الإمارات توجه ضربة من تحت الحزام للرئيس المنفي “هادي” والإصلاح
المساء برس – خاص| وجهت الإمارات ضربة قوية لما يسمى بـ”الشرعية” يمكن اعتبارها “ضرباً من تحت الحزام”، إنها آخر “فهلوة سياسية” تستخدمها الإمارات ضد الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي المنفي خارج اليمن وحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يشكل 80% من “الشرعية”.
حيث أعلن رئيس حكومة المنفى “احمد عبيد بن دغر” الموالي للإمارات عن “توحد قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام خلف هادي والمصالحة مع نجل الرئيس الراحل أحمد علي صالح”.
وغرّد “بن دغر” في حسابه على موقع تويتر أنه وهادي ومحسن التقوا بالقيادي في حزب المؤتمر سلطان البركاني في العاصمة السعودية الرياض.
وقال بن دغر في تغريدته: “استقبلنا معاً الرئيس والنائب وأنا الشيخ سلطان البركاني، الذي أكد أن زملائنا في أبوظبي والقاهرة يتوحدون خلف مبادئ استعادة الدولةوهزيمة الانقلاب والحفاظ على الجمهورية والوحدة، كان أهم ما قاله الأخ الرئيس للشيخ سلطان “أحمد علي عبدالله صالح مننا، ونحن منه وعفى الله عما سلف”.
وأضاف رئيس حكومة المنفى: “الضرورة الوطنية والحزبية تفرض علينا الإعلان عن مصالحة تبدأ حزبية فيما بيننا، وتمتد وطنية على أوسع نطاق ممكن مع كل القوى التي قاتلت أو تقاتل الحوثيين، مصالحة تجب ما قبلها. ولم نسمع قط ممن قابلنا وتحدثنا وهاتفنا وجهة نظر أخرى”.
وكشف بن دغر عن لقاءات جمعته مع “قادة الأحزاب خلال الأيام الماضية”، مشيراً إلى أنهم جميعاً “طالبوني بالحفاظ على المؤتمر موحداً، كانوا كباراً في نظرتهم لما مر ويمر به المؤتمر. ولديهم ذات الشعور الذي نحمله نحن بأن الحوثي سيضغط على رفاقنا هناك وسيمارس معهم أشكال مختلفة من الترهيب والترغيب ليعلنوا عن مؤتمر بغطاء حوثي”، حسب وصفه.
تغريدات بن دغر – والتي يراها مراقبون أنها كانت تغريدات إماراتية بحتة ولم يقتصر دور “بن دغر” إلا على نشرها في صفحته فقط – جاءت بعد يوم واحد فقط من تغريدات معاكسة لها تماماً تم نشرها على صفحة الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي والذي أوضح فيها موقفه، أو موقف الإصلاح كما يرى البعض، من مساعي الإمارات الرامية لإعادة نجل صالح “أحمد علي” إلى الواجهة مجدداً.
حيث كتب “هادي” في سلسلة تغريدات في حسابه على موقع تويتر “ان القرارات الدولية الصادرة بحق قيادات تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله يجب ان تطبق”، وقد فسر مراقبون تغريدة هادي برفضه ورفض حزب الإصلاح المطلق لأي دور سياسي قادم لنجل صالح.
كما قال هادي في تغريدة أخرى: “القرارات الدولية غير قابلة للنقاش او التفاوض او المساس بأي بند من بنودها، ونحن نطالب المجتمع الدولي بالعمل على تنفيذها وتحويلها الى واقع ينهي الانقلاب” حد وصفه.
ويرى البعض أن تغريدات هادي وما تلاها من تغريدات لرئيس حكومته “أحمد بن دغر” المتحالف مع الإمارات تعكس أزمة سياسية حادة بين هادي والإصلاح من جهة والإمارات وحلفائها من حزب المؤتمر المتواجدين خارج اليمن من جهة ثانية.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه مراقبون أن تغريدات هادي جاءت برغبة من حزب الإصلاح الذي يتحكم بإعلام هادي وما يعرف بـ”الشرعية” الرسمي والموازي، تأتي تغريدات بن دغر كرد غير مباشر على هادي ومن معه.
غير أن الدهاء الذي تستخدمه الإمارات لمعارضة هادي وإجباره على المضي نحو ما ترسمه من واقع سياسي في المستقبل هو استخدام “شرعية بن دغر” باعتباره المسؤول الثالث في الشرعية التي بموجبها تتحرك الإمارات ضمن التحالف، والتي بموجبها أيضاً تمارس مهام حكومة المنفى بشكل فعلي في ظل غياب الأخيرة وعجزها عن اتخاذ قرار واحد دون موافقة التحالف.
ويعتبر مراقبون أن تغريدات الطرفين تشير إلى أن الشرخ بين الموالين لهادي من الإصلاح من جهة والإمارات والموالين لها من جهة ثانية سيعود مجدداً.
وشكك المراقبون من صحة ما ورد في تغريدات “بن دغر” التي وصفوها بالرسائل السياسية غير المباشرة لما تريد الإمارات فرضه على هادي والإصلاح، إذ أنه من غير المعقول أن يبدي هادي ومن معه موقفاً مناهضاً لأي دور سياسي لنجل صالح ومن معه من قيادات المؤتمر المتواجدين خارج اليمن منذ بداية الحرب في أي تسوية سياسية مقبلة وفي الوقت ذاته يظهر رئيس حكومته لنشر معلومات مسؤولة تنسف تغريدات هادي وتؤكد وجود توجه معاكس تماماً.
ولفت المراقبون إلى أن استخدام الإمارات لـ”أحمد عبيد بن دغر” للرد على هادي بنفس الطريقة التي بعث بها الأخير رسائله للإمارات بشأن تحركات الأخيرة وأحمد علي، هي حرب باردة وضربات من تحت الحزام تجيد الإمارات استخدامها ضد خصومها غير المعلنين، في إطار مخطط أبوظبي للإطاحة بالإصلاح بعد استخدام مقاتليه في خطوط الجبهات الأمامية والذي تم تدشينه باللقاء المثير الذي جمع بين ولي العهد السعودي ونظيره الإماراتي بعبدالوهاب الآنسي ومحمد اليدومي أبرز قياديين في الحزب المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
للاطلاع على مزيد من تفاصيل التقارب الأخير بين الإمارات والإصلاح اقرأ:
https://gifted-wozniak.173-212-227-29.plesk.page/2017/12/14/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d9%87%d9%84-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%aa/