مفاجئات في الساحل الغربي المعركة تنقلب والتحالف يلجأ لنهم لتخفيف الضغط
المساء برس – تقرير خاص| تعويضاً للخسائر التي تلقتها قوات التحالف والقوات الموالية لها في الساحل الغربي جنوب الحديدة، قامت قوات التحالف بتعزيز عناصرها المتواجدة جنوب مديرية الدريهمي في منطقة الطائف بعد فقدانها لمدرعات وعتاد عسكري وقوى بشرية سقطت أثناء المواجهات مع قوات حكومة الإنقاذ.
وأفاد مصدر عسكري في القوات التابعة للتحالف أن قيادة القوات الإماراتية أرسلت بتعزيزات عسكرية إلى منطقة الطائف جنوب مديرية الدريهمي بلغت 7 مدرعات و20 طقماً و400 مقاتل من قوات ما يعرف بـ”ألوية العمالقة” وفي الصفوف الخلفية تتواجد قوات تابعة لطارق صالح، مشيراً إلى أن التعزيزات تأتي لتأمين المنطقة التي تتعرض لهجمات بين الحين والآخر من قبل قوات “الحوثيين”.
وحسب المعلومات التي حصل عليها “المساء برس” من مصادر عسكرية من الطرفين، فإن الأنباء المؤكدة تفيد أن قوات التحالف عجزت عن تحقيق أي تقدم بعد الاختراق الذي حققته على الخط الساحلي فقط ووصلت من خلاله إلى الضواحي الجنوبية في المناطق الريفية بمديرية الدريهمي وتحديداً منطقة الطائف التي وصلت إليها قوات التحالف وتوقفت عن التقدم بعد أن اصطدمت بقوات حكومة الإنقاذ التي عززت من انتشارها على امتداد الشريط الساحلي المحاذي للمنطقة التي تم اختراقها وهو ما جعل قوات التحالف في خطر دائم يتهددها يومياً بسبب الاختراق الذي نفذته دون أن تحمي ظهرها، حيث تمدد التحالف على الشريط الساحلي دون السيطرة على مديريات حيس والجراحي والتحيتا وزبيد وبيت الفقيه والحسينية التي لا زالت تحت سيطرة قوات الإنقاذ، وهو ما أدى إلى سقوط خسائر يومية لقوات التحالف في العتاد العسكري والقوى البشرية، بنيران قوات حكومة الإنقاذ التي تقف خلفها أكثر من (13) ألف مقاتل من أبناء القبائل اليمنية الذين تحركوا لمساندة أبناء تهامة وينتشرون حالياً في الصفوف الخلفية لقوات “الجيش اليمني” بحكومة الإنقاذ، فيما لا تزال معسكرات الاستقبال حتى اليوم تستقبل بشكل يومي عشرات الوافدين من أبناء القبائل اليمنية الراغبين بالانضمام للقتال في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة إلى جانب أبناء المحافظة وقوات الجيش واللجان التابعة لـ”أنصار الله”، حيث تتكفل وزارة الدفاع بترتيبهم وتنظيم انتشارهم وتوزيعهم وفق خطط عسكرية مُعدّة مسبقاً، وفق مصادر خاصة أفادت لـ”المساء برس” بهذه المعلومات المؤكدة.
وفي توصيف دقيق لمجريات المعركة في الساحل الغربي قال مساعد الناطق باسم “قوات الجيش اليمني” العميد عزيز راشد في تصريح صحفي لوسائل إعلام أجنبية أن “العدو يتمدد كما تتمدد الأفعى، وكلما تمددت سهل تقطيعها، واليوم يتم مواجهتها بهجمات عسكرية وأدرع تتمكن من اصطياد المدرعات والآليات بشكل مستمر، ما بين خمس إلى ست مدرعات يومياً وأكثر”.
مساعد المتحدث باسم الجيش اليمني أكد أن هناك ضوءاً أخضر من المجتمع الدولي خصوصاً الموالين للولايات المتحدة في السيطرة على الساحل الغربي لليمن نظراً للأهمية الاستراتيجية التي يمثلها في المنطقة برمتها، مؤكداً أن “العدوان أساساً هو أمريكي صهيوني، لما للسواحل اليمنية والمياه الإقليمية من أهمية إستراتيجية، والعدو الأمريكي يسعى دائماً للتوغل في المناطق الإستراتيجية الهامة، من أجل أن يتحكم بالعالم، ولكن عين الشمس أبعد لهم من أن يسيطروا على الأراضي اليمنية”.
في السياق الميداني ووفقاً لآخر التطورات العسكرية فقد تمكنت قوات حكومة الإنقاذ من قطع خط الإمداد الرئيسي للقوات الموالية للإمارات في قرية النخيلة، المحاذية للمدخل الجنوبي لمديرية الدريهمي بعد معارك عنيفة استمرت لساعات بين قوات صنعاء وقوات التحالف في مناطق واقعة بين مديريتي التحيتا وزبيد حالت دون إسعاف القوات الموالية للتحالف المتقدمة في على الشريط الساحلي، والتي باتت شبه محاصرة.
إلى ذلك علم “المساء برس” من مصادر عسكرية موثوقة أن قوات صنعاء تمكنت من استعادة مواقع كانت قوات التحالف قد سيطرت عليها جنوب مديرية الدريهمي والتحيتا.
الضغط المتواصل الذي تواجهه قوات التحالف على الشريط الساحلي جنوب الحديدة والذي فيما يبدو أن الإمارات لم تعمل له حساب عسكري وهو ما دفعها إلى إجراء ترتيبات عسكرية لإحداث تصعيد عسكري في الأجزاء المتبقية من جبهة نهم شمال العاصمة صنعاء والتي باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات حكومة الإنقاذ.
وحسب مصدر عسكري بوزارة الدفاع بصنعاء فإن الإمارات تسعى لتخفيف الضغط على قواتها في الساحل الغربي بتصعيد التحرك العسكري في جبهة نهم على أمل أن تشغل هذه المعركة وتخفف الضغط على مقاتليها بالساحل.
وحسب المصدر العسكري فإن الإمارات رتبت مع السعودية بهذا الشأن كي تكون هي في الواجهة لتصعيد معركة نهم إن أمكن لها، حيث بدأت السعودية بإجراء ترتيبات عسكرية بدأت بدفع هادي لإقالة قائد المنطقة العسكرية الثالثة السابق اللواء أحمد جبران وتعيين اللواء فيصل حسن قائد اللواء 13 مشاة سابقاً، بالإضافة إلى وصول وفد عسكري إلى مأرب وسط اليمن أمس الخميس برفقة السفير السعودي محمد آل جابر.