عدن بين سندان الامارات ومطرقة الاصلاح
المساء برس : أحمد الوافي
إلى كل منظمات المجتمع المدني في عدن
إلى الاخوة في الجنوب
الى الاخوة في المجلس الانتقالي
الى اللجنة الوطنية للادعاءات في انتهاكات حقوق الانسان إن وجدت
حينما نرفض سلوكيات الإصلاح وعلي محسن فلا يجب ان نصمت عن مخططات الإمارات الرامية إلى تدمير عدن على المدى البعيد و رهنها .. مشروع السطو الممنهج على الاراضي و التوسع الافقي في المساحات المتبقية و تدمير المخططات يمكن ان تتوقف بإشارة واحدة من الاخوة الإماراتيين الذين اصبحت كلمتهم الاولى في عدن لكن ثقوا انهم وراء هذا الامر. أتعلمون لماذا..؟
* لأن التوسع الافقي باتجاه بير فضل والرباط وصلاح الدين حتى حدود لحج ليس عملا عفويا وانما بدأ عبر مجموعة منظمة من التجار الذين حركوا الأمر خلال سنة مضت ليتحرك الجميع بشكل فردي، وسينتج عنه مدينة تفتقر لمخططات جميلة تجعل من عدن مدينة لا ترتق إلى مستوى المنافسة مع نظيراتها حينما تكون اشبه بقرية.
* ولأن ملف النهب للمساحات المخصصة للخدمات العامة والمرافق الاستراتيجية و التوسعات المستقبلية والمتنفسات كمنطقة حرة و المملاح و الحدائق العامة والمناطق الصناعية سيفقد عدن ميزتها و سيحولها إلى قرية لأن الجمال في المدن هو جمال المخططات و التي تعطي قيمة للمدن.
* و لأن التمدد الافقي سوف يقوم باستنزاف أموال كل المستثمرين و المغتربين في الجانب العقاري و بصورة مباني هياكل غير مكتملة في أغلب الحال و بشكل متزامن مع مضايقة المغتربين لدفعهم لسحب أموالهم من الخليج و القيام بالشراء في المجال العقاري، و السباق مع الزمن للحصول على فرص و بناء أراضيهم هذه الحالة من الاستنزاف ستنعكس بشكل كبيرا يوما ما على ضياع رؤوس الاموال في مشاريع الرهن العقاري و سيفتقد الجنوب للمشاريع الاستثمارية الانتاجية القادرة على امتصاص البطالة و تشغيل الايادي العاملة و ستأتي اليوم التي يواجه قطاع العقارات تراجع كبير في النمو وهبوط بالأسعار و يزداد التراجع بمعدل انخفاض الاستثمار الانتاجي.
* نشوء عصابات الاراضي و النهب و السلب سيكون له انعكاساته على مستقبل عدن من خلال تدمير المخططات، كما ذكرنا و خلق حالة فوضى كبيرة تمنع من عودة الكثير من الاستثمار الذي لا يرغب بإقامة أي نشاط طالما كان مستوى المخاطر عالي. و هنا سيكون الأمر غير مشجع لرأس المال الحضرمي من العودة إلى الجنوب و بالأخص إلى عدن بعد أن غادرها سابقا إلى شرق آسيا و افريقيا بعد تنفيذ أول قرار تأميم في عدن. علاوة على أن هذه العصابات التي جمعت أموالا من نهب الاراضي ستكون مهيأة للعمل في كل الحقول المحرمة لجلب المال بحسب نسبة الربح السريع فستدخل بالمخدرات والارهاب والعمالة، و هنا سيحول الجنوب و عدن تحديدا إلى مدينة غير قابله للنمو.
* ما يدعم ما اقوله اليوم هو الاستهداف الممنهج للميناء و اعاقة المطار و إنشاء بؤر صراعات من خلال دعم جزئي بأسماء افراد لإنشاء مشاريع جزئية مختلفة الهدف و على اسس مناطقية.
أشياء كثيرة يستوجب على الاخوة في المجلس الانتقالي للوقوف أمامها بحزم و تحديد علاقة الشراكة بصورة تنظر إلى المستقبل البعيد للأجيال و الا يغرقوا في تفاصيل الجانب العسكري و يهملوا أهم عوامل النجاح لمشروعهم التحرري و بما يتسبب في ضياع حق الاجيال..
و هنا يجب على المجتمع المدني التحرك وبصورة عاجلة لإنقاذ مدينة عدن و تحميل التحالف المسئولية الكاملة باعتبارهم السلطة القادرة على ايقاف هذا العبث و المستفيدين من النتائج السلبية لصالح مشاريعهم الخاصة على حساب مستقبل الاجيال، و ان يكون ذلك بشكل رسمي وعلى كل المنظمات رصد كل حالات الانتهاكات بشكل دقيق ومهني وتجهيز ملف متكامل ليتم مقاضاة التحالف في كل المحافل الدولية، اذا تطلب الامر ذلك.
و في كل الاحوال على كل ابناء الجنوب التلاحم و التقارب و انجاز مشروع تحررهم بإسناد الحلفاء لكن على اسس الشراكة التي تحفظ مصالح الجميع والا ينتقلوا من احتلال الى آخر.
ادري ان هناك من المرضى ممن سيصنف هذا الكلام من زاوية ضيقة و سطحية و سيكيل الاتهامات والاتهامات و سيبرر ضياع حقوق الاجيال لأشياء تافهة و كأنه حينما يرفض الاصلاح و علي محسن واجب عليه القبول بكل السوء الذي تحدثه الإمارات و هذا خيار الضعفاء دوما.
أنا اقول اذا كان خياركم بأن تحكم الإمارات الجنوب فعلينا ان نحترمه و ان نقف خاشعين لذلك الخيار، لكن هذا الأمر لا يعفيكم أمام شعبكم من ان يكون مشروعكم مشروع شراكة مع الحليف وليس مشروع تابع.
لا يهمنا تصنيفكم و لا يهمنا ما يخطط لي من أطراف عدة و لا اخشاه و أن ما اخشاه فعلا هو ان أرى الحقيقة و أتوقف عن نقلها مراعاة لمشاعر عاطفية حتى لا يتكلم الاصلاح أو أصنف اننا اصلاحي، لأن الاصلاح دوما لا يهدف إلى مصلحة وطنية لكن لصالح قطر و تركيا و لو كانت قطر هي التي تدير الملف، لفتوا لها بيع عدن و الجنوب و لن اتوقف خوفا من عقاب او سجن او اخفاء، فنحن خلقنا احرار وسنبقى كذلك ولم نمد ايدينا يوما و لن نمدها لتركيا و لا ايران و لا السعودية و لا قطر لنبقى اقوياء امام ذواتنا و امام الجميع.
و يكفي الصراعات في عدن و الجنوب بشكل عام وفي كل مرة تقع عدن و مستقبلها بين سنديان الامارات و مطرقة الاصلاح لتضيع حقوق الاجيال بين اتهامات باطلة و بين صمت غير مبرر.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك