سقطرى والإمارات.. من يتبع الآخر؟
المساء برس – وما يسطرون – محمد عايش| قالوا إن محللاً إماراتياً اقترح أن يتم استفتاء سكان سقطرى حول ما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى بلاده.
دعونا نجاري هذه النكتة ونتعامل معها كما لو أنها جد جداً:
هل تعرف يا بطاطس ليز أن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تخترعها بريطانيا العظمى إلا عام 1971 ميلادية، بينما لدى سقطرى لغة خاصة تتحدث بها منذ 1971 قبل الميلاد، على الأقل؟!
هل تعلم أن بريطانيا طوال احتلالها الطويل لسقطرى لم تستطع سلخها عن اليمن ولا استطاعت إقامتها كسلطنة مستقلة، ولا نجحت في تغريبها والتأثير في لسانها وهويتها؟!
وهل تعلم ، مقابل ذلك، أنه حين قررت جلالة الملكة الانسحاب من سقطرى بصقت بصقة يأس وتذمرٍ بالقرب من الجزيرة..
ومن بصقة العجوز المتذمرة تلك نشأت الإمارات..؟!
لم تأتِ نشأتكم كدولة إلا كتعويض للاستعمار عن خسارته لما كان يسميها درة التاج البريطاني ( عدن ومستعمراتها وضمنها سقطرى).
هذا تاريخ، هذا تاريخ ليس احتقاراً ولا استخفافاً، فاحتقار الناس والاستخفاف بهم عادة خليجية لا نجيدها.
لدى سقطرى التاريخ بطوله، وليس لدى الإمارات غير “تاريخ الصلاحية”، فمن ينضم إلى من؟!
وبعدين على أي أساس يا طويل العمر تقترح هذا الاستفتاء؟!
قال: باعتبار أن الإماراتيين أصولهم من سقطرى!
طيب مفروض نعمل لكم استفتاء أنتم حول ما إذا كنتم تريدون العودة إلى أصولكم أو أن تظلوا دولةً “انفصالية”، مش العكس. (مع شرط: فحص الدي إن إيه، مش من طلعت في صلعته شعره قال أصولي من اليمن، وخصوصا حين يكون ادعاؤه هذا مصحوباً بنصف مليون غارة وطلعة جوية، ومئات الاف الصواريخ والقنابل، وآلاف المجازر).
ماينفعش أبوك ينتسب لك، أنت تنتسب لأبيك.
شوف مثلاً:
المفروض الهند وباكستان هما من تطلبان استفتاء في الإمارات حول ما إذا كان سكانها يريدون ضمها إلى الهند وباكستان، باعتبار أن 90 بالمائة من سكان الإمارات مهاجرون هنود وباكستانيون… الخ.
ماينفعش أبناء الجالية الهندية والإيرانية والبنغالية يطالبون باستفتاء في بلدانهم الأم لضمها إلى الإمارات.
شفت كيف؟!
يا اخي امنح الجنسية لملايين العمال الذين يبنون بلدك وتعاملهم بالسخرة، وبأسوأ معاملة مسجلة ضد العمال على مستوى العالم.
ليس في الامارات غير ثمانمئة ألف إماراتي عربي، مقابل ثمانية ملايين غير إماراتيين وغير عرب، أليس منتهى الصلف والبجاحة تسميتها بالإمارات العربية؟!
أين حقوق الأغلبيات؟!
الإمارات، لذلك، قريبا أوبعيدا ستصبح بلدا مختلفا..
ستتحول من علبةٍ لفرم سكانها إلى بلدٍ لكل سكانه وبدون آل زايد وبقية مشائخ الصيد والفيد وتجارة الرقيق.
المسألة مسألة وقت.
لهذا؛ وأنا أزكي مقترحك العظيم أدعمه أيضاً بفكرة عظيمة وهي أن يتم إرفاق استفتاءك في سقطرى بتعليمات من نوع: أنظر أسفل العلبة.
احتياطاً فقط..
من صفحة الكاتب على الفيس بوك