السعودية ترفض تهدئة مع الإمارات في اليمن وسط تصاعد الخلاف داخل معسكر التحالف
حضرموت – المساء برس|
رفضت السعودية، الأربعاء، مساعي دولية لاحتواء التوتر مع الإمارات في اليمن، في ظل تصاعد الخلافات بين الطرفين ووصولها إلى مستوى مواجهات مباشرة، وسط مخاوف من انزلاق الوضع نحو تصادم عسكري مفتوح بين الحليفين السابقين.
ونقلت مصادر دبلوماسية غربية أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أبلغ نظيره الأميركي ماركو روبيو بأن التدخل السعودي الأخير جاء بطلب مباشر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في إشارة إلى تمسك الرياض بموقفها وعدم الاستجابة لضغوط التهدئة.
وبحسب المصادر، أجرى روبيو اتصالات بكل من وزير الخارجية السعودي ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، وتركزت النقاشات على التطورات المتسارعة في شرق اليمن، لا سيما في حضرموت والمهرة، إلا أن هذه الاتصالات لم تفضِ إلى أي اختراق أو تفاهم.
وفي محاولة موازية، دفعت الولايات المتحدة بسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لعقد لقاء مع العليمي، في مسعى لإقناعه بالتراجع عن خطوات التصعيد، بما في ذلك إجراءات تستهدف الوجود الإماراتي. غير أن العليمي، وفق المصادر، رفض أي عودة عن مواقفه، مشددًا على أن أي تسوية مرهونة بانسحاب الفصائل الموالية للإمارات من المحافظات الشرقية.
في المقابل، تحركت الإمارات عبر عضوي مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح وسلطان العرادة، لإطلاق وساطة جديدة بين العليمي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي. وأفادت مصادر في مكتب العليمي بأن الوساطة تضمنت مقترحًا يقضي بسحب جميع فصائل الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، مقابل عودة الحكومة إلى عدن وصرف المرتبات.
غير أن العليمي، بحسب المصادر ذاتها، يرفض العودة إلى عدن «بأي ثمن»، ويتمسك بنقل العاصمة المؤقتة، في موقف يعكس عمق الانقسام داخل بنية السلطة الموالية للتحالف.
وتأتي هذه التحركات المتلاحقة بالتزامن مع انتهاء مهلة سعودية منحت سابقًا لطرد الإمارات من اليمن، ما ينذر بمرحلة أكثر توترًا في العلاقة بين الطرفين، ويكشف حجم الصراع الخفي على النفوذ والسيطرة داخل المحافظات الشرقية.