الإمارات تحرق ملفاتها السرية في اليمن وتخلي سجونًا خفية مع انسحابها تحت ضغط سعودي

حضرموت – المساء برس|

بدأت الإمارات، الأربعاء، خطوات متسارعة لإنهاء عدد من ملفاتها السرية المرتبطة بتدخلها في اليمن، بالتزامن مع انسحاب قواتها من مواقع شرقي البلاد، عقب تصاعد التوتر مع السعودية ووصول الخلاف بين الطرفين إلى مراحل غير مسبوقة.

وأفادت مصادر مطلعة بأن القوات الإماراتية أقدمت على إحراق كميات كبيرة من الوثائق والملفات داخل مطاري عتق في شبوة والريان في حضرموت، قبيل مغادرتها، مشيرة إلى أن هذه الملفات تتعلق بالفصائل الموالية لأبوظبي، وبالقواعد العسكرية والاستخبارية التي كانت تديرها داخل الأراضي اليمنية تحت غطاء التحالف، إلى جانب ملفات أخرى لم تعرف طبيعتها حتى الآن.

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي في سياق محاولة طمس آثار الدور الإماراتي خلال السنوات الماضية، خصوصًا مع إعلان أبوظبي انسحابها من اليمن تحت ضغط سعودي مباشر، بعد انفجار الخلافات بين الجانبين في المحافظات الشرقية.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن تطورات خطيرة تتعلق بالسجون السرية التابعة للقوات الإماراتية في محافظة شبوة، مؤكدة أنه جرى إخلاء السجون التي كان يديرها ضباط إماراتيون داخل معسكر مُرة الاستراتيجي، ونقل جميع المعتقلين إلى جهة مجهولة عقب مغادرة القوات.

وأضافت المصادر أن فريقًا هندسيًا مختصًا وصل إلى المعسكر قبيل الانسحاب، وقام بتفكيك وسحب أجهزة تقنية متطورة كانت تعمل داخله منذ سنوات، لافتة إلى أن عملية التفكيك كشفت عن استخدام بعض هذه الأجهزة في مهام لا تقتصر على الجانب العسكري أو الاستخباري، بل شملت تحديد مواقع المعادن والثروات الطبيعية.

وأشارت المصادر إلى أن هذه المعطيات تعزز الاتهامات الموجهة للقوات الإماراتية بالضلوع في عمليات نهب منظم للثروات اليمنية، واستغلال وجودها العسكري لتحقيق أهداف اقتصادية واستخبارية بعيدة عن أي مزاعم تتعلق بدعم الشرعية أو الاستقرار.

وتفتح هذه المستجدات الباب أمام تساؤلات واسعة بشأن مصير المعتقلين الذين نُقلوا من السجون السرية، وحجم الانتهاكات والملفات التي سعت الإمارات إلى إحراقها وإخفائها قبل مغادرتها، في واحدة من أكثر فصول التدخل الخارجي في اليمن إثارة للجدل.

قد يعجبك ايضا