لأجل اليمن.. دول المغرب العربي: “لا أهلاً ولا سهلاً بالقاتل بن سلمان”
تونس – تقرير خاص – المساء برس| قبل أيام من الزيارة المرتقبة تشهد دول المغرب العربي انتفاضة شبه رسمية وشعبية رفضاً لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي بدأها الخميس الماضي في جولة إقليمية هي الأولى له منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والتي تشمل الإمارات والبحرين ودول المغرب العربي ومصر.
-
انتفاضة شعبية مغاربية ضد بن سلمان بسبب جرائمه في اليمن
برلمانيون ومنظمات ونقابات وأحزاب وقوى سياسية وشخصيات عامة في كل من تونس والجزائر وموريتانيا ومصر رفعت صوتها عالياً لرفض هذه الزيارة التي من المتوقع أن ينفذها بن سلمان غداً الثلاثاء إلى مصر ومنها إلى بلدان المغرب العربي.
-
50 محامياً تونسياً يقاضون بن سلمان قضائياً
المحامون التونسيون نفذوا اعتصاماً اليوم الإثنين أمام دار القضاء في العاصمة التونسية رفضاً لزيارة بن سلمان لبلادهم، وهو الاعتصام الذي يأتي بعد أن قررت مجموعة تضم 50 محامياً الجمعة الماضية برفع دعوى قضائية استعجالية لدى المحكمة لمنع زيارة بن سلمان على خلفية جرائم الحرب المرتكبة في اليمن ومقتل خاشقجي.
-
برلماني تونسي يرفع لافتة في البرلمان “لا أهلاً ولا سهلاً بالقاتل”
النائب في البرلمان التونسي عماد الدايمي دعا إلى التحرك ضد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، ووضع الدايمي – أثناء كلمة له في البرلمان التونسي – لافتة كتب عليها “لا أهلاً ولا سهلاً بالقاتل بن سلمان في تونس”.
-
لافتات عملاقة “لا لتدنيس أرض تونس الثورة”
نقابة الصحفيين التونسيين انتفضت من أول يوم تم فيه الإعلان عن الزيارة، ومؤخراً قامت النقابة بتثبيت لافتات عملاقة على مبانيها في العاصمة التونسية لولي العهد السعودي وكتبت فوقها “لا لتدنيس أرض تونس الثورة”، خطوة تأتي ضمن سلسلة احتجاجات أقدمت عليها نقابات وأحزاب ومنظمات وشخصيات في مختلف دول المغرب العربي ومصر رفضاً لزيارة بن سلمان لدولهم.
وعقدت نقابتا الصحفيين والمحامين التونسيين اليوم الإثنين ندوة صحفية “للتضامن مع الشعب اليمني ولفضح جرائم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن التي ترقى لجرائم حرب”، الندوة الصحفية حضرها رئيس لجنة التحقيق المشكلة من مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في اليمن، كمال الجندوبي، والذي أدلى بشهادته عما يحدث في اليمن من جرائم حرب يرتكبها النظام السعودي.
وحسب مصادر صحفية في تونس فإن الاتحاد العام للشغل التونسي كان مشاركاً في الندوة وقد كانت هناك العديد من الشهادات بالإدانة لهذه الزيارة وتوقيتها التي قالوا إنها تأتي لطمس النظام السعودي ما ارتكبه من جرائم وإراقة دماء اليمنيين ودماء الصحفي خاشقجي، مشيرة إلى أن الندوة شاركت فيها أكثر من 11 حزباً ومنظمة ونقابة لتسجيل موقف رافض للزيارة.
-
“بن سلمان” منبوذ في كل مكان
ورصد “المساء برس” تفاعل الشارع المغاربي الرافض لزيارة بن سلمان لبلدانهم، ومن ذلك، التصريحات التي أدلى بها برلمانيون وسياسيون في دول المغرب العربي لوسائل الإعلام العربية.
وقالت النائبة في البرلمان التونسي مباركة البراهي إن زيارة بن سلمان تأتي في إطار عملية تبييض صورته في المنطقة، مضيفة إنها تتمنى على الريس التونسي إنهاء فترته الرئاسية بمواقف تحسب له وليس عليه، وأن قبوله بزيارة بن سلمان إذا كانت الرئاسة التونسية هي من دعت لهذه الزيارة فإنها دعوة مُذلة ومهينة لمؤسسة الرئاسة أما إذا كان بن سلمان هو من طلب الزيارة فإن تونس وشعبها ليست ولن تقبل أن تكون مكاناً يغسل فيها بن سلمان جرائمه وعليه أن يتوقف عن إبادة الشعب اليمني.
حزب العمال التونسي هو الآخر رفض الزيارة ودعا التونسيين للخروج في تظاهرات دفاعاً عن كرامة تونس ومبادئ الثورة التونسية، ودعا الحزب كلاً من الرئاسة ومجلس النواب والحكومة إلى احترام إرادة الشعب التونسي، وأن هذه الزيارة ليست سوى مساعي لخروج بن سلمان من العزلة التي يعيشها بعد جريمة قتل خاشقجي وتصاعد الإدانات الدولية ضده بسبب جرائمه في اليمن.
وفي سياق الحراك الكبير في تونس الرافض للزيارة على أكثر من صعيد، جرى تنظيم وقفات احتجاجية ضد زيارة ولي عهد الرياض، من قبل منظمات وجمعيات ونقابات وشخصيات سياسية وعامة تونسية رافضة لدخول بن سلمان الأراضي التونسية.
-
الجزائريون لا يُشرفهم دخول بن سلمان بلادهم
ما حدث في تونس تكرر في الجزائر وربما شهدت هذه الدولة حراكاً أكثر على المستوى النخبوي بل إن الأمر تجاوز لأن يصل بالجزائريين إلى جمع توقيعات مليون جزائري ضد زيارة بن سلمان.
كما قال المنسق العام للجنة الوطنية الشعبية الجزائر لدعم صمود سوريا ومحور المقاومة سعدان شعيب إن الجزائر دولة مستقلة بقراراتها ولن تؤثر عليها كل المحاولات السعودية.
وقال شعيب عن زيارة بن سلمان لبلاده “لا أهلاً ولا سهلاً بقاتل أطفال اليمن في بلادنا”، مضيفاً في لقاء أجرته معه قناة “الميادين” اللبنانية بالقول: من منا لا يعرف أن هذا الذي لا أتشرف بذكر اسمه على هذه القناة يديه ملطخة بدماء الأطفال في اليمن؟.
رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية عبد الرزاق مقري أكد أن ولي العهد السعودي “يريد من خلال زيارته عددا من الدول العربية ومن بينها الجزائر، التستر على الجرائم التي يرتكبها نظامه في اليمن وحملة الاعتقالات التي طالت معارضيه والتغطية على مقتل خاشقجي”.
كما أكد رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية عبدالقادر بن قريناره أن زيارة بن سلمان لبلاده تأتي في ظل “اختلاف كبير يبن الجزائر والمملكة في قيادتها للحرب على اليمن وما جرته من ويلات على الشعب اليمني”.
موريتانيا هي الأخرى شهدت من المجتمع المحلي تحركاً ضد زيارة بن سلمان، وأعلن حزب الرفاه رفضه زيارة ولي العهد السعودي إلى نواكشوط معتبراً إياها محاولة غير نزيهة لتنظيف أيدي مصبوغة بدم الأطفال والنساء العرب، مديناً بشدة ما وصفه بدور بن سلمان في حرب الإبادة الجماعية في اليمن.
كما أكد الحزب أنه يعتبر بن سلمان شخصاً غير مرحب به في موريتانيا.
وفي مصر رفضت الحركة المدنية الديمقراطية زيارة بن سلمان للقاهرة، والتي من المفترض أن يصل إليها غداً الثلاثاء.
وأصدرت الحركة بياناً بعنوان “لا أهلاً ولا سهلاً بابن سلمان”، مشيرة إلى أنه ارتكب عدة جرائم بدءاً بهندسة انتزاع جزيرتي تيران وصنافير ثم تصفية القضية الفلسطينية وقتل خاشقجي.
كما أشارت الحركة إلى أن “هذا الزائر المرفوض هو من أكثر داعمي الكيان الصهيوني فيما جريمته الأكبر هي حرب اليمن التي أصابت الشعب اليمني بأكبر كارثة إنسانية في تاريخه”.
في مصر أيضاً أصدرت اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع بياناً بعنوان “لا أهلاً بصديق الصهاينة وقاتل شعب اليمن”، مؤكدة أن “نظام آل سعود هو رأس مشروع أمريكي لإقامة تكتل عربي رسمي فاقد للشرعية الشعبية يدعم الكيان الصهيوني عبر التطبيع”.
كما دانت اللجنة “الحرب الإجرامية والفاشلة للزائر على الشعب اليمني المظلوم وصاحب الحق وعلى مدنييه وأطفاله”.
كما أصدر أكثر من (100) صحفي مصري بياناً يرفض زيارة ولي عهد الرياض لمصر في محاولة واضحة لتبييض سمعته بعد ما لحق بها من ضرر كبير بسبب جريمة مقتل خاشقجي، بالإضافة إلى التعاطف الشعبي مع مصر مع الشعب اليمني فيما يتعرض له على مدى نحو 4 أعوام منذ انطلاق الحرب التي تشنها السعودية ضد الشعب اليمني بشكل رئيسي.