوري” المعتقل مع مجموعة من الصحفيين المنتمين لحزب الإصلاح من العاملين في صحيفة المصدر والذين تم اعتقالهم في العام 2015م بداية الحرب.
المذيعة سما أحمد بعد عودتها من عدن عقدت مؤتمراً صحفياً بيّنت فيه تفاصيل اختطاف التحالف للناجية من مجزرة طيران التحالف التي ارتكبها في فج عطان أواخر أغسطس العام الماضي.
وأوضحت “سما أحمد” تفاصيل الجريمة الجديدة المتمثلة باختطاف التحالف لمواطنين يمنيين هم الطفلة بثينة وعمها وزوجته وأولادهما عن طريق عاملين في المجال الإنساني.
وبينت أن شخصاً يدعى “فؤاد ثابت المنصوري قدم إلى مؤسستها الإنسانية التي كانت تتولى تنسيق بعض الأعمال الإنسانية لصالح الطفلة بثينة وطلب منها التنسيق مع عمها لعمل تسجيل توثيقي للطفلة لصالح مؤسسة صناع السلام على اعتبار أن يبث الفلم في الأمم المتحدة وسيتم تصويره فوق العديد من الأماكن التي ارتكب فيها التحالف مجازر جماعية في صنعاء وعمران وذمار وكانت البداية من أطلال منزل عائلة بثينة في حي عطان ثم قرر الانتقال إلى مجزرة عرس سنبان في ذمار ومن هناك طلب منهم الانتقال في زيارة سياحية إلى دمت ولم يرفض عم بثينة الذي كان حاضرا مع زوجته وأطفاله طلب المدعو فؤاد المنصوري الذي كان ينفق بسخاء غير معهود”.
وواصلت أنه في ومدينة دمت طلب فؤاد أن يذهب لزيارة عائلته القريبة من المكان إلا أنهم اكتشفوا أنهم وقعوا في كمين حيث أوصلهم إلى أخر نقطة للجيش واللجان الشعبية وبعده بمسافة كانت نحو 16 مدرعة لقوات العدوان بانتظارهم فأوقف فؤاد السيارة وفر منها لتقوم ومنها تم نقلهم إلى المعاشيق في عدن وتصوير الطفلة بثينة في الصور التي تم بثها ، مبينة أنه وبعد يومين تم نقلها من عدن إلى مدينة ذمار لتواصل طريقها إلى صنعاء وتقوم بإبلاغ الأجهزة المختصة.
وبعد أيام قليلة من وصول الطفلة بثينة ومن معها إلى السعودية كتب عم بثينة “علي منصور الريمي” على صفحته في الفيس بوك إنه مختطف وتم نقله من عدن إلى الرياض وأن كل أدواته تم أخذها أثناء تواجدهم في قصر المعاشيق، مضيفاً أنه تمكن من الخروج من الفندق الذي وضعته في السلطات السعودية وقام بشراء هاتف جوال ومن خلاله دخل لينشر عبر صفحته في الفيس بوك يوضح أين هو حالياً مشيراً أنه لن يساوم في قضية بثينة وأنه ليس مع أي طرف ويطالب بوقف الحرب، كما كتب أيضاً أنه لا يستطيع استخدام الفيس بوك كثيراً لأنهم سيحددون موقعه.
وفي منشور آخر كتب الريمي “انا وزوجتي وأولادي وبثينه مختطفين في الرياض اطلقوا سراحنا اناشد العالم بإطلاق سراحنا نحن لانبيع الدم أو نساوم عليه”.
وبعد الذي كشفه علي اختفى تماماً ليتبين لاحقاً أن السلطات السعودية اعتقلته وظل معتقلاً في سجن الحاير أكثر من 6 أشهر.
-
بثينة تظهر بمقطع فيديو من الرياض وهي تبكي
قبل أربعة أشهر من الآن ظهرت الطفلة بثينة الريمي في مقطع فيديو تداوله عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهرت بثينة وهي تناشد المنظمات الحقوقية بالإفراج عنها بعد ان سجنت السلطات السعودية عمها وناشدت المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل بالسعي للافراج عنها بعد ان اصبحت محتجزة لدى السلطات السعودية.
-
الرياض تطلق سراح بثينة خوفاً من الفضيحة التي أوقعتها بها سلطة صنعاء في السويد
الجمعة الماضية أعلن رئيس الهيئة الوطنية للأسرى التابعة لصنعاء عبدالقادر المرتضى عن وصول الطفلة بثينة إلى صنعاء قادمة من السعودية.
ونشر المرتضى صورته إلى جانب بثينة الريمي قائلا إن “السعودية أطلقت سراحها هي وعمها” بعد أن أدرجت سلطات صنعاء اسم بثينة وعمها وزوجته وأبناءهما ضمن كشوفات الأسرى التي قدمتها صنعاء للجنة الصليب الأحمر الدولي في السويد، وهو ما دفع بالسعودية لإطلاق سراح بثينة ومن معها خوفاً من وقوعها في فضيحة أنها لم تطلق سراح المختطفين إلا حين وردت أسماؤهم في كشوفات الأسرى الأمر الذي يوقعها تحت الإدانة أنها أخذت طفلة وعائلاتها كأسرى حرب.
ويوم أمس الأحد التقى رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط بالطفلة بثينة وعمها بعد وصولهم لصنعاء والتقطت كاميرات الإعلام صوراً للطفلة بثينة وهي بين ذراعي المشاط بمقر الرئاسة بصنعاء.
-
فضيحة على ياهو نيوز
قبل عدة أسابيع نقل موقع “الخبر اليمني” عن موقع ياهو نيوز الذي يعد من أشهر المواقع الإخبارية عالمياً تحقيقاً أعده الصحفي شعيب المساوى أن السعودية تحتجز عائلة بثينة الريمي وتعتقل عمها علي الريمي في سجن الحاير لرفضه التنازل في قضيتها.