تفاصيل اليوم الأول لاتفاق الحديدة ما صدر من مواقف وتحركات لكل طرف
الحديدة – المساء برس| قالت السلطات اليمنية في العاصمة صنعاء إن طرف التحالف حاول اختراق الهدنة المعلنة في محافظة الحديدة مستغلاً تأخر وصول اللجنة المكلفة من الأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم قوات صنعاء يحيى سريع “إن طيران العدوان الحربي والاستطلاعي يحلق في سماء الحديدة بشكل مكثف بالتزامن مع قصف المرتزقة لعدد من الأحياء والمناطق السكنية بالحديدة بأكثر من 38 قذيفة مدفعية و14 صاروخاً وقصف بالأسلحة المتوسطة”، مشيراً إلى أن خروقات قوات التحالف للهدنة في مدينة الحديدة تمثلت بـ”استهداف مدينة الشعب بصاروخين موجهين وقصف شارع الخمسين بصاروخ كورنيت وإطلاق كورنيت آخر باتجاه فندق الاتحاد وإنشاء تحصينات ومتارس بالجرافات وحفريات قبالة مدينة الشعب وقصف بالأسلحة المتوسطة بشكل كثيف باتجاه الخمسين وإطلاق 10 صواريخ وتسع قذائف مدفعية منها سبع قذائف هاون وقصف بالأسلحة المتوسطة باتجاه الزعفران وقذيفة سقطت شرق منطقة الواحة، وأخرى بمدينة الشعب وقصفت مدفعية التحالف المتواجدة بمنطقة الجريبة منطقة كيلو 16 بـ18 قذيفة”.
هذا فيما يخص خروقات التحالف لوقف إطلاق النار بمدينة الحديدة أما على مستوى المحافظة أفادت قوات صنعاء بأن الخروقات خارج المدينة تمثلت بـ”إطلاق تسع قذائف باتجاه الجاح الأسفل جنوب الحديدة كما تم تنفيذ محاولة تسلل شرق حيس أقصى جنوب المحافظة بالإضافة إلى الدفع بتعزيزات قادمة من الخوخة باتجاه المنظر بالدريهمي وكيلو 16 شرق المطار”.
وكان “المساء برس” قد نقل عن مصادر عسكرية بالساحل الغربي موالية للتحالف، يوم أمس عن توافد لافت لقوات تابعة للتحالف وصلت على دفعات إلى مدينة الخوخة جنوب الحديدة، وهو ما عده مراقبون أنه مؤشر على أن التحالف لا ينوي الالتزام باتفاق الحديدة.
من جانبها نقلت “قناة الجزيرة القطرية” عن مصدر صحفي داخل مدينة الحديدة تأكيده أن سماء المدينة لا تزال تشهد تحليقاً متقطعاً لطيران التحالف سواء الطيران الحربي أو طائرات “الدرون” الاستطلاعية، بالتزامن مع إطلاق قذائف مدفعية ورشاشات ثقيلة من أطراف المدينة، وهي المناطق التي تتواجد فيها قوات تابعة للتحالف.
ورصد “المساء برس” عن وسائل إعلام محلية موالية للتحالف قولها إن “اشتباكات اندلعت في منطقة الكيلو 14 وكيلو 16 شرق مدينة الحديدة، واشتباكات أخرى في شارع الخمسين وحي الربصة ومحيط جامعة الحديدة جنوباً”، وأضافت مواقع إخبارية تابعة للتحالف قولها إن “الحوثيين قصفوا بقذائف الهاون مناطق شمال غرب حيس”، وهو ما يؤكد المعلومات التي أعلنها متحدث قوات صنعاء من أنها تصدت لمحاولات تسلل لقوات التحالف في حيس جنوب المحافظة.
وفيما أعلنت حكومة “الشرعية” من الرياض التزامها بوقف إطلاق النار في الحديدة بدءاً من الساعة الثانية عشرة منتصف ليل (الإثنين – الثلاثاء)
إلا أن مواقف رسمية من قبل شخصيات بارزة في حكومة هادي أتت عكس هذا الإعلان، فبعد ساعات قليلة من بدء سريان الهدنة، رفض نائب رئيس حكومة “الشرعية” وزير الداخلية أحمد الميسري، رفض التزام حكومته بالهدنة في محافظة الحديدة.
وطالب الميسري في كلمة ألقاها بحفل اختتام العام التدريبي 2018 للشرطة بمحافظة عدن جنوب اليمن، طالب بألا تذهب تضحيات المقاتلين الموالين للتحالف بالحديدة هدراً بسبب اتفاق السويد، وأضاف “بالأمس القريب أختتمت مباحثات السويد ونحن مع الأسف الشديد كان بإمكاننا تحقيق النصر في وقت مبكر، حيث كانت الحديدة قاب قوسين أو أدنى من أن تكون تحت قبضة الدولة الشرعية وأبطال ألوية العمالقة، وهنا نجدد تأكيد الدولة والشعب بعدم ثقتنا بالحوثيين، وعلى الجميع عدم الثقة بالحوثيين”.
وقال الميسري “باسم المقاتلين بكافة جبهات القتال وباسم أولياء دم الشهداء الذين ضحوا ومازالت دمائهم تُسفك إلى ليلة أمس، أطالب بأن لا تذهب هذه التضحيات هدراً، ونتمنى أن يكون لهذه التضحيات الجسيمة والكبيرة ثمن وقيمة”.
امتعاض وتذبذب المسؤولين بحكومة “الشرعية” واختلاف مواقفهم من الهدنة في الحديدة واتفاقها الذي رعته الأمم المتحدة بالعاصمة السويدية استكهولم الأسبوع الماضي تبين من خلال تلكؤ قوات التحالف من الالتزام بوقف إطلاق النار أولاً، وثانياً من خلال تباين مواقف مسؤولي الشرعية الذي يؤيد بعضهم الاتفاق فيما يدعو آخرون لرفضه وعدم القبول به ومواصلة العمليات القتالية على الرغم من أن هذه المواقف تصدر من مسؤولين معنيين بالشرعية وليست مجرد آراء.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه سلطة صنعاء عن أسماء أعضائها في اللجنة المشتركة التي سترعى وتطبق اتفاق السويد بشأن الحديدة، وهي اللجنة المشكلة من 6 أشخاص، 3 من طرف صنعاء و3 من طرف الحكومة الموالية للرياض، لم تعلن الأخيرة عن أسماء أعضائها في هذه اللجنة.
وأعلنت سلطة صنعاء اليوم عن أسماء الثلاثة الأشخاص الأعضاء باللجنة المشتركة لوقف القتال وتنفيذ اتفاق التهدئة بالحديدة وإعادة الانتشار، وهم “اللواء علي الموشكي – العميد علي سعيد الرزامي – العميد منصور أحمد السعادي”.
إلى ذلك تحدثت مصادر سياسية محايدة لـ”المساء برس” بشأن اتفاق الحديدة وانطباعها عن تفاصيل اليوم الأول لاتفاق هدنة الحديدة، بالقول إنه “من الواضح اندفاع طرف صنعاء لتنفيذ الاتفاق وتحقيقه بأي شكل مقابل رفض واضح من طرف حكومة هادي والتحالف لهذا الاتفاق فالأخيرة لا تبدو راضية بهذا الاتفاق لكنها لم تقل بأنها لن تنفذه أو ترفضه بسبب ضغوط سعودية وأمريكية بالإضافة إلى علمها أن الاتفاق والهدنة أصبحت أمراً واقعاً مفروضاً من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وأي خرق واضح ومشرعن من قبل حكومة هادي للهدنة ليس في مصلحتها أو مصلحة التحالف وإذا لم يحدث خرق في الحديدة فإن قوات هادي ستصعد من عملياتها العسكرية في جبهات أخرى بلا شك”.
تصريحات المصادر السياسية المحايدة، تحققت على أرض الواقع بالفعل، خاصة فيما يتعلق بتصعيد التحالف في جبهات أخرى، حيث شهدت جبهتي الجوف ونهم تصعيداً ميدانياً كبيراً مصحوباً بتغطية جوية مكثفة من طيران التحالف خاصة في جبهة نهم، وما يؤكد ذلك معلومات حصل عليها “المساء برس” من مصادر عسكرية تابعة لـ”الشرعية” قالت إنها شنت هجمات مكثفة على مواقع قوات صنعاء في نهم وأنها حققت تقدماً ميدانياً بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من تعز ومناطق أخرى حسب وصفها.
من جانبها أفادت مصادر عسكرية في صنعاء تأكيد تصعيد التحالف لعملياته العسكرية في نهم، إلا أنها نفت تحقيق قوات الطرف الآخر تقدماً ميدانياً، مشيرة إلى أن التصعيد في نهم أفقد قوات التحالف مئات القتلى والجرحى بينهم قيادات عسكرية بارزة.