طارق قدّم الزعيم قرباناً للإمارات لهذا أحمد علي لم يتهم أنصار الله
المساء برس – تقرير: يحيى الشرفي| كشفت عدد من القيادات العسكرية التي تم الإفراج عنها سلطات صنعاء مؤخراً عن معلومات خطيرة تتعلق بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن كان يدفع بتصادم المؤتمر مع أنصار الله عسكرياً.
وقالت المصادر في تصريحات متعددة حسب ما نقل موقع “العربي” إن العميد طارق صالح “غدر بالزعيم وغدر بنا وغادر صنعاء إلى الجوف في اليوم الأول من الاشتباكات مع الحوثيين في شارع الجزائر والسبعين وحي الكميم”.
وأكّدت أن “طارق هرب من صنعاء مع أسرة نازحة من الاشتباكات في حي الجزائر، وانقطع تواصلنا به قبل يومين من مقتل الزعيم، وترك الأسلحة مكدّسة في المنازل، فانهزم اللواء مهدي مقولة، واستسلمنا بعده”.
القيادات العسكرية ذاتها قالت إن “طارق هو من دفع الزعيم لإعلان فك تحالفه مع أنصار الله، وهو من أوهمه بالانتصار على الحركة بمساندة ودعم كامل من التحالف”.
حسب الموقع أيضاً فإن أحد المشائخ القبليين ممكن وقفوا إلى جانب صالح حتى آخر اللحظات صرح بالقول: “طارق قدّم الزعيم قرباناً للإمارات وتخلّص من عمّه كما تخلّص العبدين من الزير سالم، وهو كاذب في ذرف دموعه عليه وعلى الزوكا، ولم نعد نثق فيه، وسيواجه الهزيمة إذا قاتل الحوثيين”.
ويرى مراقبون أن تصريحات القادة العسكريين الذين تم الإفراج عنهم تعطي تفسيراً عن سبب عدم اتهام احمد علي لجماعة أنصار الله صراحة بأنهم من قتلوا أباه، وهو صحيح، إذ لم يصدر عن نجل صالح أي تصريح يوجه الاتهام صراحة لأنصار الله بمقتل أباه.
وفي هذا السياق قالت مصادر سياسية مقربة من “أنصار الله” أن الإمارات “وجدت في طارق الرجل المناسب لينفذ مخططاً يهدف إلى تقسيم اليمن إلى ثلاثة مناطق جغرافية”، وقسمت المصادر المناطق الثلاث كالتالي: “الجنوب يبقى مفككاً وغير مستقر وفي حالة تشبه الوصاية الإماراتية عليه، والشمال لا مانع من بقاء أنصار الله فيه بعد أن يتم إبعادهم قليلاً عن خطر باب المندب، حتى لا تبقى مصالح الإمارات تحت التهديد باستمرار، فيما يبقى الوسط تحت سيطرة طارق كمناطق عازلة بين الشمال والجنوب”.
يعزز هذه التصريحات التي خصّت بها المصادر لـ”المساء برس” ما كتبه عرّاب العلاقات السعودية الإسرائيلية وضابط الاستخبارات السعودية السابق “أنور عشقي” والذي قال في نفس اليوم الذي سقطت فيه ألوية الحماية الرئاسية في عدن بيد مسلحي المجلس الانتقالي بأن الحل في اليمن “أن يتم منح الجنوب حكماً ذاتياً برئاسة عيدروس الزبيدي والشمال كذلك وليكن احمد علي في ظل قيادة فيدرالية برئاسة عبدربه منصور هادي”، كتب هذا في تغريدة على صفحته بتويتر.
وتدرك كل من الإمارات والسعودية أن التخلص من جماعة “أنصار الله” أشبه من المستحيلات، ولهذا فلن يكون الحل إلا بإبقائهم في الشمال مع تقليص نفوذهم وحصر مناطقهم الجغرافية وإبعادهم عن باب المندب، وإبقاء الجنوب كإقليم تحت الوصاية الإماراتية وإن بشكل غير معلن، مع استحداث قوة ثالثة تبسط سيطرتها على مناطق الوسط لتكون عازلاً بين الشمال والجنوب.
ولكي يتم تنفيذ هكذا مشروع يجب أن يكون هناك شخصية توكل إليها الإمارات لتنفيذه واستمرار بقائه على الأقل لـ30 – 40 سنة قادمة، وبالتأكيد لم يكن الرئيس السابق صالح مناسباً لهذه المهمة، عوضاً عن كونه بقي متردداً في فك تحالفه مع أنصار الله حسب ما ظلت تضغط عليه الإمارات باستمرار.
وبما أن الإصلاح لن يقبل بمشروع كهذا ولا جماعة “أنصار الله” فإن خيار الإمارات هو ضرب الإصلاح، أولاً بإنهاك قوته في معارك تعز ثم بالتخلص من ألوية الحماية الرئاسية المتواجدة في عدن، وإنشاء قوات نخبة مأربية في مأرب، بينما يتفرغ طارق لبناء قوة عسكرية لمحاربة أنصار الله حتى يستسلموا ويقبلوا ببقائهم في الشمال وبالحكم الذاتي لمناطقهم بالإضافة إلى منح الجنوب حكم ذاتي “تحت الانتداب الإماراتي” وتبقى مناطق الوسط تحت سيطرة طارق.