موقع المؤتمر مما يدور خلف الكواليس وأسباب رفض فك ارتباطه بأنصار الله
المساء برس – تقرير خاص| المعلومات الواردة حتى هذه اللحظة تفيد بأن بعض قيادات حزب المؤتمر في صنعاء والمحافظات التي تديرها حكومة الإنقاذ، لا تزال مترددة هل تغادر مناطقها وتعلن انضمامها إلى صف التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن أم تبقي على موقعها وتحالفها مع أنصار الله بالنظر إلى المعطيات على الأرض.
التهويل الإعلامي للتحالف بشأن العمليات العسكرية الجارية حالياً واستخدام الشائعات في مختلف الوسائل الإعلامية سواءً الرسمية أو الاجتماعية هدفه فقط خلق صورة لدى قيادات المؤتمر المتواجدين في العاصمة صنعاء والمناطق التي تديرها حكومة الإنقاذ بأن الوضع العسكري هو في صالح التحالف وأن الأخير ينوي حسمها عسكرياً على اعتبار أن هذا الوضع سيدفع بهذه القيادات إلى إعلان فك ارتباطها وتحالفها مع جماعة أنصار الله وبالتالي مغادرة مناطقها والانتقال إلى مأرب أو عدن.
عدد كبير من قيادات المؤتمر وخصوصاً المشائخ لا يمكن أن يعلنوا تأييدهم للتحالف، بل سيكونون هم من أكبر داعمي جماعة أنصار الله ومدها بالرجال والمال لمواجهة التحالف حتى آخر لحظة وآخر رجل، وهذا ما يفسر عدم وقوف مشائخ المؤتمر مع صالح حين أعلن تحالفه مع السعودية ودعا للخروج على أنصار الله.
ما يرجح هذا الطرح هو الحالة الثورية لدى رعايا المشائخ من المواطنين القبليين الذين انخرطوا في صفوف أنصار الله وباتوا إلى الأخيرة أقرب من كونهم رعايا لشيخهم المؤتمري، وبالتالي فإن مسألة إعلان شيخ قبلي من المؤتمر تأييده للتحالف لن يتم لأنه سيفقد قاعدته الشعبية والقبلية التي يرتكز عليها، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن زعماء القبائل سواء المؤتمريين أو غيرهم هم من كبار رجال السياسة، بمعنى أن مواقفهم السياسية قائمة على دراسة معمقة للتوازنات والموقف البطولي والتاريخ الماضي للقبيلة وعلاقة القبيلة بدول الجوار في الماضي والحاضر ولهذا يرى غالبية زعماء القبائل اليمنية أنهم في الموقع الصحيح والإيجابي لكونهم يواجهون غزواً خارجياً واحتلالاً لأرضهم والأكثر من ذلك أن هذا الغزو والاحتلال يأتي من دول ناشئة لم يمضِ على عمرها سوى عشرات الأعوام فقط بينما تاريخ أصغر قبيلة في اليمن يتجاوز عمرها الألف عام.
شيء آخر يحكم قيادات المؤتمر ويجعلهم متمسكين بالتحالف مع أنصار الله وهو الوضع الذي صار عليه قيادات المؤتمر الذين سبق وأن خرجوا من اليمن بداية الحرب وأعلنوا تحالفهم وتأييدهم للسعودية والإمارات حيث البعض منهم يقف في صف الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي والبعض الآخر اتخذ من القاهرة مقراً لإقامته والجزء المتبقي هم ممن يحسبون على الإمارات وأحمد علي عبدالله صالح، بمعنى أن المؤتمر ذاهب إلى التشظي والتقسيم وهذا يعني أن الحزب لن يكون له أي ثقل سياسي في المستقبل إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الحزب أو معظم قياداته وكوادره وأملاكه أيضاً في مكان واحد إما صنعاء أو عدن أو الرياض.
ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز قبل يومين صحيح 100%، إذ نقلت الصحيفة عن أمين عام حزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي أن الاجتماع الذي جرى في الرياض وضم ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وعبدالوهاب الآنسي ورئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي، جرى خلاله مناقشة إقامة تحالف بين الإصلاح والمؤتمر، ووفقاً لتصريح الآنسي للصحيفة الأمريكية فقد طُلب من الإصلاح أن يقوم بالاتصال مع قيادات المؤتمر في صنعاء واستمالتهم إلى صف التحالف.
وبعد الذي نشرته نيويورك تايمز عن الآنسي، قفز تيار شبابي في حزب الإصلاح يفند تصريحات الآنسي ويكذبها ويعلن صراحة أنه لم يطلب منهم أحد أن يتواصلوا بقيادات المؤتمر، هذا التيار هو الرافض فعلياً لأي دور سياسي لنجل الرئيس الراحل “أحمد علي عبدالله صالح” والذي تقف خلفه الإمارات وتسعى لإعادة تكتل المؤتمر عبره أو عبر حليفها المؤتمري الجديد أحمد عبيد بن دغر، كفاعل أساسي وربما بديل للإصلاح في المستقبل ولهذا شعر التيار الواسع لدى الإصلاح بالخطر الذي يتهدد الحزب في حال نجحت الإمارات في مخططها، وهنا يمكن القول أن الإصلاح بات في حالة إرباك حقيقي إذ أن قيادته تواجه تياراً واسعاً يرفض أي دور للإمارات عبر قيادات المؤتمر التي تسعى لسحبهم من صنعاء إلى صفها لأن ذلك سيكون على حساب الإصلاح نفسه في المستقبل، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية باتت قيادة الإصلاح في موقف محرج أمام الإمارات التي بدأت تستخدم أوراقها في ضرب الإصلاح وضرب هادي معاً ولعل تغريدات أحمد عبيد بن دغر بشأن البركاني مثلت ضربة إماراتية من تحت الحزام ضد هادي ومن معه من الإصلاحيين المتشائمين من دور الإمارات.
مشائخ المؤتمر وقياداته المتواجدين في صنعاء يدركون ما حدث مؤخراً مع الإصلاح ويدركون أن خروجهم وفك تحالفهم مع أنصار الله وإعلانهم تأييد التحالف يعني أن يكونوا في الطرف الآخر، أي أن يكونوا في أحد الخيارين الأول مع الإمارات وتابعين لها خلف احمد علي وبن دغر والبركاني وفي هذه الحالة سيكونون في حالة صدام مباشر مع الإصلاح من ناحية وصدام مع الجنوبيين الرافضين لأي تواجد لقيادات المؤتمر الشماليين المتهمين بنهب الجنوب بعد 94، أو أن يكونوا مع عبدربه منصور هادي وهذا يعني أنه لن يكون لهم أي دور فعلي على الأرض وسيكونون مجرد واجهات أو أسماء تستخدمهم كل من السعودية والإمارات حسب رغباتهما بالإضافة إلى أن الصراع مع الإصلاح سينشأ بالضرورة لأن الأخير سيرى فيمن سيعلنون انضمامهم لـ”الشرعية” كمنافسين في المناصب والامتيازات والأدوار.
ولهذا يمكن القول أن الضامن الحقيقي والفعلي لبقاء واستمرار حزب المؤتمر كحزب فاعل وقوي على الساحة ويضمن أي دور سياسي مستقبلي هو أن يبقي قيادات الحزب وكوادره وكيانه بشكل عام على تحالفه مع جماعة أنصار الله التي لا زالت حتى اللحظة تدير شؤون 70 من إجمالي سكان اليمن وتحتفظ بأوراق القوة السياسية والعسكرية على الأرض.